ثقافة تباين مفاهيم الابتسامة

آخر تحديث 2019-07-09 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

أ.د منى فتحى حامد / مصر  للابتسامة مفاهيم متعددة و معانى متنوعة ، تختلف من مكان لمكان و من زمان لزمان ، بتعدد الرؤى و المفاهيم للغة الحوار ، و بتعدد اللهجات . فللابتسامة رونقاً خاصاً يثرى على الروح البهجة و الرقى فى التعبير و الجمال ، ولها أيضاً الأثر النفسى و المعنوى على الشخص نفسه ، و الأشخاص المحيطين به . وتعتبر الابتسامة عاملاً رئيسياً فى التربية و تحسين النشأ الصاعد و الأجيال الجديدة ، فعن طريقها تصل المعلومة بقبول و رضا و سرعة استجابة المتلقى للتعليم و التعلم فى أقل وقتاً ممكناً ، مع تحقيق كفاءة ذاتية أثمن و أرقى . للابتسامة حضوراً و جاذبية لدى الجميع ، ارتواء لظمأ البشر للسعادة و الفرحة بعالمٍ مغمور بآلية الجهد و التعب و ديناميكية البحث عن مصادر الحياة من مأكل و مسكن و ملبس . و بها نستطيع التكيف مع كل الآلام و الأحزان التى تثرى على نفوسنا و أعمارنا الهموم و الاكتئاب . فكينونة الابتسامة متمركزة فى أدوار عدة : منها ثقافة الفرد و قدرته للتعامل بشكل إيجابى و مثالى مع العالم المحيط به ، و أيضاً تعود للرضا و المحبة و الاطمئنان و التفاؤل بأن القادم أجمل و أهنأ لنا و للأجيال القادمة بإذن الله . لثقافة الابتسامة أثراً فعالاً لعلاج أغلب المرضى ، عن طريق رفع معنوياتهم و تحسين حالاتهم النفسية و بالتالى التحسن و الشفاء لسائر الأعضاء الجسدية . و لها أيضاً الميسم الجميل لتبديل الشخص الغير سوى إلى انسان سوى ،هادئ الفكر و الذهن ، له القدرة فى علاج المشكلات و التكيف مع الواقع ، و النجاح و الابتكار الذى يولد كيانات ابداعية متلألئة فى مجتمعاتنا و أوطاننا و شعوبنا و دولنا . للابتسامة دلائل ترشدنا إلى ايجابية أو سلبية البشر نحو تقبل الأمور . فمنها نحيا الحياة الهادئة ، و من دونها لا حياة بالدنيا نحياها . و قد يرى البعض فى تشخيصهم لتفسير الابتسامة ، أنها داله على المعدن الطيب لجوهر الفرد ، دليلاً على التسامح و الحنان و السكينة ، و الابتعاد عن كل ربوع الرتابة و الانحطاط و توقف النمو العقلي و الابتكارى . رأي آخر :  يراها ذكاءاً يتحلى به الفرد و نعمة من الرب مَنَ بها عليه ، من خلالها يستطيع قراءة من حوله ، لكن من الصعوبة أن يقرأونه . تحليلاً آخر :  بأنها لرفع معنوية البشر و استرجاع تقبلهم لشتى الأشياء بالأمل و الترحاب . فالابتسامة الصادقة النابعة من القلب و الروح ، ناتجة عن صفاء انسانى ، يمنح من حوله السعادة و يتفانى فى العمل و الاجتهاد على راحتهم و سعادتهم ، دون الإلتفات لأى مصالح شخصية أو أغراض أخرى . فالابتسامة للابتسامة دون نفاق و تدليس و كذب و غرور و خداع ، و بلا تكبر أو تجليل أو تعظيم أو رياء . فالمحبة و الوئام و السلامة ناتجة من تحقيق الأحلام فى ظل ابتسامة تحتوينا بالوفاء و حقول الدفء و بساتين جنات الأمان .