النور نيوز/ نينوى/ حوار
اكد مدير الوقف السني في نينوى ابو بكر كنعان ان هناك اجراءات للسيطرة على الخطاب الديني في محافظة نينوى ليكون ضمن منهج الاعتدال والوسطية، مشيرا الى قلة الكادر الديني في الوقف لعدم وجود تعيينات منذ عام 2012، مشيرا أن نينوى خسرت 89 من مشايخها وعلمائها على ايدي التنظيمات الارهابية فيما تعرض 550 جامع ومسجد في نينوى الى التدمير والتخريب، وفي حوار موسع مع النور نيوز قد مدير الوقف شرحا مفصلا عن الكثير من المواضيع والملفات من ضمنها كيف يتعامل الوقف مع الائمة والخطباء الذين بايعوا داعش اثناء فترة احتلال التنظيم للمحافظة
نص الحوار ..
النور نيوز : ممكن تعريف بالوقف السني في نينوى؟
مدير الوقف: الكثير من اهلنا في نينوى لا يعرف أن ادارة الوقف المعنية بإدارة المساجد والأئمة والخطباء والخطاب الديني هذه دائرة الوقف السني في نينوى، وهناك جهة اخرى هي المسؤولة عن المال، وهي دائرة استثمار أموال الوقف السني التي تأخذ الأموال والايجارات من المحالات والعقارات وتسلمه لبغداد وليس لها الصلاحية باستعمال المال داخل نينوى ولها مدير ودائرة خاصة، وهناك دائرة مستقلة اخرى دائرة التعليم الاسلامي لها ادارة مستقلة، وهناك دائرة اخرى وهي كلية الامام الاعظم، وهناك دائرة مهمة جدا ونتهم فيها باستمرار وهي هيئة الحج والعمرة وليس لنا علاقة من قريب ولا من بعيد لأن ارتباطها مع رئاسة الوزراء في بغداد، دائما يقال اين الاموال اين الاموال، نحن اوقاف نينوى تعيننا رواتبنا مخصصاتنا على وزارة المالية حالنا كحال دوائر الدولة الاخرى.
النور نيوز : ما هي عدد الجوامع في محافظة نينوى، وما هو تقسيمها التابع للاوقاف او للاهالي؟
مدير الوقف: بعد تحرير نينوى من داعش الاجرامي تم الايعاز من قبل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بمصادقة من قبل رئيس الديوان عبداللطيف الهميم، لا يوجد جامع او مسجد اسمه اهلي، فرض السيطرة الكاملة من قبل دائرة اوقاف نينوى على جميع الجوامع، وهذا لم ينجح لولا جهد القوات الأمنية.
عدد الجوامع في نينوى الى 2785 جامع وفي زيادة لان هناك جوامع على قيد الانشاء ويأتي اصحابها لتسجيلها في دائرة الاوقاف، وتسيير المعاملات حسب الروتين.
النور نيوز: تعرضت العديد من الجوامع التاريخية والاثرية في نينوى، الى التخريب والتدمير على ايدي داعش او الضرر خلال العمليات العسكرية، ما هو وضعها اليوم؟
مدير الوقف: جميع الاماكن الاثرية والتراثية تم جرد وإحصائها ورفعها بكتب رسمية إلى الجهات الرسمية والآثار، بدأنا في جامع النبي يونس ووضعنا حجر الأساس في آذار 2017 ، لكن تفاجئنا بوجود شركة المانيا لديها مدة خمس سنوات للتنقيب على الاثار تحت الجامع، أما الجامع النوري الكبير تم تسليمه الى اليونسكو بعد ما تم إزالة كافة العقبات من المنازل والساحات.
وجامع الاغوات الذي في منطقة بابا الجسر تم احالته الى اليونسكو ، وهناك جوامع كثيرة أثرية وتاريخية تم تسجيلها لادامتها وصيانتها إن أمكن من شركات داخلية وإن لم نتمكن من اعمارها إمكانياتنا الفنية سنحولها الى الشركات المختصة.
هناك 550 جامع ومسجد تعرض للدمار والتخريب ، اغلب الجوامع التاريخية تم نفسها بالكامل جامع النبي شيت نبي جرجريس والإمام عون الدين، يتم البدء بنائه بعد ان رفعنا الكشوفات الى بغداد، وبدأنا بإنشاء سور حول جامع النبي شيت للبدء باعماره بعد استلام المخططات والتصاميم الفنية الخاصة به.
النور نيوز: هل لديكم تعاون مع جهات مختصة لاعمار الجوامع التاريخية والاثرية؟
مدير الوقف: لدينا تعاون مستمر مع دائرة الآثار وهناك ايدي فنية كبيرة، رأيتم جامع الباشا تطوع بعمادة عماره جهات خيرية وتطوعية، وعاد الى نفس الطراز التصاميم والامور الفنية والزخرفة باشراف الآثار واوقاف نينوى مع وجود الايدي الفنية التي أنجزت الاعمار.
