الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
لا اعلم لماذا ذاكرة البعض مثقوبة, فينسى عدنان حمد صانع احزان الماضي للكرة العراقية, ولا افهم كيف يفكر البعض بعودة عدنان حمد لتدريب المنتخب! مع انه اضاع على العراقيين حلم 12 سنة, كأنهم يعشقون الفاشلين, المصيبة ان نجد بعض الإعلاميين ممن يروجون له في برامجهم, او بعض المواقع على الفيسبوك التي جعلت منه المدرب الخارق للعادة, نفخ مستمر في صورة عدنان حمد المليئة بثقوب المشاركات الفاشلة, والذي يدلل على عدم فهم لتاريخ الرجل, وغياب تام للعقل, نعم ان البعض يدافع عنه من بعد طائفي, واخر من باب العاطفة المغيبة للوعي.
ونقول نعم ان للرجل بعض النجاحات في الدوري العراقي قبل 20 عام, ونجح عبر فريق مزور بالأعمار في تحقيق انجاز وهمي في الفئات العمرية, فكان الانجاز الوهمي لشباب اسيا 2000 وتبعه وهم رابع اثينا 2004 فكانت نجاحات محدودة معتمدة على التزوير بالأعمار.
لكن الرجل فشل بامتياز مع المنتخب العراقي الوطني مع انه كان المدلل جدا من زمن عدي الى زمن حسين سعيد! حيث اعطي فرص كثيرة جدا لم يعطها لأي مدرب اخر, والغريب انه كان دوما يفشل فلا يعود الا بالهزائم, والتاريخ الكروي يشهد, حتى انه منذ سنوات عاطل عن العمل بعد ان طرده نادي اردني نتيجة سوء النتائج.
وهنا سأسرد سيرة الفشل عدنان حمد مع المنتخب الوطني, عسى ان يفهم البعض حقيقة الرجل الضحلة تدريبا, او ان تعود الذاكرة للبعض الاخر.
· الفشل الاول: بطولة غرب اسيا 2000
اقيمت البطولة الاولى لغرب اسيا في شهر ايار في العاصمة الاردنية, ومع ان المشاركة كانت باطار دول المنطقة (فلسطين, سوريا, الاردن, لبنان, الاولمبي الايراني,...) والتي يتفوق عليها العراق, لكن فشل المدرب عدنان حمد العبور بمنتخبنا في مباراة النصف نهائي, لتحصل انتكاسة غير متوقعة ويفشل بالفوز بكاس البطولة.
وتم اقالة عدنان حمد بعد انتهاء البطولة والاتيان بمدرب ميلان اليوغسلافي, لتسجل اول فشل لعدنان حمد مع المنتخب الوطني.
· الفشل الثاني: تصفيات كاس العالم 2002
تم اقالة المدرب اليوغسلافي والتعاقد مرة اخرى مع عدنان حمد ليثبت ان الاتحاد العراقي مريض وغير ناضج ولا يفهم كيف تدار مسالة التحديات الكروية, فهل نسوا سبب اقالة عدنان حمد ليعودوا اليه مرة اخرى, وهل العراق يفتقد للقدرات المحلية في ذلك الوقت كان موجود انور جسام وثائر جسام وثائر احمد ويحيى علوان واكرم سلمان كل هذه الاسماء يتم تجاهلها وتعطى الفرص لهذا الرجل! الموضوع غريب جدا.
في المرحلة الاولى كانت مباريات للتسلية امام النيبال والمالديف فقط كازخستان كان ندا قويا وشاء القدر ان نتأهل.
في المرحلة الثانية كان علينا مواجهة تايلاند والبحرين والسعودية وايران للصعود لكاس العالم, ليست مهمة مستحيلة ولو كان هنالك كادر كفوء لامكن ذلك, خصوصا ان مبارياتنا اقيمت في ملعب الشعب, وبدأت التصفيات بفوز كبير على تايلاند بملعب الشعب 4-0 , مع ان الاداء العراقي كان سيئا ولا يبشر بخير, وجاءت مباراة البحرين ليخسر العراق لأول مرة تاريخه امام البحرين 2-0 حيث ظهر الارتباك على المدرب بشكل فاضح وقام بأجراء تغييرين في الدقيقة 34, وبعد المباراة صدر القرار بإقالته بعد مباراة السعودية, واستمر اضطرابات المدرب حيث غير تسع لاعبين في هذه المباراة, ثم اظهر سوء ادارته للفريق حيث قام بتبديل لاعبين في الدقيقة 37, وخسرنا المباراة من جديد 1-0.
ليغادر عدنان حمد بعد ان ادخل العراق في عنق زجاجة نتيجة سوء ادارته للمنتخب.
· الفشل الثالث: بطولة امم اسيا 2004
قبل انطلاق امم اسيا 2004 قرر الاتحاد العراقي قرارا غريبا يقضي بحل المنتخب الوطني واقالة مدربه ستانج, والمشاركة في امم اسيا بالمنتخب الاولمبي بقيادة عدنان حمد, قرار ظالم قضى على جيل بأكمله, لتشهد اول المباريات خسارة من اوزبكستان مع اداء باهت ذكرنا بأداء التسعينات السلبي تدوير الكرة من دون فائدة او خطورة.
ثم فوز صعب جدا على منتخب تركمانستان المغمور تحقق بالدقائق الاخيرة, ثم تبعه بفوز جيد ومفاجئ على السعودية, ومع ارتفعت الاحلام بتحقيق شيء ما, في دور الثمانية كان علينا مقابلة الصين البلد المنظم, ولم يكن الفريق الصيني مخيفا بل يمكن هزيمته مع الاعداد النفسي والخططي الجيد, لكن حلت الهزيمة النكراء بقيادة عدنان حمد وبثلاثة مقابل لا شيء, ولنغادر من دور ال8 كالمعتاد وبهزيمة مذلة.
