تركيا..تتورط طوعا او كرها هي الاخرى كما تورطت ايران في امور وقضايا اكثر من طاقاتها العسكرية واهدافها السياسية

د. المؤرخ والدبلوماسي السابق حسن كرمش الزيدي  

من الضروري الاشارة الى ان (جمهورية تركية المعاصرة) تأسست عام 1924هي وريثة الامبراطورية العثمانية التي ظهرت عام 1281في عهد (عثمان الاول ابن اورتغرول )حكم حتى عام 1324حيث حكم في اسيا الصغرى (الاناضول)وانتهت مع السلطان الخليفة عبد المجيد الثاني الذي حكم بين 1922وعزله عام 1924من قبل الجنرال مصطفى كمال. بعد ان امتدت في اليونان وقبرص ودول اوربا الجنوبية (البلقان التي تشمل تركيا الحالية عدى القسطنطينية) وبعضا من اوربا الشرقية (هنغارية وبلغارية )والعراق واليمن والحجاز (ولم تحكم سلطنة عمان) وفي دول بلاد الشام وليبيا ومصر والسودان وتونس والجزائر ولم تحكم المغرب. 

معظم سلاطينها وخلفائها ال 38 شاركوا بعدة حروب عديدة انتصروا فيها على بعض البلدان ومنها دول البلقان والعراق وبلاد الشام وتونس والجزائر ولم يستطعيوا احتلال بلاد فارس التي بقيت تناصبهم العداء وهي تناصبهم حيث عقدت معهم 9 اتفاقيات بين 1823/1547  اتفاقيات اغلبها لصالح الفرس.
كما انهم اندحروا في اكثر من معركة منها معركتهم ضد النمسا التي هي جزء من الامبراطورية الرومانية الجرمانية المقدسة التي عاشت بين 1806/962م واندحر الى الابد اسطولهم عام 1571 في (ميناء لوبانت اليوناني) ووقعوا (7 معاهدات)  بين1791/1547 معها.
كما خسروا في كل معاركهم ال 13 ضد روسيا القيصرية التي كادت تعيد تحرير اسطنبول لولا تدخل الدول الاوربية الاخرى التي لم تكن ترغب بتوسع النفوذ الروسي حيث وقفت كل من فرنسا وبريطانيا في جانبها عام 1845 في (معركة جزيرة القرم ) على البحرالاسود والتي احتلتها روسيا التي وقعت بين 1918/1681 ( 17 معاهدة واتفاقية ) منتصرة ضد الدولة العثمانية. 

في عام 1829 كانت اليونان اول دولة تستقل من الدولة العثمانية بدعم روسيا وبريطانيا وفرنست التي غزت في العام الثاني الجزائر التي بقيت فيها 132 عاما .كما خسروا في معارك اخرى في دول البلقان التي تحررت عام 1878معظمها (صربيا وكرواتيا والحبل الاسود وسلوفينيا والبوسنة والهرسك اضافة الى البانيا التي استقلت عام 1912.ثم خسرت في نفس عام 1912ليبيا لصالح ايطاليا.
في عام 1912 خسروا المغرب لصالح فرنسا وخسرت عام 1881 تونس لصالح فرنسا. في عام 1882خسروا مصر لصالح الانكليز.
في عام 1917 خسروا فلسطين والعراق والاردن.
في عام 1921 خسروا كل من لبنان وسورية.    

بين 1914/1918دخلت في الحرب العالمية الاولى بجانب النمسا وهنغاريا والمانيا باعتبار هذه الاخيرة هي اقل الدول الاوربية الغربية خطرا عليها واندحرت في الحرب واندحرت وانسحبت في بداية عام 1918بموجب (اتفاقية مدروس) .

في عام 1919 كانت الدولة العثمانية واحدة من 3 دول اسلامية مستقلة وهما بلاد فارس التي سميت منذ عام 1925 ايران وافغانستان اضافة لليمن الجنوبي والحجاز التي خضعت عام 1924 للنجديين الوهابيين.
في عام 1932 استقل العراق ومصر عام 1936 ولبنان وسورية والاردن عام 1945 وليبيا عام 1951والسودان وتونس والمغرب عام 1956وموريتانيا والصومال 1960والجزائر 1962 فيما بقيت فلسطين حتى عام 1993حيث تشكلت بموجب اتفاقيات اوسلو (دويلة فلسطين في مقاطعتي رام الله وغزة).    

