اخاف احچي ...

آخر تحديث 2019-07-08 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

نزار المهندس

قديماً كانوا يصفون الشخص الذي يتولع بمحبوبته كثيراً الى درجة الهيام بالجنون ، فيقولون عنه ( خطية تخبل ) ، أي انه اصبح مجنوناً ، مطلقين عليه هذه الصفة كلما استاء وصرخ تعبيراً عن ألم أو مصيبة أو نكبة حلت به ، وعلى ضوء هذه الحالة كتب شاعر شعبي ابياتاً اصبحت اغنية فيما بعد ، يقول في مطلعها :
اخاف احچي وعليّ الناس يگولون ...
تولع بالمحبه وصار مجنون ...

اليوم نرى الاف المواطنيين المفتونين بحب العراق الى درجة الهيام ، وهم يصرخون الماً تعبيراً عن الظلم الذي اصابهم من جراء الاحتلال البغيض ، وما تبعه من نتائج كارثية القت بضلالها على الوطن والمواطن والمجتمع في جميع النواحي والاتجاهات ، لم يسلم منها الكبير والصغير ، الرجل والمرأة ، الطفل والشاب والعجوز ، كونها كارثية لا تستثني أحد ، حتى الحيوانات ( اجلكم الله ) لم تسلم منها ، لقد طالت تلك الكوارث الزرع والحرث والنسل ، وشملت المعادن والثروات التي منحنا و وهبنا الله اياها ، لنتنعم بخيراتها ، فلم يسلم منها شيئ ، بعد ان استولى عليها من لا شرف لهم ، ولا غيرة ولا دين ...

لا يمكن الاشارة الى نتائج الاحتلال واختصارها على انها كارثة عابرة مرت مرور الكرام ، فنحتسب منها بقولنا حسبي الله وهو نعم الوكيل ، لانها في حقيقتها جملة من الكوارث مجتمعة مع بعضها ، لم تترك مجالاً لأستثناء شيئ يذكر ، فلقد المت بكل مفردات الحياة جملةً وتفصيلاً ، الا ان اسؤها كان الجهل الذي خيم على عقل المواطن البسيط ، وما له من انعكاسات على المجتمع ، ودوره في تنامي حالة الانحطاط الاخلاقي التي وصل اليها ، والتي انعكست سلباً على مختلف قطاعات الحياة ...

ان تنامي حالة الانحطاط الاخلاقي ادت الى غياب الثقافة ، وتدهور التعليم في كافة مراحله ، وبروز الحالات الشاذة والغريبة عن مجتمعاتنا الشرقية المحافظة ، وتغليب لغة البلطجة على لغة المنطق ، في ظل غياب سلطة القانون والعدل ، التي عرف بها العراق منذ اقدم العصور ، القانون الذي سنه حمورابي قبل ألاف السنين ، وكتب على مسلته الشهيرة ضمن جملة من القوانين ، لتكون الاساس الذي ترتكز اليه البشرية في التعامل فيما بينها ، وبداية عهد القوانين التي تنظيم العلاقة بين افراد المجتمع ...

اين نحن اليوم من هذا الأرث العظيم ، ولماذا تخلينا عن تلك القيم ، لنبدء مرحلة الانحدار والانزلاق نحو الهاوية ؟؟؟

لم نجد وسيلة نداوي بها جراحنا النفسية افضل من ان نستذكر ماقاله العقلاء لنعود فنردده اليوم ونقول :

اخاف احچي وعليّ الناس يگولون
تولع بالمحبه وصار مجنون
بعد هيهات افرح .. قول واحچي
انا گلبي تجرح .. عيني احچي
شحچي رموني بسهم العيون

اريد احچي واخاف من اليحسدون
يحسون بمحبتنا ويلومون
تدرون اش يگولون .. شيگولون
شباب وصار مجنون .. خل يگولون
هلمسكين مفتون مفتون .. داده مفتون

لكن مادروا بلي جرالي
اعد النجم سهرانه الليالي
بدمع العين والنوم .. مايدرون
اداوي القلب والروح .. مايدرون
اريد الناس ينسون ينسون .. داده ينسون