· الفشل الرابع: تصفيات كاس العالم 2006
بعد امم اسيا 2004 عاد منتخبنا لإكمال مشوار التصفيات وهو يحتاج للفوز بمبارياته الثلاث المتبقية كي يتأهل للدور الثاني, وحقق الفوز في مباراة تايوان الضعيف بنتيجة 4-1 , ثم كانت المباراة الحاسمة في عمان ملعبنا الافتراضي ضد اوزبكستان, وكان يجب تحقيق الفوز كي نضمن التأهل, ودخل مدربنا بخطة غريبة 3-5-2 الغير ناجحة مع منتخبنا الدفاعية وغير مناسبة لمباراة نحتاج فيها للفوز وحده, وفي الدقيقة 22 كان المنتخب الاوزبكي متقدم بهدفين, مع ضياع كامل لمنتخبنا! ليعود عدنان حمد لخطة 4-4-2 بعد اضاع كل شيء, ليظهر لكل الخبراء مدى ضعف المدرب واضطرابه في المباريات الحاسمة.
وفي الدقيقة 29 سجل العراق هدفا وبقي امامه 60 دقيقة يحتاج فيها لهدفين, لكن بقيت تغييرات المدرب غير فاعلة لنخسر في ملعبنا ونغادر التصفيات مبكرا.
وجاءت المباراة الاخيرة لنا في التصفيات ضد فلسطين وكانت تحصيل حاصل للفريقين, وفزنا 4-1 في مباراة ليست ذات نفع.
وهكذا حقق عدنان حمد الفشل الرابع مع المنتخب الوطني والغير ان الاتحاد تمسك به رغم فشله المتكرر.
· الفشل الخامس: كاس الخليج 2004
عاد العراق للمشاركة في كاس الخليج بعد غياب 14سنة نتيجة الظروف السياسية, تحت قيادة عدنان حمد ووقع العراق الى جانب قطر وعمان والامارات, وحقق العمانيين اول فوز لهم على العراق في تاريخهم الكروي بفوز عريض 3-1 مع اداء مفكك للمنتخب العراقي سجل علامة استفهام كبيرة على وضع المنتخب وكادره صاحب الهزائم المتكررة.
ثم تعادل غير نافع امام قطر, وتبعه بتعادل امام الامارات لنغادر البطولة من دورها الاول بعد ان كان تاريخ العراق متميزا فسجل عدنان حمد النتيجة الاكثر سوءا للعراق خليجيا.
وتم طرد عدنان حمد من جديد بعد النتائج المذلة والمخيبة للآمال.
· الفشل السادس: تصفيات كاس العالم 2010
بعد التعادل مع الصيني في دبي, قرر الاتحاد العراقي قرارا غبيا بإقالة المدرب النرويجي اولسن, والعودة للمدرب ذو الفشل المتكرر عدنان حمد, في اختيار يدلل على سفاهة من يقود الكرة العراقية, وكان اول تحدي امامه مباراة قطر في قطر, ومعه الجيل الذهبي, لكن كان انتهاج خطة 3-5-2 من قبل عدنان حمد مفاجئا للمحللين, بعد ان اثبتت الخطة قصورها في مرات كثيرة, فجاء الهدف القطري الاول مبكرا, فعاد عدنان حمد لخطة 4-4-2 لكن بعد فوات الاوان كما فعلها في تصفيات كاس العالم السابق امام اوزبكستان, ليعود منتخبنا للدفاع مع انه خاسر, كما عودنا المدرب من ارباك مستمر يعيشه, ليأتي هدف اخر ويستمر منتخبنا فقط بالجري, ليخسر المباراة.
وجاءت مباراة استراليا فخسرنا كما كان متوقعا ب 1-0 , واصبح موقف العراق صعبا حيث جمع نقطة واحدة حصلها اولسن من 3 مباريات نتيجة هزائم عدنان حمد.
كان على العراق تحقيق الفوز في مبارياته المتبقية كي يتأهل, وجاء القدر بهدف رجح كفتنا على استراليا في دبي ثم تبعه بفوز على الصين 2-1, ولتبقى مباراة قطر في دبي والتي نحتاج منها التعادل لنتأهل.
وجاءت مباراة قطر وسط اطمئنان وثقة كبيرة بالتأهل, لينعكس ذلك على اداء منتخبنا الفاتر مع اعداد فني ونفسي ضعيف جدا, لتحمل الربع ساعة الاخير خبر الهدف القطري, ومعه تتبخر كل الاحلام ليغرق عدنان حمد مع المنتخب في بحر الهزائم المتكررة.
وتم طرد عدنان حمد مرة اخرى مع سخط الجماهير على سوء ادارته للمنتخب ثم فضيحة العسل الملكي لتبرير الهزيمة, والتي اثبتت فشل الرجل في المواجهات الحاسمة وقدرات التدريبية المحدودة.
· الختام:
اعلم جيدا حتى مع سرد تاريخ الفشل الذي ميز عدنان حمد مع المنتخب الوطني العراقي, ومع كثرة الفرص المتاحة له, لكن هنالك اعلاميين اغبياء, وموقع فيسبوكية مؤثرة, وجمهور غير واعي, وبعض اعضاء الاتحاد الفاسد, كلهم يروجون لعودة الرجل الاكثر فشلا مع المنتخب العراقي, واعتقد سيتم منحه فرصة جديدة كي يفشل مرة سابعة, فالرجل مدلل الاتحاد! مع انه له حكاية دائمة مع الفشل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