النور نيوز: عدد الائمة والخطباء في نينوى؟
مدير الوقف: اذا ما قارنت عدد الجوامع وعدد المعينين سنجد أن النسبة قليلة جدا عدد الائمة والخطباء الى نحو 600 امام وخطيب قياسا الى 2785 جامع هناك عجز كبير، كيف اغطي العجز.
هناك سؤوال مهم يطرح أين التعيينات؟ لو راقبنا دائرة الاوقاف من عام 2012 كان اخر تعيين لها، ولغاية اليوم لم ياتينا اي تعيين للكادر الديني والكادر الاداري، ونحن بحاجة الى كادر ديني، اليوم لدينا 2035 جامع ليس فيها شخص معين وبدون اي كادر ديني، لا خادم ولا قارئ ولا امام ولا خطيب.
وعند مقابلتي لرئيس الوزراء السابق العام الماضي، قال متابع أمركم الكرة في ملعبكم خلصناكم من داعش بالسلاح، تحاربون فكر داعش، قلت له ادعموا كأوقاف دعمتم الجيوش والحشود بكل الإمكانيات حتى يهزموا داعش بالسلاح، اليوم باعتقادي الفكر اخطر من السلاح ادعمونا بالتعيينات، عالم الدين إنسان بسيط لديه عائلة واطفال وبيت ايجار، راتبه على وزارة المالية دوامه على مدار الساعة بالليل والنهار ويوم الجمعة، ويراد منه محاربة داعش كيف يقدر أن يصمد اليوم نعالج النقص في عدد الكوادر الدينية نعالج الخلل وسد النقص بناس متبرعين بعد أن يأتون بالتزكية من المختار ومركز الشرطة وسكان المنطقة باعتبارهم أشخاص معتدلين ويملكون فكر نظيف وعدم وجود ارتابط مع داعش، نعلم لهم كتاب تخويل.
لذلك مرات تأتينا شكاوى أن الخطيب الفلاني يقرأ الخطيبة الموحدة من الورقة كأنما يقرأ جريدة، نقول هذا المتوفر حاليا لو يكون هناك تعيين وكادر ديني لاتينا به.
النور نيوز: باعتباركم مؤسسة دينية او مسؤولين عن المؤسسات الدينية، كيف يمكن السيطرة على الخطاب الديني ومحاربة فكر داعش؟
مدير الوقف: الإجراءات التي اتبعناها بعد داعش لمحاربة فكره، إيجاد عدد من الشخصيات من علماء الدين والأكاديميين وعلماء النفس ومن كافة التوجهات والامكانيات والعقول، كونهم في لجنة من داخل نينوى، وكانوا في تماس مع ظلم داعش يعرفون ما جاء به داعش وما نطق به وما أفرغه في رؤوس الناس، يقومون بمحاربة الفكر بالفكر بهدوء وبدون رد فعل عشوائي، يضعون خطبة جمعة موحدة مكتوبة لأسباب، توزع على كافة جوامع نينوى لغرض قراءتها من قبل الخطباء، كذلك ترسل الى القيادات الامنية لتوزيعها على منتسبيهم لغرض مراقبة الكوادر.
في بعض المرات الخطة ماشية في هذا الاتجاه لكن يحدث أمر طارئ ، فكانت لدينا في إحدى الجمع خطبة عن الميراث بسبب وجود الظلم في هذا المجال، إلى يوم الخميس الساعة 3:30 عندما وقعت حادثة العبارة، لا يتناسب موضوع الخطبة مع الحدث الجلل الذي أصاب نينوى، فقامت اللجنة بتغيير الخطبة بوقت قياسي جداً.
تسهر اللجنة على إعداد الخطبة المكونة من ثلاث ورقات يوم السبت والاحد والاثنين ثم ترفع يوم الثلاثاء بالليل الى لجنة عليا لدراستها من الالف الى الياء فهي مدروسة من حيث الآيات والاحاديث، ثم اقوم بقرأئها بنفسي ليس من باب العلمية لأن أعضاء اللجنة افضل مني علمياً، لكن من باب أن محافظة نينوى يعيش فيها من جميع الأديان والقوميات فلا اريد أن يكون هناك عبارة أو كلمة تخون المعنى.
