رنا عبد الحليم صميدع الزيادي
حينما يشحن الأعلام الحزبي المتخندق للمصالح الإيرانية ذهن أبناء الجنوب والوسط العراقي بالدفاع عن الدولة الشيعية الإيرانية ( ولاية الفقيه ) وزجهم في أتون حرب الصراع الإيراني الأمريكي ،هناك في الجانب الاخر يقف المفاوض الإيراني الذي يفهم جيدا معنى المفاوضات فهو لا يفاوض على النظام السياسي الإيراني ( الذي سيسفك دم ابن الجنوب العراقي من اجله ) بل يفاوض على الدولة الإيرانية وهناك فرق كبير بين الاثنين فالمفاوض الإيراني مستعد لتقديم التنازلات للمجتمع الدولي بتغيير النظام السياسي الإيراني (الثورة الايرانية الخمينية ولاية الفقيه ) مقابل الإبقاء على الدولة الإيرانية فهي الأهم والمهم وأمامها فلتسقط كل الأنظمة في حين المفاوض العراقي لم يفهم للأن الفرق بين النظام السياسي وبين الدولة فكل من يحكمون العراق الان هم نتاج من معارضي الدولة وليس النظام والدليل انهم لحد الآن يتعاملون مع الشعب العراقي بأسلوب المعارضة رغم مرور أكثر من 16 سنة على تغيير نظام صدام ولهذا عندما اجتمعوا ضمن بما يسمى مؤتمر المعارضة العراقية بدعم أمريكي اجتمعوا على إسقاط الدولة العراقية ولم ينتفض أي منهم طوال فترة وجود الأمريكان على أي قرار أمريكي استهدف هدم وحل مؤسسات الدولة العراقية وان تفاوضوا تفاوضوا على مصلحة النظام السياسي وليس مصلحة الدولة لذى ترى تباين المواقف في خارطة التدخلات الخارجية بالبلد . .نعود للمفاوض الإيراني الذي يمتلك في جعبته الكثير من الحيل و يعلم أن العمر الافتراضي لأي نظام هو من 20 إلى 35 سنة وتحت هذا المقياس فالعمر الافتراضي للنظام الإيراني (ولاية الفقيه ) انتهى لكن لابد من لعب بعض الأوراق المحترقة فاشغال امريكا بالعراق لأهداف الأمن القومي الإيراني ليست عبثا فكل دولة مقبلة على تغيير نظامها السياسي عليها أن تحذر في مرحلة هذا التغيير فهي مرحلة غير مستقرة لا يمكن اجراءها في ظل وجود جيران أقوياء وخصوم أشداء يثير طمعهم لذى من الدهاء والحيل هو استنزاف الخصوم قبل البدء بالتغيير ...الطريف أن الأحزاب العراقية الموالية لايران تتباهى بالمفاوض الإيراني إنه سيحل الأزمة سياسيا ولن يجعلها تصل للمرحلة العسكرية في حال وصول مرحلة الهجوم الأمريكي على الأراضي الإيرانية يتباهون أن المفاوض الإيراني بدهاءه سيتمكن من إيقاف وصول نيران الحرب للأراضي الإيرانية بحنكته السياسية ويتغابون أن هذه الحكنة معناها إنه سيتنازل عن النظام السياسي الايراني الذي يستقتلون من أجله. .احفظوا وجوه المفاوضيين الإيرانيين فهم صناع التغيير