سلط تقرير لوكالة "فرانس برس" الضوء على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت شركات نفطية اميركية جنوب العراق، مبينا ان تلك الهجمات المتكررة وضعت بغداد في موقف حرج وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وذكر التقرير الذي نشر أمس الأربعاء، 19 حزيران 2019، ان "الهجمات الصاروخية المجهولة المصدر التي تكررت خلال أسبوع مستهدفة مصالح أميركية في العراق تضع بغداد في موقف حرج، وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن"، مضيفة ان "أي جهة لم تتبن مسؤولية إطلاق الصواريخ الذي بدأ الجمعة الماضي، وسقط عدد من الصواريخ على قاعدة بلد (شمال بغداد)، تلاها هجوم على معسكر التاجي وبعدها هجوم على مركز لقيادة العمليات العسكرية في الموصل".
وأوضح انه "قبل فجر امس الأربعاء، سقطت صواريخ على تجمع شركات نفطية عراقية وأجنبية في محافظة البصرة، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص بجروح، حيث يضم هذا الموقع العديد من الشركات الأجنبية والعراقية بينها شركتا إكسون موبيل وبيكر هيوز الأميركيتان".
ونقل التقرير عن خبير في الشؤون العراقية بجامعة سنغافورة الوطنية، ان "القصف طريقة ايرانية لإظهار نفوذ طهران من خلال وكلائها في العراق، وهذه الهجمات لا تظهر فقط القدرة على إلحاق الضرر بالموظفين الأميركيين، ولا تحرج فقط الحكومة العراقية والشركاء العراقيين، ولكنها تشكل أيضا تهديدا لمصادر الطاقة الدولية ولعمليات شركات النفط الدولية الكبرى"، حسب قوله.
وأشار التقرير إلى ان "العراق تعهد بحماية المصالح التجارية الأجنبية على أراضيه من الهجمات، الأمر الذي يضعه في موقف حرج"، مبينا ان "الهجمات أفشلت خطاب الحكومة حول الاستقرار النسبي ودعوة الشركات الكبيرة للاستثمار في العراق".
من جانبه أكد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن المسؤولين العراقيين شعروا بضغوط، وتابع ان "القوات الأمنية تكثف جهودها لمنع هذه الحالات لكن المشكلة تكمن في الجهات التي تنفذ هذه العمليات الإرهابية، إذ لديها القدرة على الوصول إلى أماكن تمكنها من القصف".
وأضاف أن "الأماكن التي فيها المستشارون العسكريون الأميركيون والأجانب تتعرض للقصف بشكل متكرر وهذا إحراج للحكومة".
وكان مسؤول في إحدى الشركات الأجنبية العاملة في حقل الرميلة، قد أكد في وقت سابق، أن الشركات الأجنبية في الحقل وبينها "أكسون موبيل" و"جنرال إلكتريك" و"بيكر هيوز"، طلبت من كبار موظفيها المغادرة.
وسحبت شركة "أكسون موبيل" 83 عاملا أجنبيا من حقل في البصرة منتصف أيار الماضي، لكنهم عادوا بعد ضمانات من الحكومة.
يذكر ان قيادة العمليات المشتركة، كلفت أمس الاربعاء، الاجهزة الاستخبارية بجمع المعلومات وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ والقذائف على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات، لتتخذ القوات الامنية الاجراءات الرادعة ضدها، امنيا وقانونيا، وذلك بعد الإعلان عن اصابة ثلاثة اشخاص إثر سقوط صاروخ نوع "كاتيوشا" على شركة حفر الآبار النفطية في منطقة البرجسية بمحافظة البصرة.