أنصحكم بقراءته كله

آخر تحديث 2019-07-30 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية

علي السوداني

صار الفلم أوضحُ من عين شمس ، كما تقول الناس اشتباهاً .
أمريكا وبقايا الغرب الاستعماري الجشع ، وقاعدتهما المتقدمة بفلسطين العربية المحتلة ، يعملون بكل السبل القذرة والمتوحشة المستلة من تأريخهم الطويل ، في الاستعمار والقتل والنهب والتدمير المادي والمعنوي ، من أجل قتل أي أمل وفعل تحرري تغييري تقدمي ديمقراطي ، ينولد فوق هذه الأرض الممتدة من بغداد شرقاً ، حتى الرباط غرباً ،
والتي ما زالت نائمة ومريضة ومتخلفة ، بعد أن تشابكت فوقها الأسباب والمصائب .
هم يفضّلون أن تحكمنا القاعدة وداعش واخواتها ، والمتطرفون والأغبياء والجهلة ، وهم يعلمون أنّ هؤلاء هم صمام الأمان لإطالة قرون النوم ، وتغذية الجهل وقيامة الفتن والكراهية والحروب البينية ، ومواصلة جعل هذه الأمة العظيمة الخلاقة المبتكرة - إنْ توفر الظرف والفرصة والحرية لشعبها الجميل – سوقاً لبضائعهم وتجارة عظيمة لشركاتهم ، وخزان أسلحة حديثة كلفتها مئات مليارات الدولارات ، يقتل بها بعضنا البعض .
خلال السنتين الفائتتين ، وقع تغيير ممتاز وإن كان بطيئاً ، في المملكة العربية السعودية ، وكانت نتائجه ستفضي حتماً الى تحول كبير وتقدم ، شمل الفنون والآداب والأفكار الميتة التي يقع بعضها بباب التكفير والغلوّ والتضليل ، وتنفيسات أخرى اجتماعية وسياسية ، قد يرى بعض قارئي المشهد السعودي الكبير ، أنها ما زالت تحدث في الشكليات وليس في الجوهر ، وهذا رأي ينطوي على بعض مقبولية ورضا ، ربما حتى من القائمين على حكم المملكة الآن ، لكن العبرة في النتائج المهمة وفي دق طابوقة الأساس ، التي قد تتحول معها هذه المملكة العربية الى دولة متطورة وفاعلة ومبهجة ، وفق رؤيا وأعتاب السنة ألفان وثلاثون .
على بركة ووقع هذا التبدل الجيد ، تقوم أمريكا الوغدة وذيلها الخبيث بريطانيا ، بشنّ وتصنيع حملة اعلامية وسياسية شرسة وغير مسبوقة ضد الرياض ، مستعملة فيها أكبر المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية المرتزقة ، وأعضاء في مجالس النواب والشيوخ والعموم بواشنطن ولندن ، وصحفيون أجانب وعرب إن لوّحت لهم بالدولار الدسم ، فقدوا ضمائرهم وخروا على عتبتك ساجدين .
الصهاينة الغزاة يقصفون كل منشأة على الأرض السورية ، لكنهم يستثنون القاعدة وداعش والنصرة ، وأمريكا تنصت بوضوح شديد الى صرخات اليمنيين الحوثيين ، وهم يهدرون بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل ، لكنها لن تضربهم بل قامت بتوريط دول عربية واسلامية في هذا المستنقع الباطل ، ولم تكتفِ بالانسحاب منه فقط ، بل شرعت بفرض عقوبات مهمة على السعودية ، مرة تحت عنوان واقعة وجريمة مقتل جمال خاشقجي الموجعة ، وتارة عن حقوق المرأة ، وقضايا اخرى كانت قائمة أصلاً على مدى عقود طويلة ، لكن الغربي الحرامي لم يقل عنها سطراً واحداً ولو من باب التلميح .
شيئاً فشيئاً تهرب المملكة من تحت المعطف الغربي الثقيل ، وتتجه صوب روسيا والصين ومنافذ اخرى ممكنة ، وقد نرى في قابل الأيام تكراراً لسيناريو مقتل الملك فيصل بن عبد العزيز ، الذي جاهر بأمنية الصلاة في القدس العربية المحتلة ، ووافق فوراً على طلب الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر ، بإستخدام النفط كسلاح في المعركة ، أثناء حرب تشرين المجيدة ضد الصهاينة الغزاة .
في ختام مكتوبي هذا ، أنصح المملكة العربية السعودية ، مواصلة التغيير وتسريعه بالممكنات السهلة المتاحة ، والإغلاق الفوري لمستنقعات اليمن وسوريا ، والمساهمة القوية بتعويض وبناء وتضميد جراح البلدين والشعبين المسالمين الضحيتين ، وترتيب العلاقة مع قطر والجزيرة ، بطريقة أن مراقبتك للأفعى وهي في جحرها ، لهي خير وأحسن من دسّ اصبعك والعبث بفمها السام القاتل .