جدلية الأنثى

الإعلامية ندى الكيلاني

لطالما كانت الأنثى استثنائية
أنثى داخلها براكين خامدة لكن شكلها يوحي بالطفولة البريئة
أنثى يتكون دماغها من ملايين الأسئلة التي لن يكون لها إجابة شافية
أنثى رغم ابتسامتها تخبئ حزنا يملئ بحار الأرض و ينابيعها
أنثى تبكيها رسوم متحركة في حين أن العالم بأسره لا يبكي للوقائع الحقيقية الموجعة
أنثى كل يوم في مزاج و كل ليلة في متاهة جديدة
لا يتوقف صراع أفكارها و شجار أحلامها و أعاصير جنونها حتى في نومها
أنثى يغريك غموضها و تسعى جاهدا للغوص في أعماقها و اكتشاف الغازها
أنثى متمردة أحيانا و طفلة مدللة أحيانا كثيرا
أنثى يصعب قرائتها و إن قرأت يحال فهمها و إن فهمت عجزت عن امتلاكها
أنثى صلبة قادرة أن تقف شامخة حتى لو كان داخلها حطاما منثورا
أنثى توحي لك أنها لا تستطيع العيش بدونك إلا أنها قادرة أن تجعلك رغم كل النساء لا ترى أحدا سواها
أنثى تمثل دور الاستسلام و الطاعة إلا أنها عندما تريد ستصنع منك طفلا شريدا
أنثى تبدع في الاستمالة و النعومة إلا أنك إذا آذيتها تحولت لنمرة عظيمة الشراسة
أنثى عندما تحبك تجعل منك الرجل الوحيد في هذا العالم و عندما تكرهك تجعل منك ظلا غريقا
أنثى مهما حاولت و ظننت أنها من ضمن أشيائك إلا أنها ستفاجئك و ستدرك أنك جزء من أشيائها
أنثى إن شائت توجتك على عرش الملوكية و إن شائت أسقطتك في أسفل جهنمها
أنثى تملك كل مفاتيح أسرارك و خفايا عالمك في حين أنك تضيع في عينيها
أنثى تتوقع انهيارها بعد كثرة خساراتها لكن جبروتها سيجمع أشلائها و رمادها و تحتار أنت كيف السبيل إلى إنهائها
أنثى إن تاهت مرة تجد بسهولة نفسها أما إن تهت أنت ستتلاشى و لن تجد يوما للحياة طريقا
أنثى لن تستطيع مهما فعلت أن تغيرها و تشكلها و ترسمها في خيالك لأنها بكل بساطة الحقيقة الموجودة الوحيدة
و اعلم بأن لها عالمها كونها سمائها أرضها التي لن يستطيع أن يشاركها فيها أحد و لن يدخل إلى ملكوتها إلا من كان شبيها فيها .......