المحرر :علي التميمي
كشف انحسار المياه في خزان سد الموصل شمالي العراق عن قصر ضخم يعود للحضارة الميتانية، وهي حضارة لا يعلم عنها علماء الآثار والتاريخ إلا القليل وكانت 1500 عام قبل الميلاد، وما زال يحيط بها كثير من الغموض.
وما جعل هذا الكشف الأثري الضخم ممكنا، الجفاف الذي أصاب خزان سد الموصل العام الماضي، وهو ما أدى إلى انخفاض معدلات المياه فيه بشكل ملحوظ.
وما إن انحسرت المياه حتى ظهرت الآثار على الضفاف القديمة لنهر دجلة، وأطلق علماء الآثار العراقيون عملية إخلاء طارئة لإنقاذها.
ولكن لم يمتلك فريق العلماء كثيرا من الوقت لنقل المكتشفات الأثرية، حيث عادت مستويات الماء للارتفاع سريعا في شهور الشتاء لهذا العام، ما أدى في النهاية إلى غمر الآثار بالمياه مجددا.
وقالت عالمة الآثار الألمانية إيفانا بوليتس “الحضارة الميتانية هي من أقل حضارات الشرق دراسة، وعدد الأبحاث الصادرة عنها قليلة جدا، حتى إن عاصمة الحضارة نفسها لم يتم الكشف عنها وتحديدها بعد”.
وخلال عمليات البحث والتنقيب، عثر فريق الأثريين على بقايا طلاء باللونين الأزرق والأحمر على الجدران، كما تم اكتشاف طلاء جدران باللون الكموني وهو ما وصفته بوليتس بـ “كشف أثري مثير”، حيث تقول “في الألفية الثانية قبل الميلاد كانت الجداريات سمة تقليدية للقصور في حضارات الشرق القديمة، ولكن نادرا ما وجدناها محفوظة”.
وتم العثور داخل القصر على عشرة أوانٍ فخارية، التي سيقوم فريق من الباحثين في ألمانيا بدراستها، حيث يتمنى الفريق أن تفصح تلك الأواني عن مزيد حول الحضارة الميتانية الغامضة.