كربلاء المقدسة الله جل جلاله وضع قداستها

آخر تحديث 2019-08-01 00:00:00 - المصدر: نون

بقلم:حسن كاظم الفتال
من الغريب أن نجد من لا يستسيغ أو لا يعقل أو لا يستوعب أو لا يتحمل أو ينعت بالمبالغة حين يسمع حديثا معمقا عن قدسية مدينة كربلاء المقدسة ومكانتها ومنزلتها وعظمتها.
أو أن الحديث عنها يثير حفيظة البعض وهذا ما يدعو للدهشة أو الحيرة على أقل تقدير
فما أن يطرح الحديث على طاولة ما للنقاش حتى يتسابق بعض المتمنطقين للإعتراض أو الرفض أو التنكر ومن ثم ينعت المتحدث عن قدسيتها بنعوت لا علاقة لها لا بالمنطق العام ولا بالواقع ولا بصحوة الضمير.
لقد فضل الله جل جلاله ارض كربلاء المقدسة على كل البقاع وبطون المصادر تحتشد وتعج بالمصاديق من الروايات والأحاديث التي تبين قدسيتها ومكانتها وفضلها وافضليتها على بقاع الأرض والشاك في ذلك دونه المصادر الموثوقة المعتبرة فليتصفحها.وإما أن يتيقن ويقر بها وإما ان يأتينا بما يثبت عكس ذلك من الأدلة والمصاديق.
وقبل أن نورد بعض الأحاديث والروايات الساندة للقدسية نقول
لعله لا توجد أية رابطة بين ما ينسب من قدسية للمدينة وبين الأداء العملي وتقديم الخدمات من قبل المسؤولين فليس من المعقول ولا من حق أحد أن نعطل قانون قدسية المدينة بسبب عدائنا للمسؤولين أو بسبب تقاطع مصلحي شخصي معهم بخصومة معينة أو متأتٍ من تراكم العقد النفسية أو بسبب إشباع بعض الرغبات وممارسة ما يتمناه البعض من نزوات نفسية أو حتى المنكرات
لسنا الوحيدين الذين يصرون على تقليد المدينة بوسام بالقدسية.
فلا يوجد مدينة تحمل صفة القداسة في معظم دول العالم إلا وتخصص لها مكانة تختلف تمام الإختلاف عن المدن الأخرى
إن الحفاظ على قدسية المدينة ليست فقط من مهمة المسؤولين أو الحاكمين فيها وحتى لا علاقة لرجال الحوزة كما يدعي أو يريد البعض أو ما يسميهم الناس رجال دين.
مهمة الدفاع عن قدسية المدينة تختص بكل إبنائها وقاطنيها وكل الحسينيين المؤمنين والموالين للإمام الحسين صلوات الله عليه إينما كانوا
روى الحر العاملي رحمه الله في الوسائل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: (خلق الله كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك (راجع التهذيب للطوسي رحمه الله: ج6، ص 72).
وفي رواية ثانية: (حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة) (راجع كامل الزيارات لابن قولوية رحمه الله: ص 450 ــ 451 بتحقيق الشيخ جواد القيومي.
,عن أبي الجارود، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام:) أتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وأنها إذا بدل الله الأرضين رفعها الله كما هي برمتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روض من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون.(
أو قال: أولوا العزم من الرسل وانها لتزهر من رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري من بين الكواكب لأهل الأرض يغشى نورها نور أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي أنا أرض الله المقدسة، والطينة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء وشباب أهل الجنة
وجاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: (أن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُنيَ بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق؟ وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها كفي وقري، ما فَضْلُ ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الابرة غمست في البحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من ضمنته كربلاء لما خلقتك، ولا خلقت الذي افتخرت به فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلاّ مسختك وهويت بك في نار جهنم» (راجع وسائل الشيعة، باب استحباب التبرك بكربلاء، ج 10، ص 403
وهنالك ما لا يعد ولا يحصى من الروايات والأحاديث التي تبرهن وتثبت قدسية مدينة كربلاء وتفضيلها على البقاع
حسن كاظم الفتال