بعد نفاد الطبعة الأولى من كتاب "حفيدة صدام" اعادت الدار العربية للعلوم – ناشرون إصدار طبعة ثانية منه.
أما بالنسبة لكاتبة المذكرات حفيدة صدام، حرير حسين كامل، فإن كتابتها هذه المذكرات كانت محاولة لكشف التزوير في الوقائع والإشاعات التي طاولت العائلة في محطات معيّنة من تاريخ العراق الحديث، والبحث في أسباب الحرب التي دفع ثمنها الشعب العراقي حصاراً وحرباً وتهجيراً وأذى ماديًّا ومعنويًّا، حسب الاندبندنت.
وللتأكيد أيضاً أن جدّها "كان صاحب موقف وأنه كان على حق في أغلب قراراته وأنه كان مناضلاً حقيقياً وشريفاً لم تمتد يده لما اؤتمن عليه في الداخل العراقي"، وأن مقتل والدها "كان مقتلاً يليق به... وبماضيه... وببطولته... مات بطلاً مقاتلاً وسلاحه في يده... مات على الأرض التي أحبها... ومات فيها... ومن أجلها"، وفق تعبيرها.
في هذه المذكرات تحاول حفيدة صدام قراءة الماضي وفق لحظة زمنية مغايرة، تنفتح على الماضي من خلال فعل الذاكرة، وعلى الحاضر من خلال فعل الكتابة، وهذا ما يؤكد جوهريتها التوصيلية في الإفضاء والتبليغ لقيم وأفكار وقناعات يتم سردها ضمن معادلة توازي بين الذات الكاتبة للمذكرات وحالة الحزن التي تنتابها في لحظاتها الأكثر قسوة "كان هذا الفصل الأصعب في مذكراتي... الاشتباك... القاتل والمقتول فيه ممن أحب (...) إن أحد أهم الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة غير السهلة في هذا الموضوع الشائك، واستعادة الذكريات المؤلمة، هو أنني أحبهم جميعاً، وأحب حتى أخطاءهم البشرية التي علينا جميعاً أن نتعلم منها...".
وبهذا المعنى يكون هدف الحفيدة من كتابة المذكرات بمثابة الدعوة إلى القبول بالاختلاف والتسامح وفتح صفحة بيضاء جديدة تطوى معها عشرات الصفحات السوداء.
يتألف الكتاب من ثلاثة عشر فصلاً تتضمن صفحات من الطفولة المبكرة للكاتبة وعلاقات نساء العائلة والأخوات بعضهنّ ببعض والمناسبات والأفراح والأتراح والكشف عن فصول من الأسرار والخلافات بين الجدّ والصهر وكواليس انشقاق والدها حسين كامل ومغادرته إلى الأردن وعودته ومقتله، والمؤامرات التي طالت العراق، وبداية الغزو الأميركي واستهداف العائلة، والهروب إلى سوريا ومغامرات البقاء على قيد الحياة، وتنتهي المذكرات بإعدام الأميركيين الجدّ الذي تم معه حسب تعبير الكاتبة "إعدام العراق".