استمرت أصداء حادثة تفجير ناقلتي نفط في خليج عمان في الهيمنة، لليوم الثاني على التوالي، على اهتمامات الصحف البريطانية التي كرست لها العديد من مقالات الرأي والتحليل فضلا عن تقارير مراسليها.
ونشرت صحيفة "آي" الصادرة عن دار الإندبندنت مقالا تحليلا تحت عنوان "الصراع قد ينتشر في عموم المنطقة".
ويرى كاتب المقال جون كيمب أن حادثة خليج عمان قد تسهم في إشعال فتيل النزاع والحرب في المنطقة بأكملها.
ويقول الكاتب إنه على الرغم من التهديدات التي كانت وما زالت تتوعد بها إيران الولايات المتحدة، فإنها إذا أرادت إغلاق مضيق هرمز فلن يستمر هذا الإغلاق أكثر من أيام قليلة، فهو بنظر الكاتب، سيدفع واشنطن إلى التدخل العسكري لفتح الممر المائي المهم.
ويستمر المقال في افتراض أنه حتى لو قامت الولايات المتحدة بحراسة ومرافقة كل السفن والناقلات التي تمر من المضيق فإن إيران لن تكون قادرة على عرقلة هذه السفن أو التعرض لها، لأنها تحاول أصلا تفادي المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة وجها لوجه.
لكن كاتب المقال يرى أن المشكلة لن تنتهي هنا، إذ أن أي مواجهة عسكرية قد تُلجئ إيران إلى نقل مواجهتها مع الولايات المتحدة إلى ساحات أخرى عن طريق حلفائها في كل من اليمن وشرق السعودية والإمارات والبحرين وسوريا والعراق وأفغانستان أيضا.
ويخلص المقال إلى أن مضيق هرمز سيظل منطقة عالية التوتر قد تشعل فتيل حرب تؤكد كل من الولايات المتحدة وإيران على الرغبة في تفاديها.
أما صحيفة الفاينانشيال تايمز فقد نشرت تقريرا كتبه ثلاثة من مراسليها يشير إلى أن اتهام ترامب لإيران بالوقوف وراء حادث تفجير الناقلتين قد يسهم في زيادة حدة التوتر بين دول الخليج وايران.
ونقل التقرير عن وزير الخارجية الفرنسي،جان إيف لودريان، تحذيره من أن حادث تفجير الناقلتين يصب الزيت على النار في منطقة مشتعلة، ومناشدته لجميع الأطراف بضبط النفس وعدم التصعيد.
أما نظيره الألماني، هايكو ماس، فقد قال إن "مقطع الفيديو الذي عرضته الولايات المتحدة ليس دليلا كافيا على تورط إيران".
ويشير التقرير إلى أن كل من السعودية والإمارات، اللتين تعرضتا لحادث مماثل الشهر الماضي رحبتا بالتصريحات الأمريكية وبتشديد العقوبات على إيران وكذلك بزيادة التواجد الامريكي العسكري في المنطقة.
وكتب ريتشارد سبنسر مقالا في صحيفة التايمز يتحدث عن مقترح غربي لوضع حراسة عسكرية ترافق كل ناقلات النفط في الممرات المائية الحساسة.
ويشير المقال إلى أن المقترح جاء عقب حادث تفجير الناقلتين في خليج عمان والذي أدى إلى زيادة التوتر مع إيران.
يرى الكاتب أن المسؤولين الأوربيين يعتقدون أن إيران مسؤولة عن الحادث إلا أنهم يميلون إلى إجراء تحقيق منفصل بشأنه.
وينقل عن مسؤولين أوربيين توضيحهم بأن هذا الإجراء يأتي بناء على الحاجة الملحة له الآن لحماية الناقلات وسفن الشحن في واحد من أكثر الممرات العالمية أهمية وازدحاما.
ويضيف أحد المسؤولين أن المشكلة تكمن في اختيار الجهة المحايدة التي تتولى إدارة تنفيذ هذا الإجراء وكذلك كيفية تنظيم وترتيب ذلك بالتعاون مع الدول الأخرى والحلفاء في منطقة الخليج.
ويشكر كاتب المقال بطريقة ساخرة زيادة التوتر في منطقة الخليج، التي دفعت بكل الدول المتضررة مما يحدث إلى زيادة تواجدها العسكري في المنطقة وإرسال تعزيزات لحماية مصالحها.
ويذكر المقال أن إيران ربما تكون وراء حادث التفجير، إذ أنها تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتخشى من عودة المظاهرات إلى شوارعها، وقد تكون لجأت إلى مثل هذا التصرف لتلفت انتباه الشارع الإيراني إلى الخطر الأمريكي ولتجد مخرجا لها من هذا الطريق المسدود.
وكتب باتريك وينتور تقريرا في صحيفة الغارديان يقول فيه إن الولايات المتحدة تتهم إيران باحتجاز طاقم الناقلة النرويجية التي أصيبت في خليج عمان.
ويورد التقرير عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن طاقم السفينة النرويجية، المؤلف من 11 روسيا و11 فلبينيا وجورجي واحد، قيد الاحتجاز، في حين تقول السلطات الإيرانية إنها تحتجزهم فقط لحين التأكد من أن الوضع آمن بالنسبة لهم لكي يعودوا إلى ناقلتهم.
وفى صحيفة الغارديان كتب جوليان بورغر مقالا تحليليا يقَيّمُ فيه نتائج زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لإيران.
ويصف المقال الزيارة بقوله "لقد قدر لها أن تكون واحدة من أسوأ جهود الوساطة في الوقت الراهن، إذ ظهر آبي، الذي يزور إيران كأول مسؤول رفيع منذ أربعين عاما، وكأنه يتلقى توبيخا من المرشد الأعلى لإيران، وزاد الطين بلة حادث تفجير الناقلة اليابانية".
ويمضي المقال ليوضح كيف أن خامنئي استدعى كاميرات التلفزة لحضور اللقاء ليوضح للعالم أن الغرض من الزيارة هو إيصال رسالة من الرئيس الأمريكي لإيران، وأنه أضاع وقته.
ويرى الكاتب أن ترامب قد وضع رئيس الوزراء في موقف لا يحسد عليه عندما غرد على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قائلا إنه لا علاقة له بالزيارة وإنه لم يطلب منه إيصال رسالة إلى أحد، وإنه اندفع في ذلك بفعل نواياه الحسنة.
كما كتبت جيليان أمبروز تقريرا في الغارديان يتحدث عن الخشية من ارتفاع أسعار الطاقة في العالم جراء حادثة التفجير وتصاعد التوتر في الخليج.
وترى الكاتبة أن السبب وراء هذا الارتفاع هو الخشية من احتمال قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي المهم الذي تمر منه الإمدادات النفطية.
وينقل التقرير عن أحد كبار سماسرة النقل عبر البحار ومقره لندن قوله إن عددا كبيرا من الشركات المالكة للناقلات ترفض الإبحار في تلك المنطقة حاليا بدون ضمانات بل ويطالب الكثير منها بحراسة عسكرية لناقلاتها.
ويخلص المقال إلى القول إنه على الرغم من أن الكثير من الدول قد لا تتأثر بما يحدث هناك وقد تبحث عن مصدر أخر لشراء المشتقات النفطية والغاز بعيدا عن الدول التي تقع في منطقة مضيق هرمز، إلا أن قلة العرض بسبب ما يحدث وسيحدث هناك ستؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب من الدول الاخرى المنتجة للنفط والغاز.