الفلسطينيون بين حلم العودة وصفقة القرن

آخر تحديث 2019-06-15 00:00:00 - المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

(المستقلة)..تشغل “صفقة القرن” الفلسطينيين في الداخل والخارج، وقد أبدى البعض غضبه من هذه المسألة في ظلّ تردّد أنباء عن التخلي عن حق العودة في صفقة صهر الرئيس الأميركي. في مخيم البقعة للاجئين بالعاصمة الأردنية عمان، أبدى محمد دياب، وهو رجل عجوز، كان قد ترك حيفا عام 1948، بغضب على اقتراح التخلي عن حقه في العودة إلى مسقط رأسه وقال: “من غير المعقول التخلي عن هذا الوطن.. من غير المعقول أن يتخلى الفلسطينيون عن وطنهم.. وحتى لو متنا، فالأجيال المقبلة لن تتخلّ عن الوطن، هناك أجيال وأجيال غيرنا ترغب في العودة”.

ولا تزال “صفقة القرن” التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني محاطة بالسرية، على الرغم من أن تفاصيل مسربة تشير إلى أنها تتخلى عن فكرة قيام دولة فلسطينية كاملة لصالح حكم ذاتي محدود في جزء من الأراضي المحتلة بالضفة الغربية، الأمر الذي من شأنه أن يقوض حق الفلسطينيين في العودة وبناء دولتهم وفقا لحل الدولتين المنادى به دوليا، وحتى في إدارات البيت الأبيض السابقة.

الفلسطينيون بين مصر والأردن

وتشير التسريبات إلى أن الصفقة تضع تصورا لتوسيع قطاع غزة إلى جزء من شمال مصر، تحت السيطرة المصرية، مع تقليص نصيب الفلسطينيين في الضفة الغربية ومنحهم بعض المناطق على أطراف القدس من دون السيطرة على حدودهم. وتفاقمت المخاوف الأردنية بشأن ما تنبئ به الخطة بالنسبة للمنطقة وللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بسبب استعداد ترامب لقلب السياسة الأمريكية رأسا على عقب.

ويتسم رد فعل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالغضب إزاء أي تلميح بقبوله صفقة أمريكية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي تجعل من بلاده وطنا للفلسطينيين. وكثيرا ما أكد العاهل الأردني على موقف بلاده المتمسك بحلّ الدولتين، وقد أشار مؤخرا إلى أن بلاده لديها صوت وتملك موقفا من القضية الفلسطينية. كما سبق وأكد بخصوص خطة السلام الأمريكية أن الأمر مرهون بالفلسطينيين أنفسهم وأن موقف الأردن من القضية الفلسطينية لن يتغير قيد أنملة، وأن عمان مستمرة في التنسيق مع الدول والعربية والأجنبية لوضع حلول مقبولة للقضية.

هل من توافق على حلّ الدولتين؟

وبعد قيام دولة إسرائيل في العام 1948، وحربها إضافة إلى حرب حزيران من العام 1967، استقبل الأردن أعدادا من الفلسطينيين أكثر من أي دولة أخرى، بل إن بعض التقديرات تشير إلى أنهم يمثلون حوالي نصف تعداد السكان. لذا فإن أي تغيير في التوافق الدولي على حل الدولتين، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهي قضايا لطالما دعمتها السياسة الأمريكية، يتردد صداه في الأردن أكثر منه في أي مكان آخر.

وينفى مسؤولون أمريكيون التفكير في توطين الفلسطينيين بالأردن، أو دفعه للقيام بدور في إدارة أجزاء من الضفة الغربية أو الطعن في حق أسرة الملك عبد الله في الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس. لكن النهج المتطرف الذي يتعامل به ترامب مع هذه القضية، والتصريحات الأخيرة لسفيره في إسرائيل، والتي قال فيها إن لتل أبيب الحق في ضم بعض مناطق الضفة الغربية، لم تفعل شيئا يذكر لتهدئة المخاوف التي يسمع صداها على بعد عشرات الكيلومترات شرقا.

وعلى الرغم من النفي الأمريكي، يخشى الأردنيون من عودة ترامب إلى فكرة إسرائيلية قديمة “الوطن البديل” مفادها أن الأردن هو فلسطين وأن هذا هو المكان الذي يجب أن يذهب إليه فلسطينيو الضفة الغربية.

المصدر: يورو نيوز