في عام 1924 قرر عدد من الجنرالات الاتراك برئاسة الجنرال كمال اتاتورك عزل عبد المجيد الثاني اخر السلاطين العثمانيين واعلنوا الجمهورية التي صار رئيسها مصطفى كما حتى مماته في 10 تشرين ثاني 1938عن 57 عاما.
كما قرر اتاتورك (ابو الاتراك) تغيير الحروف التركية من العربية الى اللاتينية وابدل العطلة الرسمية من يوم الجمعة ليوم الاحد ومنع تعدد الزوجات واسس عام 1923حزب الشعب الذي قاد البلاد لوحدة حتى عام 1969 حيث تراجع وله في البرلمان الحالي 98 نائبا من اصل 523 نائبا.
في عام 1969تأسس حزب الحركة القومية الذي يشارك الان بالحكم وله 70 نائبا.
في عام 1985 تأسس حزب اليسار الدمقراطي له 13 نائبا.
في عام 1993 تأسس حزب الاتحاد القومي له مقعد واحد.
في عام 2001 تأسس حزب العدالة والتنمية كوريث لحزب الرفاه الذي تأسس عام 1983برئاسة اربكان فيما يقوده حاليا طيب رجب اوردوغان وله 340 نائبا.
في عام 2005حزب التجمع الديمقراطي له 20 نائبا.

في عام 1939اي بعيد اقل من عام من وفاة مصطفى كمال حصلت تركيا على مقاطعة ميناء الاسكندرونة السورية الساحلية التي مساحتها 4800 كم وتظم مدن انطاكيا التاريخية واوردو والريحانية وجبال موسى والامانوس والاقرع وانهار العاصي وعفرين والاسود التي تصب في سهل العمق..استلمتها تركيا (هدية) من فرنسا التي كانت تحتل بين 1921/1921 لبنان وسورية لقاء عدم مشاركة تركيا في الحرب العالمية الثانية لتلتحق بمقاطعة انطاكيا التاريخية..

في 25 حزيران 1938 اي قبيل وفاة مصطفى كمال 135 يوما انعقد في قصر سعد اباد في ايران حلف يحمل نفس الاسم ظم كل من ايران وافغانستان وتركيا والعراق وبقي نافذ المفعول حتى عام 1954 حيث تحول بعد انسحاب افغانستان الى (حلف بغداد) الذي بقي حتى اذار 1959 تشرف عليه بريطانيا والولايات المتحدة اللتان كانتا ولا زالتا تقودان كبار الدول الشيعية (ايران) والسنية (تركيا) اللذان يجمعهما كرههم واحتقارهم للعرب وعدم اهتمامهم بقضية فلسطين لانها ليست تهم جغرافيا ولا تهمهم حتى روحية باعتبار القدس من الناحية القرآنية تعتبر (اولى القبلتين وثاني الحرمين).

في عام 1945 كانت تركيا واحدة من 3 دول اسلامية مساهمين في منظمة الامم المتحدة مع 6 دول عربية هي كل من العراق والاردن ولبنان وسورية ومصر والسعودية حيث لم تنظم اليمن الا عام 1946.
في عام 1947 كانت تركيا واحدة من 10 دول غابت عن الموافقة على القرار 181 في 29 تشرين ثاني لتقسيم فلسطين والذي رفضته 13 دولة منها الدول العربية السبعة اضافة لافغانستان وايران واليونان والحبشة وكوبا فيما وافقت عليه 38 دولة منها 17 دولة من دول امريكا.
في 15 مايس 1948 تم الاعلان عن دولة اسرائيل وكانت تركيا من الدول التي اعترفت بها ولا زالت لها علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية على الرغم من بعبعات وعنجهيات اوردوغان ومشايخه.

في عام 1952 صارت تركيا مع اليونان عضوين جديدين في حلف الاطلسي الذي تأسس عام 1949وبقيت العضو الاسلامي الوحيد حتى عام 2009 حيث انظمت له دولة البانيا التي كانت بين 1968/1955 عضوا في حلف وارشو. 

في عام 2001 تأسس حزب العدالة والتنمية الاسلامية كوريث لحزب الرفاه الاسلامي الذي تأسس عام 1983 وصار برئاسة طيب رجب اوردوغان مواليد 1954وكان بين 1982/1969 لاعب كرة محترفا لنادي قاسم باشا، رشح لانتخابات رئاسة بلدية اسطنبول التي فازبها بين 1998/1994.
بين 2014/2003 صار رئيسا للوزراء لكل من الرئيس العاشر (الحقوقي احمد نجدت سرور).
بين مايس 2000/اب 2007 تمكن حزب العدالة والتنمية ان يحصل على الاغلبية في الانتخابات البرلمانية وينتخب عبد غول رئيسا بين 2014/2007 فصار اوردوغان رئيسا لوزرائه. 
في عام 2014 قرر (اوردوغان) ان يلغ انتخاب رئيس الجمهورية من قبل النواب بل انتخابه مباشرة من الشعب اسوة ببقية النواب على نمط الجمهورية الخامسة في فرنسا التي بدأت عام 1858 على يدي الرئيس الجنرال ديكول والجمهورية الروسية ليعطي لنفسه صلاحيات رئاسية اكثر من رئيس الوزراء ففاز على منافسيه فصار رئيسا منذ عام 2014 مع تمتع حزبه حزب العدالة والتنمية بالاغلبية البرلمانية حيث له حتى الان 340 نائبا من اصل 531.

