بيوت بلا ابواب !

آخر تحديث 2019-07-29 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

زمان الدراجي

اعجبتني مقالة لكاتبها ! ونقلت منها بتصرف بعض المقاطع ! اتمنى على كل من يقراها أن يضع الكلمة المناسبة في الفراغ المناسب حتى وإن كان داخل نفسه وأحاسيسه !
كنتم ( ----- ) امة أخرجت للناس ! (------) بالمعروف (------) بالمنكر !
كم منا يدرك بأن اغلب البشر في العالم لا يعرفنا من نحن وما هي قيمنا ومبادئنا ؟ عدا بعض المعلومات التاريخية السحيقة في القدم ! ولا يزال كثرة منا يعتقدون بأن الغرب أعني أوروبا وأميركا يريدون محونا عن وجه الأرض ! وكأنهم لا ينامون ليلهم إلا وهم يفكرون بنا، وكأن العالم الذي يتقاسمونه فيما بينهم ليس فيه سوانا ، وكأننا نمتلك تلك المقومات التي تجعل منا إرهابا لهم ، فيحيكون لنا المؤامرة تلو الأخرى، ليبقونا على ما نحن عليه من تخلف وترد وظلم وجهل وسقوط ؟ والبعض يدعي إن المنطقة متميزة جغرافيا، وهي بوابة العالم ومركز المعادن واولها النفط ، ونسوا أن أي جزيرة نائية في أي مكان في العالم يمكنها أن تكون بوابة العالم، ومتميز بموقعه ! وفيه من الثروات ما تغنيهم عنا ، فكيف إذا كان أناسه متميزون بمعرفتهم وعلمهم وتحضرهم ! سيقول آخر نحن حملة رسالة متميزة ! وينسى أن متابعي قناة الـ"سي إن إن" وحدها يتابعها اكثر من 3/4 عدد أتباع رسالتنا وقيمها ومبادئها ، وقد نتبجح ببعض ما أنجز في تاريخنا ونستدعي ابن سينا والفارابي وابن خلدون وغيرهم من مؤسسي العلوم التي توقفت عندهم ! وننسى بأن القاطرات البخارية والذرية من طائرات وسيارات ومركبات الفضاء وغيرها قد غيرت حياة البشرية ، وإن اختراعاتهم قلبت التاريخ على ظهره ، وبأن الكهرباء أعادت صياغة الحياة وهكذا دون أن يكون لنا دخل بكل ذلك وغيره ، سيأتي أحدنا ويرد كل ما أنتجته البشرية إلى حاضنة الأمة الثقافية والدينية والحضارية ومصطلحات وتهيؤات لا ينطق بها إلا صاحب عقدة الفشل ! اثبتت الدراسات الاقتصادية ان شركة من شركات الاتصالات الغربية ومخترعيها مثلا يمكنهم بناء العالم العربي مرتين على الأقل، وجعله جنة من جنان الكون ، وإن أرباح حبة الفياغرا منذ اكتشافها وإلى اليوم فاقت ما جمعته من العرب ما جمعه العرب عبر تاريخهم في الغزو من أموال منذ 1400 عام وإلى اليوم ، حتى ان أموالنا لو احسنا استغلالها لفقنا فيها على العالم ، هذه هي الحقيقة فلا نستمع الى ترهات الساسة والقادة وحماة الأمة حول فيروس الاستعمار والطامعين بنا وتهديم الدين والقومية إنما يدل على أننا أوهن من عش العنكبوت ، فالقوي في هذا العالم هو المتفوق ! والقوي ليس قويا بمفرده او بمبادئه فقط بل بمنظومة وجوده الكاملة ، ويمكن لأي حيوان على سطح الكرة الأرضية ان يصوغ منظومته ! التي تجعل منه ملك الغابة، فكيف بالبشر ! نحن نتسلى في أحاديثنا ببطولات أسلاف جزء منه شوه الحقيقة ! وجزء أصيب بالصفاقة والتعنت بلا عقل ، لكي يصبح بطلا يذكره التاريخ ! لقد فشلنا في كل شيء تقريبا فشلنا في حب بعضنا البعض وفي بناء أوطان منيعة الأبواب ! وفي خلق إنسان يصر على استخدام عقله ! وفشلنا في معرفة معنى الحرية ! وفي التعليم وفي الاقتصاد ! وفشلنا في الدين وفي الحروب ! وفي الصناعات !!!! في كل شيء فشلنا ! حتى في قيادة السيارات ورعي الأغنام، فشلنا ! وبرغم ذلك هناك أشخاص منا يتحدثون عن الأسلاف وبطولاتهم في الحروب ! بينما لم نتمكن حتى اللحظة من اختراع او صناعة إبرة خياطة ! حين نقرأ التاريخ نقرأ ما دوناه ولم نقرأ ما دونه غيرنا عنا لنناقشه ! احتفظنا بصورة واحدة عنا، ولم نر الوجه الآخر الذي رآه الآخر فينا ، تحدثنا عن التربية والثقافة ! لكننا نتثاقف بالعنف والهمجية ! وما نزال نلقي بأعقاب سجائرنا والنفايات من نوافذ السيارات ! تحدثنا عن الأخلاق ! لكننا نسيء للأخلاق في كل لحظة ! تحدثنا عن الفرح ! ولم نفرح يوماً ! تحدثنا عن الحب والتوحيد لكننا نتفسخ كل يوم ملايين المرات بكراهية بعضنا ، ليعلم الجميع أننا نعتقد امتلاكنا أفضل الاشياء ! فنجد ان عند غيرنا أفضل منه ! ولا يزال بعضنا يعتقد بأننا أفضل من غيرنا ! كل يوم يجري غزونا ليس لأننا بيضة القبان في العالم بل لأن منازلنا بلا أبواب ، ولأننا لا نستخدم عقولنا ! ولأننا نحرس الماضي ونعظمه دون ان نجسده بالفعل والعمل ! ونترك الحاضر تائهاً ولا يعرف أين يأخذنا ولا نعرف أين ناخذه ! هويتنا تعتمد على وتتمسك بذاكرة الأمة العظيمة وبالشخص العظيم دون ان نتعلم من عظمة الخالق والخلق والمبادئ فأننا حتما سنكون خارج كل شيء وخارج الحياة أصلاً حتى وان عشنا فيها .