علي عذاب يبحث عن حلمه الوحيد

آخر تحديث 2019-07-11 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

 

وجدته رساما قبل ان يكون اعلاميا وضليعا في لغتنا العربيه الاصيله كونه حاصلا على شهادة البكلوريوس ويطمح الى الحصول على الماجستير ..رساما رسم لوحات تجسد معاناة احباب الله الفقراء لوحات تحاكي الضمائر الخيره من ابناء شعبه فاستزف حتى سواد شعره فاصبح راسه كقمة الجبل الجليدي رغم علوه فهو ناصع البياض سرعان ما يرق قلبه ويسبق الدمع حديثه انه الانسان علي عذاب كان لي حوارا معه

حاورته سجى اللامي

* حدثنا عن بطاقتك الشخصية اين ولدت واين درست وما هي مواهب علي عذاب ؟

_ علي عذاب مواليد 1989 حاصل على شهادة البكالوريوس جامعة بغداد لغة عربية وان شاء الله سوف احصل على الماجستير في المستقبل القريب
المواهب هي كثيرة في بداية العمر أو منذ صغري كانت موهبة الرسم وأعتبرها موهبتي الاولى والى الأن امارس مهنة الرسم بطريقة دقيقة جدا وايضا موهبة رياضة كرة القدم لكن الموهبة التي رسخت في داخلي هي الاعلام رأيتها الأنسب الى شخصيتي والحمدلله والشكر من الله تم توفيقي في مجال الاعلام .

* كيف كانت بدايتك مع الاعلام بشكل عام ؟

_ كانت بداياتي صعبة جدا في الاعلام وأعتبرها مرحلة قاسية عملت في عدة محطات لكن لم أحصل على الفرصة الحقيقية كانت هناك محاربات كثيرة ضدي ومن احدى المواقف كانت لدي فقرة في برنامج وهذه الفقرة اخرج بها عشرة ثواني فقط أقرأ "هل تعلم " وكنت محارب جدا بسبب هذه الفقره لكن بالاصرار والتحدي من قبلي أستطعت في تقديم البرنامج وتحول الوقت من عشرة ثواني الى ساعة وكان طموحي وأصراري في مجال الاعلام أكبر من كل الصعوبات والمعوقات التي واجهتني واعتبره جزء لا يتجزء من شخصيتي وأنسانيتي لأنه صوت الشعوب وترجمان معاناتهم وسلاح ذو حدين وقد حقق الاعلام انجازات كبيرة في البلدان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن هذا المنطلق وبصراحة اقولها شعرت وجودي في هذا المجال لأكون صوت لكل مظلوم وفقير ولكل شخص محتاج ولديه معاناة ومشاكل فكانت مسيرتي في مجال الاعلام كبيرة جدا ومتعبة لكن وراء كل تعب راحة ووراء كل جهدا هناك اصرار وتحدي .

* كيف ترى عمل القنوات الفضائية في العراق وما هي أفضل قناة عملت بها ؟

_ القنوات الفضائية في العراق قنوات رصينة ومهمة ولاسيما بعد انفتاح العراق على بقية بلدان العالم عكس ما كان عليه قبل عام 2003 حيث لم يكن هنالك تعدد للفضائيات سوى القنوات الرسمية ولم يكن هنالك دور حقيقي للاعلام في حرية التعبير
ولكن في السنوات الأخيرة دخلت محطات كثيرة جدا وأصبح البلد ينعم بالديمقراطية وخاصة الجانب الاعلامي اصبح بأمكان الاعلاميين أن يعبروا عن آرائهم وهذا دليل على وجود حرية واضحة بهذا الجانب اما المحطات الاعلامية في العراق أغلبها تعمل بشكل صحيح من حيث حرية التعبير والصوره والمضمون وتقبل الأخر
أما بالنسبة لي كل محطة اعلامية عملت بها شكلت جانب مهم في حياتي من حيث التطور والفائدة والخبرة
اما قناة دجلة التي اعمل بها حالياً هي قناة محترمة جدا وأعتبرها قد منحتني الفرصة الكبيرة واضافت لي الكثير من القوة والخبره والعزيمة .

* كيف وجدت أول ظهور تلفزيوني لك وهل واجهت صعوبات في ذلك؟

في ظهوري الاول على شاشات التلفاز واجهت صعوبة وكنت مرتبكاً جداً كوني اقف اما اكثر من كاميرا وكان البث مباشراً وكان البث بحضور العديد من الضيوف والشخصيات وأنا في وقتها كنت متدرب مبتدأ في الاعلام لكن كانت ثقتي بنفسي أكبر من اي خوف وأي تردد والحمدلله والشكر في ذلك الوقت تجاوزت هذه المرحلة بنجاح .

* ماذا يعني لك برنامج من الواقع ؟

_ برنامج من الواقع هو كل شيء في داخلي هذا البرنامج ولد من رحم المعاناة وجاءت هذه الفكرة من صميم الواقع ومحاكاة هموم ومشاكل الناس
أحياناً نشاهد الكثير من البرامج الموجوده والتي تصرف عليها اموال طائله لكنها لا تعني شيئا للمواطن لأن المواطن العراقي اليوم يبكي من شدة الألم وهو ينتظر أي شخص ينصره من الظلم والعوز والفقر ..
برنامج من الواقع حقق الكثير من الأنجازات للمواطن العراقي إضافةً أن البرنامج ليس له اي علاقة لا من قريبٍ ولا من بعيد بأي حزب أو تيار أو جهة سياسية وبعد ايام سوف نحتفل
" بمئوية البيت " أعطينا بما يقارب 100 بيت للمواطنين العراقيين المتضررين ونحن كفريق وكادر برنامج من الواقع سوف نحتفل بهذه المناسبة أيضا توجد لدينا حالات مرضية تم تسفيرها خارج العراق للعلاج وعمليات داخل العراق وأيضا الكثير من الايتام تم أرجعاهم الى أهلهم وبالعكس هناك الكثير من الأيتام تم أرسالهم الى دار الايتام وكبار في السن تم أرسالهم الى دار المسنين وكذلك توجد جنسيات عربية مستقره في العراق تمت مساعدتهم .
هذا البرنامج أستهدف جميع الشرائح دون تميز هو برنامج من الواقع حقق الكثير من الأنجازات الأنسانية .

* قدمت الكثير من البرامج خلال مسيرتك الاعلامية ما هو البرنامج الاقرب اليك ؟

_ في مسيرتي الاعلامية قدمت عدة برامج وبصراحة أنا مهتم في الاختصاص جميع البرامج التي قدمتها أجتماعية بحته قدمت برنامج صباحي
وبرنامج الساعه الثانية عشر وبرامج أذاعية وتلفزيونية كنت اناقش فيها القضايا الاجتماعية من خلال القصص والمناشدات التي تصلني ونبحث من خلالها عن الحلول
وبرنامج أمام الانظار كان مشابه لبرنامج من الواقع وأعتبر برنامج " امام الانظار " أبني الصغير اما برنامج" من الواقع " أعتبره أبني الكبير والأقرب لي وبرنامج من الواقع دخل موسمه السابع وهو مستمر ان شاء الله .

* هل واجهت تهديدات من خلال برامجك الجريئة ؟

_ نعم وصلتني الكثير من التهديدات بسبب طرح القضايا الجريئة والمهمة مثل حلقة التسول وحلقة الشعوذه وحلقة أذربيجان وحلقة المتجارة بالأعضاء البشرية وحلقة ترقيع غشاء البكاره وحلقة زواج المسيار والمتعه ناقشت قضايا جريئة ومهمة حول الاعلام وبالمباشر واجهت الكثير من التهديدات لكن بصراحة ثقتي بنفسي واصراري لم أهتم لأي تهديد والحمدلله والشكر المواضيع التي ناقشتها حصلت على نتائج من قبل وزارة الداخليه اتخذت الكثير من الحلول وبعض الجهات المعنية انا شخصيا لدي مبدأ مهم في مسيرتي الاعلامية هو ايماني بأن الاعلام هو سلاح ذو حدين يفترض أن نتطرق لمثل هذه المواضيع حتى يكون حد للظواهر السلبية ومعالجتها من قبل الجهات المعنية وانا شخصيا لم أهتم لاي تهديد أتعرض له ولم افكر بمغادرة البلد حتى وان تعرضت لأي تهديد لان مبدئي هو خدمة العراق حتى وان كلفني ذلك حياتي .

* ما رأيك في الاعلام العراقي وخاصة الشباب ؟

_ كل بلدان العالم تعتمد على فئة الشباب ويعتبرون الشباب فئة مهمة جدا ونلاحظ في الدول العربية والأجنبية حققوا أنجازات كبيرة لشريحة الشباب لا سيما نحن في العراق نحتاج الى فئة الشباب لانهم يعطون اكثر مما يأخذون هم من ينقذون البلد واحياءه ووضعه على الطريق الصحيح
في فترة ما كنت محاضر في جامعة بغداد كلية الاعلام بعد صدور كتاب خاص لي أستقصائي تحقيقي صدر من خلال برنامج " من الواقع " من تأليف عميد كلية الاعلام دكتور هاشم حسن اصبح الكتاب مادة تدريسية يدرس في جامعة بغداد شاهدت شخصيات ومواهب وطاقات من الشباب انا متأكد بأنهم سوف يكون لهم مكانة كبيرة جدا في العراق ويحققون أنجازات كبيره أن شاء الله .

*ما هي أصعب المشاكل والمواقف التي واجهتك اثناءتقديمك حلقات برامجك التلفزيونية ؟

_ كثير من المشاكل مرت بي خلال برنامجي هناك حلقات جدا قاسية لكن توجد اكثر من اربعة حلقات أثرت على عقلي وقلبي أذكر واحده من اصعب الحلقات ولا أستطيع مغادرة هذا الموقف المؤلم جدا أحدى المناشدات التي وصلتني من المنطقه رجل كبير في السن يقارب عمره 85 سنه نائم في الشارع في ساحة كهرمانه وسط بغداد في الكراده في وقت الشتاء والامطار رجل حالته يرثى لها من الجوع والبرد ومتعب جدا اولاده لم يستقبلوا والدهم في البيت بسبب زوجاتهم احد اولاده لديه مطعم كبير في بغداد اخذت الرجل الى ابنه جعلت الرجل في السياره وذهبت انا والكادر داخل المطعم الى الأبن ومعي الفراش الذي كان ينام عليه الأب الكبير في السن قلت له لديك اب اسمه فلان قال نعم قلت له ارسل لك هذا الفراش كان ينام عليه في الشارع هذا الفراش لك عندما تكبر ابنك يطردك وتنام عليه في الشارع في وقتها الابن تجاوز علينا وذهب لوالده داخل السياره واصبح يتجاوز على والده اردنا انا والكادر أن نحل هذه المشكله ذهبنا بعيدا عن الشارع الى بيت الابن ومعنا والده العجوز قلنا له هذا والدك وكبير أثناء حديثنا دخلت علينا زوجة أبنه وفي يدها فردة " نعال " وضربت والد زوجها وتجاوزت عليه
انا في ذلك الوقت لم اتمالك نفسي بسبب هذا الموقف الصعب جدا وقالت لزوجها اختار انا ام والدك في البيت للاسف زوجها قرر طرد والده لأجل ارضاء زوجته اثناء خروجنا من البيت وانا اتصل بدار المسنين لترتيب سكن ثابت للاب توفى الاب فجأة بسبب الصدمه هذا الموقف جدا أثر على نفسيتي وقلبي وعقلي ولم استطيع مغادرة هذا الموقف وكل جمعه اذهب الى قبر هذا الاب لزيارته .

* ما مدى تفاعل المسؤولين مع القضايا الانسانية التي تطرح من خلال برنامجك ؟

_ لدي مقطع منشور في التواصل الاجتماعي اعلنت برائتي من الحكومه وأي شخص تابع لهم لأن لا حياة لمن تنادي لاتوجد اي ردود افعال من قبل المسؤولين أتجاه العوائل التي تطرح من خلال البرنامج وهناك أخبار دقيقه أنهم يتابعون برنامج " من الواقع " لكن للأسف الشديد لم نشاهد ولم نسمع أي مسؤول حكومي ساند ودعم برنامج من الواقع علما أن البرنامج هو الوحيد لم يفتح باب للتبرع نحن لم نطلب التبرعات لكن في الحقيقه كنا نأمل مساندة المسؤولين لنا من أجل عوائل الفقراء لكن لا يوجد أي دعم معنوي ومادي من أي مسؤول .

* هل الجماهير اعطتك الثقة لطرح مشاكل وهموم الناس ؟

_ اكيد لولا ثقة الجماهير لم أستمر بنقل معاناة ومشاكل الفقراء أعتبر ثقة الناس هي قوتي وأصراري في مسيرتي الانسانية تحملي للتعب والسهر والخطر من أجل ثقة الناس لي اقسم بالله لم ابحث عن الشهره والرياء هدفي هو أسعاد كل عائله عراقيه تعاني من الظلم والفقر والمعاناة القاسية .

* ما هي المعوقات التي تواجه الاعلامي الناجح وهل عانيت من معوقات في مسيرتك الاعلامية ؟

_ لكل ناجح لديه أعداء لأن الحاقد اعمى لا يحب أن يرى شخص افضل منه انا شخصيا معوقاتي هم زملائي الاعلاميين في نفس الوسط وربما في نفس المحطه يتكلمون عني بسوء ويكون انتقادهم لي سلبي والسبب لأنني حققت نجاحات في مسيرتي الاعلامية وللأسف الشديد كانت هناك منافسات غير شريفه وهذا دليل على نجاحي ومعوقات الاعلامي الناجح هم الاعداء .

* ماذا يحتاج الاعلامي العراقي لكي يصل الى المستوى المطلوب ؟
_ يحتاج المعرفه والثقه بالنفس والقوه والصبر والتحدي والقراءة والمطالعه ويجب على كل اعلامي ان يتقبل جميع الاراء والانتقادات حتى يصل الى المستوى المطلوب .

* لماذا في دولة ديمقراطية كالعراق يتعرض الاعلامي والصحفي الى انتهاكات مستمرة ؟

_السبب لا يوجد قانون يحمي الاعلامي والصحفي يفترض يكون هناك قانون مشرع يتخذ الاجراءات الصارمة تجاه كل من يعتدي على الاعلامي والصحفي
الصحفي لا يملك سلاح كل ما يملكه قلم وورقة والمايكرفون لينقل هموم ومشاكل الناس
ومن هنا ومن خلالكم اناشد الحكومة العراقيه أن تضع قانون حقيقي يدافع عن الاعلاميين والصحفيين من الانتهاكات المتكرره التي يتعرضون لها .

* ماذا حققت حتى الان ؟

_ بفضل الله تعالى حققت الكثير من الامور اهمها حب الناس وهذه نعمه كبيره لم ولن يحصل عليها أي شخص بسهولة ثانيا حققت شيئا مهما وأعتبره اكبر انجاز معنوي برنامجي التلفزيوني " من الواقع " أصبح مادة تدريسية يدرس في جامعة بغداد هذه الجامعه الكبيره الكل تعلم الماده تتحول الى برنامج لكن على العكس برنامجي أصبح مادة تدريسيه تدرس للطلاب في جامعة بغداد .

* من الشخص الذي ساندك في مسيرتك الاعلامية ؟
_ الاشخاص الذين ساندوني كثيرين في حياتي هناك من ساندني بكلمة وبتشجيع لكن لا أنسى اخواني عمر العذاب وياسر كانت مواقفهم جدا واضحه في الدعم والتشجيع المستمر والمخرج محمد حطاب يملك الكثير من الانسانية ساندني في كل مواسم البرنامج كنا دائما نتشارك في الاراء وكل التقدير الى الاستاذ محمد العبيدي كانت مواقفه معي مشرفه أقدم شكري وأمتناني لكل شخص وقف معي في مسيرتي .

* ما هو الحلم الذي تتمنى أن تحققه ؟
_ بطبيعة الأنسان كلما يصل الى مرحله يطمح للأفضل حلمي الوحيد هو أن نقضي على الفقر والظلم والبطاله هذا هو حلمي أتمنى ان أحققه ان اتابع واساعد كل مظلوم وفقير وأحتضان الايتام في بلدي لأن هذا حقهم بأن يعيشوا حالهم حال بقية البلدان .

* كلمة أخيرة ماذا تحب ان تقول ؟

_ كل الاحترام والتقدير الحضرتك ربي يوفقك زميلتي العزيزه الصحفية سجى اللامي للأمانة كانت الاسئلة جدا دقيقه لدي الكثير من اللقاءات الصحفيه لكن هذه الاسئلة ربما لأول مره تطرح لي ووصلت لصميمي وكل سؤال جلعني أتذكر مسيرتي من البداية الى هذا اليوم تحياتي واحترامي لك شخصيا اسأل الله أن يوفقك في عملك .