أفادت مصادر عسكرية عراقية، الاثنين، ان القوات الأميركية تدرس فعليا أمن عناصرها الموجودين في معسكرات داخل العراق، مؤكدة ان إجراءات الأمن في قاعدة بلد الجوية تغيرت جذريا خلال الأيام القليلة الماضية في ظل التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران.
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن ضابط متقاعد قوله في تصريح صحفي اليوم، 24 حزيران 2019، إنه "من المعتاد أن تحيط الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية وإجراءاتها الأمنية في العراق بالكتمان الشديد"، مضيفا انه "ليس من مصلحة واشنطن في الوقت الحالي على وجه الخصوص إظهار الفزع إزاء أي حادث تتعرض له قواتها لأن ذلك سيستثمر ضدها سياسيا ودعائيا من قبل إيران".
كما نقل عسكريون عراقيون عن نظرائهم الأميركيين في العراق خشيتهم من أن "تفسر قرارات إخلاء الخبراء الأجانب من قواعد عسكرية تتعرض لهجمات صاروخية على أنها هرب أميركي من مواجهة إيران"، ولهذا عارض العسكريون الأميركيون خطة إخلاء الخبراء من قاعدة بلد الجوية.
وأكدت مصادر استخبارية عراقية، ان "لديها معلومات تؤكد وجود تحركات من قبل فصائل موالية لإيران لاستهداف قاعدة بلد الجوية تحت ذريعة قصف القوات الأميركية فيها، لذلك شددت السلطات الأمنية العراقية إجراءاتها في القاعدة ومحيطها خشية تعرضها للاستهداف مع إحاطة موقع وجود الخبراء الأميركيين العاملين فيها، وحرسهم من عناصر الشركة الأمنية بالكتمان".
وأشارت المصادر إلى انه من بين الإجراءات الأمنية المتخذة في القاعدة، تقييد الحركة بشكل صارم داخلها وفي محيطها خلال ساعات الليل وإعادة النظر في جميع تصاريح الدخول الصادرة لعناصر ليست على درجة عالية من الموثوقية.
وتابعت ان "ضباطا عراقيين وأميركيين يدرسون فعليا تجهيز القاعدة بمنظومة دفاع جوي لاعتراض أي صواريخ قد تسقط عليها"، كما ان الولايات المتحدة تعاقدت مع شركة أميركية متخصصة لتأمين خبرائها في القاعدة، وينص على نشر 250 عنصر أمن من الشركة في مرافق قاعدة بلد لحماية 150 خبيرا.
وكانت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية قد نفت أمس الأنباء التي تحدثت عن عزم الولايات المتحدة سحب متعاقدين أميركيين من قاعدة بلد، حيث أكد الكولونيل كيفين ووكر، مدير الحماية في القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية في تغريدة عبر تويتر إن "الادعاءات بشأن سحب المتعاقدين أو أي مواطن أميركي من قاعدة بلد الجوية غير صحيحة".
واستهدفت القاعدة المذكورة الأسبوع الماضي بثلاث قذائف "مورتر" لم تسفر عن أي إصابات ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، وكانت قاعدة بلد من بين 3 مواقع عسكرية عراقية تعرضت لهجمات بالصواريخ.
يذكر ان القوات الأميركية تنشر في هذه القاعدة الجوية الرئيسية 150 خبيرا ومدربا وفني تسليح وصيانة، متخصصين في تشغيل طائرات "آف 16" التي باعت الولايات المتحدة عددا منها للعراق، ويضم فريق الدعم الأميركي وحدة لتقنيات الملاحة الجوية ومتابعة المسارات وأخرى لإدارة أبراج المراقبة وثالثة لصيانة المدرج ومرابض الطائرات.