البرجوازية تنظم صفوفها استعدادا للسوق العالمي!

آخر تحديث 2019-07-10 00:00:00 - المصدر: سكاي عراق

المحرر :هدى طالب

بقلم : سامي عدنان

كنا نتحدث قبل بضع اشهر وسنوات عن مستقبل هذه الدولة البرجوازية العراقية مع بعض الرفاق وعن افاقها المحتملة، وعن الضيّق والمشاكل الذي تعيشه الرأسمالية والدول الامبريالية في اسواقها العالمية وما هي هذه الانعكاسات السلبية التي قد تنعكس على العراق.
كنا نفكر فيما قد يحدث مستقبلا لهذا الوضع المنفلت في السوق العراقي الذي تملؤه المليشيات في ظل دولة ريعية متخلفة اجتماعيا بسبب هذا الاقتصاد الريعي، فيما اذا قرر الرأسمال العالمي ان يحط رحاله هذه المرة في العراق باحثا عن عمالة رخيصة وتوازن سياسي اقليمي، قد يريح بعض الشيء من حبل الخناق الذي يلتف حول رقبته!
الامر الذي دعانا ان نفكر مثلهم في ذلك الحوار الشيق، كيف ممكن ان يدخل العراق الى السوق العالمي ويفتح ابواب الاستثمار من دون ان تصفّي هذه المليشيات الوطنية والاقليمية وضعها وتتحد امام الطبقة العاملة؟
وبالفعل حدث ما توقعناه قبل اسبوع والذي كان من المفترض ان يحدث منذ وقت مبكر في منطقة الشرق الاوسط عموما.
بإختصار ، لقد رصت ونظمت البرجوازية صفوفها.

ايها العمال:
لقد رصت صفوفها استعدادا للمرحلة القادمة وهي مرحلة الاستيلاء على كل فائض القيمة الخاص بكم .. بعد ان اصدر عادل عبد المهدي كتابا ديوانيا بخصوص وضع قوات الحشد الشعبي تحت امرته ، وحل المليشيات المشاركة بحرب داعش مثل سرايا السلام.
ان هذا الامر لم يبدأ الان بل منذ فتره واول من بدأ بهذا الامر هم البرجوازية الوطنية المحلية وتحديدا مقتدى الصدر عندما كان اول من حاسب ونظم صفوفه من المنفلتين اتباعه وسيطر على ممتلكاتهم ومولاتهم وهذا يأتي من استعداده للربح من المرحلة القادمة!
فهو على استعداد تام للتعاون مع رأس المال القادم والانفتاح على السوق العالمي بافكار جديدة تناسب طموحه بان يكون زعيم العراقيين الوطني الاول! 
وهاهو اليوم اول المتعاونين مع قرار عبد المهدي 
الذي يراه بعض اليسار المتخلف "اصلاحا" مثل الشيوعي العراقي ...
ان جغرافية وتاريخ عائلة مقتدى الصدر ووجوده الاقتصادي والاجتماعي يحتم عليه ان يكون برجوازيا وطنيا محليا ومتعاونا مع هكذا قرارات باعتقاده انه من الممكن من شأنها ان تضعف من القوى الايرانية الاخرى التي تنافسه على السوق المحلي العراقي الموجود اصلا هو فيه ومصلحته ترتبط به!
ان ارتباط الحشد بعادل عبد المهدي هو يأتي من ضمن سياسة امريكية تفرضها على العراق بقيادة عبد المهدي ، وهذه السياسة تحجم من الدور الايراني في المنطقة ولا تنهيه ولا تحطمه ، عبر ربط الحشد الشعبي بعادل عبد المهدي مباشرة واضفاء شرعية قانونية عليه والذي لن يلتزم منهم سيكون مصيره محتوم ...
انا اعتقد ان هذا القرار يصب في مصلحة المليشيات 
ولذلك ستطيع التعليمات ولن يكون هناك حرب فلقد قبلت تلك المليشيات بحصتها من جهد العمال خصوصا بعد التغيير السياسي الذي قادته الرأسمالية العالمية بقيادة ترامب في المنطقة وتوزيع النفوذ والحصص بين تلك الامبرياليات في سوق سوريا ولبنان والعراق ... 
وبدى ذلك جليا بعد تصريحاتهم مباشرة بعد قرار عبد المهدي ، مثل عمار الحكيم وقيس الخزعلي الذين تحدثوا بتصريحاتهم عن هيبة الدولة وحصر السلاح بيدها ، كأنهم يؤكدون على استقرار السوق ومصالحهم في هذا السوق!
ومن جهة اخرى ان قرار عبد المهدي بشأن هيكلة الحشد في الجيش والقوى الأمنية هو يصب في مصلحتها فانه بالحقيقة ليس تحطيماً للحشد بل منحه اذرع اطول!
أولاً/ لن يحق لأمريكا مهاجمته بحجة انه ذراع إيراني في العراق، فلقد حصل على الشرعية القانونية والتبعية السياسية.
ثانياً/ يحصل كل من المهندس والخزعلي والفياض 
على رتب عسكرية عالية جدا .
ثالثاً/ سوف يبقى ولاء الحشد لقادته لان بني على اساس مليشياوي ولن تفيد تلك التبعية السياسية بشيء.
رابعاً/ بدلاً من تعزيز الجيش بالأعداد الهائلة سيتم العكس وهو تعزيز الحشد بالإمكانيات والتكنولوجيا الأحدث ، والاستفادة من الأسلحة الثقيلة والقوة الجوية والاستخبارات والمعلومات الاستطلاعية وغيرها ....

