(المستقلة).. اثار تعرض ناقلتي نفط في مياه بحر عمان لانفجارين كبيرين ردود فعل دولية واسعة، تحذر من اندلاع حرب الناقلات في الخليج الذي أصبح المرور فيه يشكل خطرا عليها.
وتعرضت ناقلتا نفط لانفجارات وحرائق صباح اليوم الخميس في مياه خليج عمان، وتم إجلاء طواقمهما وإعلان التأهب، وأكدت مصادر وقوع هجمات.
فيما تم إخلاء طواقم الناقلتين بعد اشتعال النيران فيهما، وقالت رويترز إن الأولى تسمى “فرونت ألتير” وتشغلها شركة الشحن النرويجية “فرونتلاين”. أما الثانية فاسمها “كوكوكا كاريدجس” وتملكها شركة كوكوكا سانجيو اليابانية.
وأكد رئيس شركة كوكوكا سانجيو أن الناقلة “كاريدجس” تعرضت للاستهداف مرتين خلال ثلاث ساعات.
ومع توارد الاخبار عن الانفجارين والاتهامات الامريكية لطهران بالوقوف وراء الحادث الذي يأتي بعد اسابيع من تعرض أربع ناقلات للنفط لهجوم قبالة سواحل الفجيرة الإماراتية الشهر الماضي.
وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لقناة “CBS”، أنّ “إيران على الأرجح وراء الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان”.
وركّز على أنّ “إعلان إيران أنّها أنقذت طاقم الناقلتين مضلّل”، لافتًا إلى أنّ “سفينة حربية أميركية أنقذت 21 من طاقم إحدى الناقلتين”.
وأفاد البيت الابيض بأنه “تم إطلاع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على هجوم الناقلتين في خليج عُمان”، مؤكداً أن “واشنطن ستواصل تقييم الموقف بعد هجوم الناقلتين”
من جانبها، أبدت الحكومة البريطانية، على لسان متحدثة باسمها، قلقها العميق إزاء تقارير تتحدث عن وقوع انفجارات واندلاع حرائق على متن الناقلتين، وتابعت: “نتواصل مع السلطات المحلية والشركاء في المنطقة”،.
كما أكد متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن حكومة لندن تبحث بشكل عاجل عن حقائق للوصول إلى ملابسات ما حصل في خليج عمان.
من جانبها، دعت فرنسا التي لديها قاعدة عسكرية في الإمارات جميع الأطراف في الخليج إلى ضبط النفس وتخفيف التوتر على خلفية حادثة الناقلتين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول أثناء موجز صحافي عقدته “نطلب ضبط النفس وخفض التوتر من جميع الشركاء الذين نتواصل معهم دائما، كما نجدد تمسكنا بحرية الملاحة التي يجب الحفاظ عليها بشكل كامل”.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن التقارير عن الحادث في خليج عمان “مقلقة للغاية”. وفي تصريح أدلى به بعد جولة زار خلالها إيران وغيرها من دول المنطقة، قال ماس: “كل تصعيد للوضع خطير، وثمة أحداث قد تؤدي إلى تصعيد، ونحن بحاجة إلى خفض التوتر، وعلى جميع الأطراف العمل من أجل تحقيق ذلك”.
في غضون ذلك، حث الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار على خلفية الحادثة.
وذكرت مايا كوسيانتشيتش، المتحدثة باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن “المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من عناصر عدم الاستقرار والتوتر، ولذلك ندعو الدول إلى ممارسة أقصى درجات ضغط النفس وتفادي أي استفزاز”.
وحذرت الخارجية الروسية، في أول تعليق منها على الأنباء عن استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان، من أي محاولات لتحميل إيران المسؤولية عن الحادث.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريح صحافي: “أود الاستفادة من هذه الفرصة للتحذير من الاستنتاجات المستعجلة ومحاولات تحميل الطرف غير الموالي لعدد من الدول المعروفة”.
ودانت وزارة الخارجية العراقية ” ما تعرّضت له الناقلتان اللتان أبحرت إحداهما من السعودية والأُخرى من الإمارات”.
وأكّدت في بيان، “الموقف العراقي بالوقوف ضدّ أيّ اعتداء ورفض التصعيد في المنطقة، والدعوة إلى حلّ الأزمات بالطرق السلميّة ورفض أسلوب تجويع الشعوب والمسّ بأمنها والتدخّل في شؤونها واعتماد القوة العسكرية، واللجوء إلى طاولة الحوار الّتي لا بديل لها لإحلال الأمن والاستقرار في منطقتنا”.
ونقل التلفزيون الإيراني عن الرئيس الايراني حسن روحاني أن “أمن الخليج في غاية الأهمية بالنسبة لإيران”.وأعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عن “قلق الحكومة حيال الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط لها قرب مضيق هرمز كانتا تحملات شحنات لليابان”، مبديا “استعداد الحكومة للتعاون من أجل أمن المنطقة”.
وأعربت شركة ناقلات النفط الكويتية عن استعدادها لأي طارئ في ظل حادثة ناقلتي النفط في خليج عمان ، مؤكدة أن ناقلاتها تسير بشكل طبيعي في المنطقة.
وأضافت الشركة الكويتية أننا تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن، مشددة على أنها تقوم بدورها على كامل وجه ولديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالميين.