ما هو المطلوب من أيران

آخر تحديث 2019-07-05 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

اجود عامر

مما لا شك فيه أن الحرب الاعلامية التي نشهدها بين محور الولايات المتحدة وأيران منذ نهاية حرب الخليج الأولى /ايران والعراق /حتى يومنا هذا قاربت على نهايتها ويتم التحضير لمرحلة جديدة تدخل المنطقة في سباق تسلح يحرق اقتصاديات المنطقة ويجعل منها مستودعات اسلحة دون تنمية الهاجس الاوحد فيها جمع السلاح كما حصل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حيث انقسم العالم وبات سباق التسلح على اشده على حساب المجتمعات .
فما يحصل اليوم وما نراه عكس ماهو ظاهر فالهدف من هذه الحرب و الحصار دفع ايران الى التسريع في أنتاج السلاح النووي ودخولها النادي الدولي للاسلحة النووي وهذا الدخول سيؤمن لها ظروف افضل للتفاوض على مجمل القضايا ويصبح لأي دولة الدخول معها بحرب يحتاج الى الكثير من التفكير قبل ذلك .
كذلك هذا الدخول سيؤمن لها السيطرة المطلقة على بعض الدول الصغيرة المنبهرة بنهضتها وتحديها للقوة الأعظم بالعالم وتصبح هذه الدول أرضية خصبة لحروب صغيرة بمساحتها لكنها كبيرة بعمرها حيث الايديولوجية الدينية في هذه المنطقة على أشدها ومتخمة بالعداوة فلا حاجة هناك من اجل ايجاد اسباب للعداء .
ويبقى السبب الحقيقي والاكثر أهمية التي تريده الولايات المتحدة من هذه الحرب الكلامية هو دخول دول المنطقة في هذا السباق النووي حيث الأسباب مشروعة والعدو موجود وأن كان العمل بدء سرا" للمضي قدما" بهذا المشروع في الامارات والسعودية والحجة هو حاجة هذه الدول للطاقة من اجل العمل برخصة عالمية رسمية بعكس ايران .
والسير بهذا الأتجاه يؤدي الى حرق كافة الاموال الموجودة في خزائن دول الخليج ثمننا" لهذه التكنولوجيا التي تفتقر اليها الدول ومصدرها الوحيد هو الولايات المتحدة بمعاهدات الوصاية والحماية التي وقعتها هذه الدول معها .
ونهاية هذا التسلح على المدى المنظور بعيدة جدا" ولا يمكن ان ينتهي إلا بفناء اسباب الخلاف التي أدت له
واسباب هذا الخلاف عقائدية لا يمكن ان تنتهي ألا بأنتهاء جذر العقيدة وهذا من غير الممكن وفيه أستحالة كبيرة .
فالحرب الدائرة الان هي ليس للجم ايران ودفعها للتخلي عن برنامجها النووي بل دفعها للمضي قدما" في تطويره والاسراع بأنتاج السلاح النووي حيث يصبح وجودها دولة نووية امر واقع كما تشرع لدول المنطقة الراغبة بأمتلاك هذا السلاح بأمتلاكه دون اي اعتراض من احد بحجة حماية وجودها .
كما حصل بين الهند والباكستان فالسماح للهند بأنتاج السلاح النووي شرع للباكستان امتلاكه دون اي اعتراض .
من هنا فأن ما سنراه في الأيام القادمة هو زيادة التعنت الايراني والمضي في مشروعه اكثر دون اي محاسبة او قد يكون هناك بعض المخاسبة التي لا تعدو ان تكون أكثر من دغدغة لدفعها اكثر للاسراع ببرنامجها .
.....