ياعمال العراق:
ان هذه الدولة البرجوازية اليوم تعد العدة وبحركة سريعة جدا لكي لا تلاحظونها  لانتهاك اكبر عدد ممكن من حقوقكم بغلاف اصلاحي، فأثناء حديثي هذا الان البرلمان العراقي يناقش الغاء مخصصات العمال والموظفين في القطاع الحكومي وما يقارب ثلث رواتب هؤلاء الموظفين سوف يختفي بحجة التصويت على قانون توحيد سلم الرواتب او بحجه قانون الخدمة المدنية! 
فبهذا الغلاف الاصلاحي (قانون الخدمة المدنية وتوحيد سلم الرواتب) تقوم البرجوازية بسرقة جهد العمال تحت تصفيق الليبراليين وتصفيق المثقفين لما يسموه اصلاحا!
اي اصلاح هذا الذي تقوم به حكومة عبد المهدي وهي تسرق من اموال العمال وتعطيه لمليشياتها ؟
نعم ان هذه الاموال سوف تذهب كرواتب لعناصر الحشد الشعبي الذي سوف يدمجوهم بدولتهم المزعومه وهذا هو ثمن رص صفوف البرجوازية قد اتى من العمال والذي يعتبره البعض اصلاحا! ، فهم باختصار يضعفون العمال ويدعمون مليشياتهم ...
ان الذي حدث ليس اصلاحا ولن تغير هذه القوى التي تعاونت مع قرار عبد المهدي سياستها ولن يضعف هذا القرار قوتها ...!!
وكانت التغريدات الايجابية لبعض السياسيين تجاه القرار واضحة، بانهم في حال اذا تعرض العراق الى امر حساس فهم على استعداد لارجاع مليشياتهم ..
وكما هو تاريخ مقتدى الصدر فقد اوقف
جيش المهدي قبل فترة عند انتهاء دوره السياسي ..
وبعد فتره انشأ سرايا السلام .. وهكذا سيكون الامر عند حدوث متغير جديد في المنطقة فسوف تنشئ هذه المليشيات جيش اخر باسم اخر كعادتهم ...

ايها العمال: لقد رصت ونظمت ووحدت البرجوازية صفوفها تجاهكم فماذا انتم فاعلون ؟ 
ماذا انتم فاعلون بلا حزب شيوعي عمالي؟ بلا تنظيم سياسي؟
بلا وحدة اممية عمالية تقف بوجه هذه الغطرسة الرأسمالية، والعالم اليوم يأن من التلوث والتصحر والامراض والفقر وقلة الموارد ؟ الى اي رعب سيسير هذا العالم بلا الاشتراكية ؟