منذ توليه الرئاسة عام 2014 واجه الرئيس اوردوغان عدة قضايا محلية واقليمية منها..

-مشكلة العراق المجاور لبلاده من الجنوب الشرقي حيث استمرت الصراعات بين القوى السياسية العراقية بين ثلاثة اطراف رئيسة هم الشيعة الذين يهيمنون على المراكز الاساسية مع الاكراد فيما لا يزال وضع السنة الذين يتبعون المذهب او الفلسفة الحنفية كما هم الاكراد وغالبية الاتراك واضطر لان يتعامل بمرونة مع اكراد العراق ليحجم (اكراد تركيا) الذين ولا يزال قائدهم (عبدالله اوجلان) الذي هو بمثابة مصطفى برزان العراق معتقلا في تركيا ولا يزال بعظ الاكراد يرفع السلاح ضد الحكومات التركية في مناطق ارض روم في جنوب شرق تركيا ويطالبون بحكم ذاتي كالذي حصل عليه اكراد العراق منذ اذار 1974.

- مشكلة الحرب الاهلية في سوريا التي تحولت لشبه عالمية بتدخل عدة دول منها ايران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة واسرائيل وعصابات مرتزقه اجرامية تحت اسم (دولة العراق والشام او داعش) التي كان هدفها ولا يزال ليس محاربة رموز النظام في سوريا والعراق بل لتحطيم حضارتيهما ومؤسساتهما الاساسية فاقحم بعض قوات بلاده بدعم القوى المعارضة لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلة اكرادها في مناطق عفرين على الحدود التركية مما اضطره ان ينسق مع ايران ذات المذهب الصفوي التي تساند ايضا الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية.   

كما وقف ضد المملكة الوهابية لال سعود وهم عملاء لبريطانيا الذين سيدوها منذ عام 1924 ثم حولوا عمالتهم للولايات المتحدة التي يرونها حارسهم وحاميهم الجديد لقاء مليارات ومليارت الدولارات ووقف ب(جانب امارة قطر) التي فيها منذ عام 2001 اكبر قاعدة بحرية -جوية امريكية ولها علاقات متنوعة مع اسرائيل غير انها وبحكم كونها الدولة العربية الاغنى نقدا بحكم قلة سكانها الذين لا يصلون الى مليون وينتجون نفطا وغازا وصارت بعلم الولايات المتحدة واسرائيل ينفق اموالا بدون حساب وكتاب ويدعون كونهم يساندون الحركات الاسلامية التي يقودها من قطر (الدكتور اللاجئ المصري القرضاوي) فيما تقف السعودية ضدها وساهمت باسقاط الرئيس الدكتور المهندس محمود مرسي الذي تم انتخابه  عام 2012 كاول رئيس مدني في مصر منذ عام 1952 فتم عزله عام 2013 من قبل وزير دفاعه الجنرال السيسي الذي امر باعتقاله ليتوفى في 17 حزيران عام 2019 عن 68عاما.

 في عام 2013 دخل اوردوغان وحزبه في صراع ضد الحركة الاسلامية الاخرى ذات التوجهات الاكثر اعتدالا ويقودها الفيلسوف (فتح الله غولن) مواليد 1941 وبدء نشاطه في عام 1980 بعيد الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال (كنعان افرن) وصار رئيسا بين 1989/1980ودعا لحرية الاقتصاد وحرية الاعلام وشجع عمل المنظمات المدنية والدينية ومنها حركة (سعيد النورسي) عاش بين 1960/1872حيث كان يدعو لتعايش الاديان.
كما اقام فتح الله مدارسا دينية وجمعيات خيرية.
كما قام عام 1998بزيارة الفاتيكان والالتقاء بالبابا بولص الثاني فصار يقترن اسمه باسم (الاسلام التركي المعتدل والمتنور) حيث يدعو لامكانية التعايش بين القومية الوطنية والديمقراطية والدين فواجه مضايقة من جماعة حزب اوردوغان فهرب في 18 حزيران 1991 للولايات المتحدة.
في عام 2016 اتهمه اوردوغان بانه يرسل فيديوات مصورة يدعو الشعب للثورة على النظام .

