د. بشار قدوري
▪الازدواجية المجتمعية .
بشكل عام تعرف الازدواجية الشخصيةِ بالظهور بمظهرين في اوقات مختلفة ، بمعنى آخر دائماً ما يحرم الفرد على الناس ما يحلله لنفسه، ويعتبر هذا التعبير هو أبسط تعريف للازدواجية ، المشكله ان المجتمع ايضا يصاب بالازدواجية المجتمعية لانه نوات للفرد الواحد ومنها نجد ان الشعوب تصاب بهذا المرض النفسي ، ويحلل اطباء النفس ذلك بان المجتمعات التي تتعرض الى ازمات نفسية وضغوط بسبب الحروب والاحوال الصعبة من فقر .كوارث طبيعية والتهجير ، تجد نسبة الازدواجية مرتفعه عندهم ، اما واقعنا المحلي يذكر الكاتب العراقي على الوردي بان المجتمع العراقي مصاب بالازدواجية ويتجلى ذلك في مخاطبة الطبقة الوسطى فيما بينها كالشعراء والكتاب للنثر والشعر الحر وفي الازقه والمناطق الشعبيه الفقيرة ، حيث تجد الخطاب احيانا بصيغة الازدواجية في نطق الكلمات الدلالية للمعنى ،مثلا المذكر يقلبه مؤنث وبالعكس فتجد الشاعر يخاطب الانثى بشعره بصيغة المذكر ( يا حلو) كاغنية ناظم الغزالي او ( ياجميل) والامثله كثيرة .
وكذلك الازدواجية بين بعض رجال الدين حيث تجده داخل البلد متمسك بجلباب الدين وخارجه يتعرى فاضحا .
واصبحت موجوده لدى غالبية الناس ولا سيما الساسة ورجال الدين . ولا يقتصر هذا على هؤلاء فقط بل اصبح موجودا لدى غالبية افراد مجتمعنا العربي .
▪الجهل والمجتمع .
معدل البطالة في تزايد مستمر حيث اعلن الجهاز المركزي للإحصاء ، أن نسبة البطالة بين الشباب في العراق بلغت 22.6% وان نسبة البطالة بين الشباب للفئة العمرية بين 15 الى 29 سنة بلغت 22.6% بارتفاع عن المعدل الوطني بلغ 74% ، مشيرا الى ان البطالة لدى الذكور لهذه لفئة بلغت 18.1%، في حين بلغت البطالة لدى الاناث نسبة 56.3% .
اذا معدل ربع الشعب العراقي من الشباب فقط هو بدون عمل ومع هذه الحاله يضطر رب الأسرة والمجتمع ككل الى ترك التعلم والدراسة والذهاب للعمل في المشاغل والازقة الصناعية وخاصة اصحاب العوائل الكبيرة والذي مبتلى بدفع بدل ايجار او معالجة مرض مزمن ،ومع ازدياد عدد البطاله يزداد عدد الغير متعلمين ، فيزداد الفقر والجهل والتخلف ، فعلى الحكومة اعداد برامج لاستيعاب الشباب العاطل وكذلك الحد من ظاهرة ترك المقاعد الدراسية .
ان الجهل والفقر من اعداء الدوله لانه عبو قابلة للانفجار باي وقت فان الدوله اذا لم تحارب الفقر والجهل اليوم فانها ستحارب الجهلاء والفقراء غدا في ثورة ضدها واسقاط كل ملامح الدوله .
▪ العدالة الاجتماعية .
مستقبل البلد ورقيه يعتمد على مستوى العدالة الاجتماعية بين طبقاته وعلى اثر ذلك يكون معيار اختيار القاضي والطبيب والمهندس والعامل والفلاح ، وبالمحصله نجد ان الرجل المناسب يكون في المكان المناسب وبعدها يتم التطور العلمي والمعرفي بناءا على الكفاءة ، اما اذا وجد خلل في مستوى العدالة الاجتماعية ويصعد من يغش ليكون قاضيا ومن استغل خلل في الإمتحان او تقصير فني او تعامل مع كوادر مشبوهه فيكون أنتاج مشوهه وهذا يتسنم مناصب إدارية وهو لايعرف الامانه العلميه او الادارية والمالية ، فعند ذلك يكون انهيار النظام المجتمعي قريب .
▪فكر القرية
ان اغلب مشاكل فشل القيادة والمناصب الرئاسية هو الفارق الايدلوجي بين القرية والمدينة ، حيث يكون فكر القرية حاد وجاف ومائل الى الصرامه والمواجهة والالتزام الديني ، اما فكر المدينة عادت يكون مائل الى البعد الاستراتيجي والتدبر التكتيكي بطريقة التدرج مع طابع منفتح من ضمن قالب متغير لكن اطاره ثابت .
هذه الصفات تجعل المدن تتغير اجتماعيا حسب الهجره العكسية وهي من (الريف الى المدينة) فيكون سببا لاريفة المدينة وتحويلها الى قرية كبيرة وبذلك تفقد صفاتها ، وهذا حال بغداددنا بعد ان تحولت الى قرية كبيرة وهذا سيكون سببا تخريب بنيتها التحتية وكذلك المجتمعية .