بعد ان كانت وسيلة التواصل الأكثر شهرة .. الرسائل الورقية تضع لمساتها الأخيرة لعصر التكنولوجيا الحديثة بوداع مميز

آخر تحديث 2019-07-27 00:00:00 - المصدر: نون

أخذت الأجهزة الالكترونية في عصرنا هذا مكان الورق والطوابع وساعي البريد ومنذ زمن ليس بالبعيد كانت الرسائل المكتوبة  وسيلة التواصل الأكثر اعتمادا بين الأشخاص الذين تفصلهم المسافات وكان الناس ينتظرون الرسائل من قريب او صديق غائب وغالبا ما كانت هذه الرسائل لا تصل بشكل مباشر بل الى بريد موجود صاحب الصيدلية او الدكان في الحي او اماكن اخرى وكان لها تاثيرها وصداها في الحياة اليومية وهي الوسيلة الاكثر رواجا بالمجتمع ولها اهتمام كبير جدا ففي بعض الدول كان لها نظام خاص ميزها عن غيرها بالسرعة  والدقة وتعمل لمقتضيات المصلحة في كل مكان اما اليوم وبفضل مواقع التواصل الحديثة باتت الرسائل شيئا من الماضي تم الاستغناء عنها وباتت الكتابة على الورق من الامور شبة الغائبة الأ من قبل قلة من الناس وكالة نون الخبرية، سلطت الضوء على هذا الموضوع ومدى أهميته في الماضي وغيابه في الحاضر.

أراء

قال ايهاب الجبوري أن الرسائل الالكترونية ساهمت  في سرعة الاتصال والتواصل بين الناس وهذه نقطة أيجابية تحسب للرسائل الالكترونية وأنا شخصيا أفضل التواصل الالكتروني بدل الورقي في  العصر الحديث فأنه افضل من العصر القديم وأسرع وبالتالي استغنينا عن الرسائل المكتوبة فهي تحتاج الى وقت طويل كي تصل على الرغم  التي تتسم بها الى ان وسائل العصر الحديث قربت المسافات بين الناس ولا ننسى خاصية الرسائل الصوتية التي تساعد الكثير من الناس الذين لا يجيدون الكتابة وكبار السن فمن السهولة أرسال رسالة صوتية للشخص المعني وهذه ميزة ايجابية للتطور التكنلوجي.

أما هشام الموسوي (45 عاما) قال رسائلي الورقية التي كنت ابعثها وأنا في الجيش بيد أحد الاصدقاء منتظرا بلهفه الرد برسالة ورقية من أهلي والتي كانت تحمل في طياتها الكثير من مشاعر الاشتياق واللهفة فكان الانتظار الصفة المميزة للرسائل الورقية فإنها لاتصل بسهولة ويكون لحامل الرسالة مكانة في قلوبنا حيث يأتي في الأخبار من الأشخاص الذين ننتظر إجاباتهم أما الرسائل الالكترونية فأراها مجردة من المشاعر واللهفه والانتظار إلا ما ندر وأصبحت متاحة لجميع سواء كانت ضرورية أو مجرد ثرثرة بين الناس.

ساعي البريد

يقول عبدالحسين حسن الملقب (عبود ابو التلفونات) مارست مهنة ساعي البريد لمدة 36 عاما وشاهدت الكثير من المشاعر في عيون من تصل لهم الرسائل كالأسى والفرح والبشارة فالرسائل الورقية قدمت خدمة الى الناس كثيرا في السنوات الماضية وكانت تنقل بأمانة فتعتبر مهنة ساعي البريد مهنة نزيهة تجعل من ساعي البريد أمين على اسرار الناس لكن في الأونة الأخيرة والتطور التنكنلوجي أصبحت مهنة ساعي لا تناسب العصر الحديث.

الخط العربي   

أكد الخطاط باسم الاعرجي إن التكنولوجيا الحديثة من خلال الرسائل الالكترونية والكتب الالكترونية قد سهلت الكثير من الباحثين المتخصصين وحملة الشهادات العليا للوصل الى المعلومة بيسر وسهولة لكنها أخفت جمال الخط العربي الذي برز عبر العصور القديمة في مخطوطات ورقية وكتبت على جدران موثقة حيث أنها جزء من الحضارة العربية الأصلية فالرسائل الالكترونية اضاعت الخط العربي واستبدلته بحروف وكتابات الكترونيه فلا ضير من التطور التكنلوجي بالمقابل يجب الحفاظ على تراثنا وهوية اللغة العربية والخط العربي المتميز بكافة تشكيلاته في الفن , الرقي والإبداع في أنواعه منها الثلث والنسخ والكوفي .. الخ

لذلك إنا ضد الكتابة الالكترونية رغم انها أسرع في أيصال الرسائل وكذلك للمحافظة على التراث من ان يندثر ويصبح مجرد تراث , وللرسائل الورقية نكهتها الخاصة كما للكتب نكهة خاصة تبين مدى ثقافة الكاتب من نوع الخط ويسند رأيه بقول رسول الله (الخط أشرف الوظائف).

راحة نفسية

وبين الاستشاري في الطب النفسي الدكتور جاسم الموسوي ان الاوراق التي كانت تستخدم للرسائل كانت تميز الرسائل وتحمل مدلولات فالاهتمام بلون الورق ونوعه يعبر عن اهمية الشخص , وأن الكتابة في الخط تعطي فرصة قراءة الافكار فأحيانا يشدد المرء على كلمة معينة او يضع خط تحت عبارة هذا يلفت انتباه القارئ كما شدد على ان الرسائل تترك اثر نفسي لدى المتلقي فأحيان كانت تعطر بالورود او يرسم عليها بعض الرسوم كالقلوب وهذا له أثر نفسي في الشخص الذي يتلقى الرسالة.

فهي تجعل الجهاز العصبي يفرز هرمونات تساعد على خفض التوتر لا سيما ان كان لدى المراء شوق او قلق او سؤال عن شيء واعتبر ان الجهاز العصبي يعكس الحالة النفسية  اذن فان خط اليد الموجود في الرسائل يعكس مداولات نفسية يمكن ان يكشفها من يعبر قراءة الخط ام اليوم معظم الرسائل باتت غير مفهومه وغير مهمة ومعظمها تكون رسائل جاهز.

محمد الخزرجي - كربلاء