سفارة الأولمبية الدولية

آخر تحديث 2019-07-04 00:00:00 - المصدر: نون

احمد العلوجي

لم يعد الأمر خافياً على أحد، و انطوت صفحة الوهم والخداع و استعباد الرياضيين و التلاعب بمصيرهم و مقدرات رياضاتهم، تهدمت أصنام هدر المال العام، و بانت سلبيات وأخطاء من حاول إيهام الشارع و اللجنة الأولمبية الدولية بالكذب والتدليس، بعد أصبوحة سويسرية (لوزانية) أسدل فيها الستار على مسرحية طال عرضها لعقد و نصف من الزمن، انكشف فيها ما كان مستوراً، و بانت عورات فساد البعض و محاولاتهم القفز على قرارات الحكومة والقوانين العراقية، فُضِح منحاول واهماً أن يجعل الاولمبية الوطنية سفارة للجنة الاولمبية الدولية في البلد، بأساليب و أفعالٍ غير مسؤولة كأنه يمثل إقليماً أو دولة أخرى غير العراق، بلا شعور و لا حس وطني، همه جيبه و غايته إشباع رغباته و من حوله من متلونين و انتهازيين وأقلام صفراء ضربت مصالحها بقرار 140.
مصد و حاجز حكومي فاجأ الجميع خلال اجتماعات لوزان، أنهى حالة الخنوع والخضوع للوفود العراقية السابقة المبتعثة إلى سويسرا، بتمثيل مشرف عكس قوة العقول العراقية و فهمها، و إدراك الحكومة و تفهمها و من يمثلها لما حدث سابقاً ويحدث حالياً في الوسط الرياضي الاولمبي، من فوضى عارمة في كل شيء مالياً و إدارياً و فنياً وقانونياً، صحوة حكومية طال انتظارها، لكن أن تأتي متأخرةً أفضل من أن لا تأتي أبداً، فشماعة التدخل الحكومي كذبة لن تنفعهم مستقبلاً، سيما بعد تحرر الاتحادات المركزية من سطوتهم و ابتزازهم و مساوماتهم و استقلالها المالي والإداري عن اللجنة الاولمبية، فلا عودة للوراء أبداً و الحكومة ماضية بكسر قيود الظلم والاستبداد و الدكتاتورية، مثلما كسرت و هشمت الرؤوس العفنة للدواعش، إذ لا يعصى عليها أفراد طغوا واستكبروا وتفرعنوا و اغتنموا من مال الرياضة و استغلوا المناصب شر استغلال و تاجروا بحقوق رياضيين لا حول ولا قوة.
صحوة حكومية لم نألفها من قبل نتيجة تدخلات سياسية مستمرة خلال المراحل السياسية ما بعد سقوط النظام لأجل كسب بعض الأصوات و التعويل عليها في الانتخابات التشريعية و مجالس المحافظات دون مراعاة للرياضيين و حقوقهم، دون أدنى مسؤولية دستورية تحتم على من يجلس تحت قبة البرلمان أن يشرع دستوراً رياضياً وطنياً يحفظ حقوق الجميع و يوصِد الأبواب بوجه الفاسدين والطارئين.
هنا تنتهي أخر حلقات الاولمبية بنهاية تعيسة بطلها واهن و عرابها فاشل طارئ و حوتها فاسد، ونتطلع إلى بداية حقيقية لرياضة البلد وفق قانون رصين وتعيد إليها ألقها الذين افتقدناه نتيجة عبث العابثين.