جدد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، تأكيده على ضرورة الاهتمام بطبقة الشباب باعتبارها من ابرز المؤشرات التي تؤشر حيوية اي مجتمع.
وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة في 22/ذو القعدة/1440هـ الموافق (26 /7 /2019) ان اي مجتمع فيه طبقات شبابية كثيرة وباعمار يتم الاعتماد عليها يكون ذلك المجتمع مجتمعا حيويا ونشطا، وبخلاف ذلك فان المجتمعات التي تنحسر فيها الطبقات الشبابية فانها تميل الى المجتمعات الكسولة.
وبين ان التأكيد المتواصل على الاهتمام بهذه الطبقة لايعني اهماال الطبقات الاخرى في المجتمع، مستشهدا بحديث الامام علي عليه السلام (لرأي الشيخ احب الي من صولة الغلام).
واضاف ان طبقة الشباب تحتاج الى رعاية خاصة والى المزيد من الاهتمام من المسؤول، مبينا ان المسؤولية في هذا الجانب تكون مشتركة منها تقع على عاتق الدولة ومؤسساتها من خلال توفير جميع الاجواء المناسبة باعتبارها الطبقة الفاعلة والتي يعول عليها في بناء البلاد في المستقبل، فضلا عن ضرورة منحها في الوقت الحاضر مساحات معينة لتستكمل فرصتها.
واوضح ان الاهتمام يكون كذلك من خلال المنظمات العامة او الاسرة عن طريق توفير الاجواء الخاصة والارشاد والتخطيط.
وحذر ممثل المرجعية الدينية العليا من ترك الشباب يسبحون وسط التيارات المتناقضة، الى جانب الاعتماد على النفس في كل شيء واهمال المشورة، مبينا ان على الشاب ان يربي نفسه على الشجاعة والقوة والبسالة واستثمار عقله لكن ليس بالاعتماد على نفسه فقط بل عليه ان يقوم باستشارة الاخرين.
واستشهد السيد الصافي بمثال الشجرتين المثمرة وغير المثمرة، مبينا ان الشجرة غير المثمرة حتى وان عمرت (100) سنة فانها تبقى غير مثمرة ولايستفاد منها سوى من خلال الاستضلال، في حين ان الشجرة المثمرة تحتاج في البداية الى الرعاية والاهتمام الى ان تصل الى مرحلة قطف الثمار، موضحا ان الشجرة الثانية تختلف عن الاولى في انها ذات ريع واثر في المستقبل وانها لو تركت واهملت فانها ستموت او لا تكون كما هو المأمول منها.
واشار الى ان مقتضى المسؤولية من الجميع الاهتمام بالشباب وتوجيههم نحو الوجهة الصحيحة حتى لا يندمون في المستقبل على تصرفاتهم التي تصرفوها الان.
ووجه السيد الصافي حديثه للشباب مطالبا اياهم بان يعلموا بان الحديث الذي يوجه اليهم الهدف منه تحقيق الخير لهم، كذلك ما يسمعوه من الاب او الاستاذ لان هؤلاء سبقوهم بمرحلة الشباب ويعرفون كل شيء، داعيا اياهم الى ضرورة اخذ النصيحة بعنوان التأمل وعدم اهمالها ابتداءً، فضلا عن أخذ ما ينسجم منها وعدم اهمالها بداعي الفتوة والشباب لان ذلك خلاف الحكمة.
ولفت الى وجود فرق كبير بين روح الهمة والعمل والمثابرة وبين روح التمرد والرفض والتجاوز، وان الاولى غير الثانية لان الاولى فيها مستقبل والثانية فيها ضياع، داعيا الى ضرورة الابتعاد عن رفض كل شيء بمجرد الاختلاف او عدم التوافق مع المزاج، مؤكدا ان شريحة الشباب يعانون في الوقت الحاضر من مشاكل كثيرة نتيجة ضغوطات الحياة والعمل وضياع الهدف، فضلا عن عدم وضوح وجهة النظر عند البعض منهم.
واكد السيد الصافي على ان النجاح لم يكن حليف الكسالى وان من يفرط بوقته يكسل، كما ان من غير الصحيح التمرد على الاب والام والاسرة.
وطالب الشباب بضرورة ان يكون لديهم امل ممدوح، مستشهدا بوصف القران الكريم اصحاب الكهف بانهم (فتية) كوصف للقوة التي يمتلكونها والمقصود بها القوة العقلية والذهنية بالتميز بين الاشياء.
وطالب الجهات ذات العلاقة والمسؤولين بضرورة الاهتمام بشريحة الشباب، كما طالب الشباب بضرورة المحافظة على قلوبهم الطرية من ان يلعب بها او يتم استغلالها وان يكونوا كما كان اخوتهم بالامس عندما رابطوا ودافعوا وحافظوا على البلد وسجلوا تاريخا ناصعا لا يمكن ان ينسى وعلى الجميع ان لاينساه.