بقلم : خالد الناهي
يحكى ان عرافة قالت لرجل أن أبنك الوحيد سيموت بحادث سير قبل أن تراه عريسا، ولمنع تحقق نبؤة العرافة، قام الاب بمنع الأبن من الخروج للشارع، وحرمه من التعليم والأصدقاء والسفر، بل منع عنه كل شيء حتى بات لا يعرف ماذا يدور في الخارج ..فهو بإختصار حرمه الحياة.
أصبح الابن شاب، وهو يجهل في كل شيء، وفي أحد الأيام خرج الأب مستعجلا، لأمر طارئ ونسي باب البيت مفتوحا، وكانت أصوات الضوضاء في الخارج، تجعل للشخص فضولا لمعرفة ماذا يدور في الخارج، وضع الشاب قدمه في الخارج، فشاهد السيارات تمشي بمنتصف الشارع، دون معرفة خطورتها، فأراد ان يمسك واحدة منها، اعترضها فصدمته ومات.. ولولا حرص الاب لربما لم يمت إبنه..
ان ما يحدث منذ 2003 لغاية الان في العراق مشابه لما حصل بحكايتنا.. فبحجة الخوف من انهيار العملية السياسية، وجب ان يكون فلان موجودا فيها، وخوفا على وحدة العراق، يجب الا يزعل علان، للحفاض على مكونات الشعب، يجب ان يخرج الإرهابي الفلاني من السجن، بل ويشترك في العملية السياسية ويكون مؤثرا فيها، يجب ان لا تزعل الدولة الفلانية من العراق، لأنها ان زعلت حلت اللعنة والندامة علينا، فلان قاتل وسارق يجب الا يحاسب، خشية من زعل رئيس حزبه.
هذا الخوف خلف لنا داعش، وعصابات منظمة، وفساد في كل مفاصل الدولة، فقدان الشعب لثقته في العملية السياسية، لامبالاة لدى الشباب بالوطن وغيرها من الصفات السيئة.
اليوم وبعد مضي أكثر من سنه على الانتخابات البرلمانية المخيبة للآمال، لا زالت العملية السياسية عرجاء، ولا زالت الكتل ورئيس الحكومة كلا يدعي بانه يعرف الخلل، لكنه لا يستطيع البوح خشية على العملية السياسية، وهذا كذب وافتراء انما خشية على مصالحهم الحزبية والفئوية.
هناك برنامج حكومي يجب ان ينفذ، وهناك من يحاول ان يعرقل تنفيذ ذلك، لذلك نعتقد ان على رئيس الوزراء، الذهاب الى البرلمان، واخبارهم بالحقيقة التي يعرفها الجميع، لكنهم ينكرون معرفتها، ومن ثم التوجه الى الشارع والراي العام، ووضع النقط على الحروف.
ان السكوت والخشية من خوف زعل زيد وغضب عمر, لن يؤدي لحل المشاكل بل سيفاقمها.
العراق لن يتقدم الا بمواجهة مشاكله, ووضع النقاط الحروف, وان فعلنا ذلك, ستكون الأمور على خير ولن تنهار العملية السياسية ولا هم يحزنون.