النور نيوز: خلال فترة داعش كان هناك اشخاص وائمة وخطباء كيف تم التعامل معهم، وكيف تم التعامل بخصوص التصريح الامني للخطباء؟
مدير الوقف: بعد التحرير وقبل صدور تعليمات بخصوص سلامة الموقف الامني أو التصريح، فقط تصلنا معلومة عن اي خطيب أو إمام تعاون مع تنظيم داعش وصعد الى المنبر خلال فترة سيطرتهم يتم قطع راتبه ثم نبلغ عنه الجهات المختصة، وبعد التحرير لاحقناهم لم يبقى لدينا على ارض الواقع اي واحد من داعش لانه أما هرب أو قتل، ومن كانت عليه شبهة عليه جلب سلامة موقف من الجهات الخاصة.
لدينا مشكلة مع سلامة الموقف من الأمن الوطني في بغداد لدينا أموال ورواتب مدخرة لا يمكن أن تصرف من خزينة نينوى الا بجلب سلامة الموقف من بغداد وكلما نرفع مخاطبات يأتوننا بعبارات جديدة، أو تعليمات جديدة، او افعلوا أمر معين، آخر أمر جاءنا تقسيم الأعداد لكل 400 شخص معلومات عنهم في قرص واحد.
النور نيوز: ماذا عن الدروس والمحاضرات الدينية، باعتبارها كانت احدى مداخل التنظيمات الارهابية للولوج الى افكار الناس وتلويثها؟
مدير الوقف: التعليمات التي عملنا عليها منذ بداية التحرير صارمة وقاسية جدا، ممنوع فتح اي جامع الا بعد مواقة الاوقاف، يدرس الجامع ومكانه من هو كادره ، ممنوع صعود المنبر أو إمامة الناس او قراءة القران حتى من بيده مفتاح الجامع الا بعد التخويل او معين من الاوقاف، هناك منع بات القاء كلمة او محاضرة او افتتاح الجامع بحفل، منعنا حتى الدورات الصيفية وصلاة النساء في الجامع لأن الوضع الامني كان هش وفي بدايته فإردنا السيطرة على الامر.
لقلة التعيينات قمنا بمعالجة الامر، في المناطق التي فيها جامعين أو اكثر يتم فتح جامع واحد للجمعة والباقي للصلاة.
النور نيوز: لديكم مراقبة على الجوامع؟
مدير الوقف: هناك مراقبة للجوامع ومع اتساع الرقعة الجغرافية لنينوى وكثر القرى التي اصبح بعضها مدن، لدينا اكثر من 52 مفتش، ومنذ ثمانية اشهر لم يستلموا مخصصات ليس لدينا سيارات ولا أي امور لوجستية، المخصصات المالية والميزانية لنا هشة جدا، وصل الامر الى ان نشتري القرطاسية والوقود من حسبنا الخاص، حتى الحاسبات والطبعات أتينا بيها من منازلنا لان سرقت او دمرت جميعها، نحن اول دائرة قمنا بفتح مقرها في الجانب الايمن للموصل مع صعوبة الجسور لنقوم بتشجيع العودة اليه.
النور نيوز: ما هي النشاطات للحفاظ على فكر الائمة والخطباء أو تطويرهم؟
مدير الوقف: هناك خطة معمول بها من قبل ديوان الوقف السني لرفع مستوى ومعنويات رجل الدين، اول خطوة لانشاء عدة مجالس حسب اختصاصاته، هناك مجلس الإفتاء المختص من كبار علماء نينوى ومعنى بالفتوة حصريا ودون قبول الفتوى من الآخرين ومعتمد من قبل المحافظة والقضاء، وهناك المجلس الاجتماعي لحل المشاكل والنزاعات، وهناك المجلس العلمي وطرائق التدريس لاختبار علمية رجل الدين، ومركز وعي المختص بإدخال المشايخ والعلماء بكافة وظائفهم الى دورات بالوسطية والاعتدال وهناك إفادات كثيرة إلى الأزهر الشريف للإطلاع على التطورات التي حصلت في الخارج ونقلها للداخل لدينا مؤتمرات وورش عمل، ولدينا نشاط شهري، الملتقى الارشادي لتطوير الائمة والخطباء والكوادر الدينية.
النور نيوز: ماذا خسرت نينوى من العلماء والمشايخ على ايدي التنظيمات الارهابية منذ 2003؟
مدير الوقف: خسرت الاوقاف في نينوى عمالقة من علمائها، خسر البلد الطيب والمهندس والصيدلي، لكن رجل الدين العالم الرباني، عندما يفقد صعوبة ان يعوض، عدد الذين خسرتهم اوقاف نينوى منذ اغتيال الشيخ فيض الفيضي لغاية مرحلة داعش 89 من المشايخ والعلماء ، لذلك بقي لدينا عدد قليل منهم ونعمل الحفاظ عليهم وتخريج طلبة علم بإمكانيات عملية وعلمية وعقلية.
Post Views: 8