في اذار 2019 جرت انتخابات بلدية في تركيا ففاز في مدينة اسطنبول اكبر مدينة في تركيا من حيث عدد السكان (اكرم امام اوغلو مرشح حزب الشعب التاريخي) ضد (علي يردم) مرشح الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية الذي كان يحكم اسطنبول منذ عام 1994.
فاعترض ممثل الحزب الحاكم حيث وافق 7 ضد 4 من اعضاء لجنة الانتخابات العليا والمحكمة الادارية على اعادتها بعد ان استجوبت 100 شخصا قال 45 منهم بانهم خضعوا لتأثير من جماعة (فتح الله غولن) في حزيران اعيدت الانتخابات في اسطنبول وفاز بها مجددا (اكرم امام ) ب 4775.000 مليون صوت ضد 4130.000 صوتا مما يعتبر هزيمة واهانة شخصية لاوردوغان الذي كان عليه القبول في النتيجة الاولى.

على الرغم من ان تركيا عضوة في حلف الاطلسي منذ عام 1952 وتتلقى مساعدات مالية من الولايات المتحدة وتحصل على مزايا تفضيلية من دول الوحدة الاوربية باعتبارها حليفا لهم ضد الاتحاد السوفييتي لاحقا غير ان اوردوغان يحاول ان يقلل اعتمادة على هذه العلاقات مدعيا ان علاقات الولايات المتحدة والدول الاوربية اقوى من العلاقات الروسية منذ عام 1990 مع اسرائيل التي كل قادتها الكبار هم من روسيا وروسيا البيضاء واوكرانيا وبولونيا وقليل منهم من الامريكان والاوربيين وقليل جدا من الشرقيين السيفاراد..
لذلك وبحكم التواجد العسكري الروسي في شواطئ سوريا واللقائات المتكرره بينه وبين الرئيس الروسي بوتين ومعهما الرئيس الايراني حسن روحاني فقد تمكن بوتين ان يبيع لكل منهما اسلحة متنوعة وباسعار رخصية نسبيا، حيث وافق بوتين على اقامة نوعا من التعاون الانتاجي لبعض الاسلحة العسكرية البسيطة والمتوسطة مع تركيا وبيعها منظومة (اس-400) التي بموجبها وزير الدفاع (الفريق خلوصي اكار) ووزير الخارجية (مولود اوغلو) وتحديث (قاعدة  انجرليك) مما ازعج الرئيس الامريكي ترامب وهدد بعدم تجهير تركيا بصفقة طائراتها (اف 35) وتخفيض بعض المساعدات التي تقدم لها، مما دخلت فيه تركيا بصراع اضافي.            

في عام 2014 قرر الرئيس اوردوغان اقحام بلاده في معارك اخرى خارج معاركه ضد الاكراد الاتراك وخارج معاركه مع بعض القوى السورية بل اعلن كما اعلنت امارة قطر برئاسة الشيخ تميم التدخل هي ايضا في ليبيا التي تعيش تمزقا منذ مقتل القذافي في 20 تشرين اول 2011.
علما بان ايران هي الاخرى وسعت من نفوذها خارج العراق وسوريا حيث تتدخل هي الاخرى في اليمن الممزق منذ استقالة العقيد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 27 شباط 2012 بعد حكم دام 34 عاما لصالح الرئيس (عبد ربه منصور)، غير ان صالح تحالف مع (جماعة الحوثيين) الذين لم يعترفوا بالرئيس الجديد فدخلوا العاصمة صنعاء في 21 ايلول 2014 بدعم من مناصري صالح الذي سرعان ما تنكر لهم وانظم للسعودية والامارات والامريكان فقرر الحوثيون قتله في 4 كانون اول 2017 كما اعلن قائدهم (عبد الملك الحوثي) بانهم قضوا على الخيانة، كما ان اوردوغان اعلن عن دعم سياسيا وعسكريا لحكومة الوفاق الوطني برئاسة (فائز السراج) في طرابلس والتي لا تحضى بالاجماع بل تعارضها قوى متعددة منها (الجنرال خليفة عفتر) الذي يتلقى دعما عسكريا وماليا من كل من مصر والسعودية والامارات..
وكذلك تتدخل كل من ايطاليا وفرنسا اللتان تتضاهران بدعمهما للحكومة الرسمية كما ان يتدخلا ايضا كل من بوتين وترامب يعتمد على من يشتري اسلحة اكثر.

ان تركيا تعاني منذ عام 2003 من 5 ملايين من المهاجرين العراقيين والسورين مثلما تعاني ايران من حصار امريكي مما يعني ان اكبر قوتين اسلاميتان تحيطان بالدول العربية الاسيوية(تركية وايران) تعيشان هما ايضا اوضاعا سياسية واقتصادية غير مستقرة تمنع كل منهما من التقدم السياسي (غياب كبير للديمقراطية السياسية وتناوب السلطة وغياب التقدم العلمي الحقيقي الذي تسير فيه اسرائيل بخطى حثيثة).