خلود الحسناوي
أبا شوقي..تحية طيبة وبعد :
أكتب لك مؤمناً بالقول المأثور ( الناس نيام ٌ اذا ماتوا انتبهوا ) لذلك مدرك إنك تسمعني الآن أكثر من أصحاب القرار في الوطن المغلوب على أمره.. أكتب لك من على شفا حفرةٍ بكتف دجلة تشبه قبرك نوعاً ما.. يا صديقي الحفرة التي يتهادى لسمعي الآن منها نقيق الضفادع بموسم تكاثرها..هي دار الأوبرا العراقية التي حلمنا بها ..
أبا شوقي ..لا تتذمر ولا تتحسر فلا يليق بميت مثلك ذلك .. بالرغم من أن لا أمل أن تصدح ألحاننا بأروقتها قريباً ..عزيزي ..لا أريد أن أفسد عليك فرحتك بإحتفالية منجز كتابك لصديقنا د. العباس الذي لم تمهله بأكماله بعجالة رحيلك..ولكن هي لواعج أبثها في حضرتك..ومن ذلك استوديو التسجيل الصوتي لم تسجل به نغمه واحده ولن تسجل.. وهو مثل صمت قبرك المهيب .. وقاعة الشعب التي خربوها وعاثوا بها فساداً بحجة إعمارها وسرقت الأموال وتركت عارية دون ثياب تسترها..ومثلها مسرح الرشيد الخاوي على عرشه ..
صديقي اللذيذ.. تشبث بموتك وكن سعيداً به ..لإننا مازلنا نتوجس ريبةً وهلعاً حين نفكر بعمل تمثالٍ صغير لك أو قاعة بأسمك ..بالرغم من أن من يعترض جداً ..يعشق ألحانك جداً..ويبعث بها على الخاص لخليلته..ولكنه يبرر إن ذلك يتنافى وتوصيات ..الأحزاب ..
أخوك
الملحن محسن فرحان
٢٠١٩/٧/٥