سامي جواد كاظم
ضاع بلدي بين التدخل الخارجي وفصل الدين عن الدولة، واصحاب مقولة فصل الدين عن الدولة لا موقف لهم من التدخل الخارجي في بلدي الا على البلدان التي لا تتفق ومنهج العلمانية، فالقومجية لا يعتبرون التدخل السعودي الاماراتي القطري في العراق تدخلا سافرا خارج الضوابط الدولية والعرفية، والعلمانجية لا يرون التدخل الامريكي البريطاني في بلدي تدخلا مذموما بل انه تدخلا كي ينهض بالمجتمع العراقي، والاحزاب الاسلامية الشيعية لا ترى التدخل الايراني تدخلا مؤثرا على القرار العراقي، وحتى بقية القوميات او الاديان كل يميل الى ليلاه تركيا وغيرها.
والكل لهم مواقف انتقائية بالنسبة لاراء المرجعية فيما يخص البلد فمنهم من ينتقد انتقادا لاذعا وفي نفس الوقت استطيع ان اقول عنه غبيا، ومنهم من يمتدح راي المرجعية حتى التقديس والتهجم على الاخر، وبين هذا وذاك هنالك من يحاول ان يقحم المرجعية في بعض القرارات السياسية حتى يحمل المرجعية عبء هفوات السياسيين ان ثبت ذلك وان لم يثبت فالتهكم والبهتان ياخذ طريقه في التهجم على المرجعية.
هنالك من يتحدث عن الشان العراقي فيمتدحه الكثيرون ولكن عندما يكون للمرجعية راي معين لازمة معينة تتعالى مزامير العلمانية لتحدث عن فصل الدين عن الدولة بينما الاراء الخارجية التي تؤثر على الوضع العراقي لا صائح ولا نائح لها
قبل خمس سنوات حاول احد الاحزاب اشراك المرجعية في ازمة تشكيل الحكومة وفي حينها انتقدت من ايد ذلك او اقحم المرجعية في ذلك سواء جماعة الحزب او ممن يدافع عن المرجعية فاقحمها في تجاذبات الاحزاب، بينما الحقيقة ان للمرجعية راي ثابت ثوابته المقدسات والمواطن والوطن ولا علاقة لها بالمناصب السياسية او الاحزاب الاسلامية او العلمانية.
ولو كان للمرجعية راي ما لاي ازمة او حدث فانها تعلنه على الملا سواء كان ببيان او خطبة الجمعة، وفي كثير من الاحيان يرى اغلب الشعب العراقي موقفا معينا بينما المرجعية ترى بخلاف ذلك لانها تفكر على المدى البعيد بينما قصير النظر يكيل النقد وحتى الكلمات الجارحة بحق المرجعية حتى بالرغم من صواب رايها، واما من يستغل رايها او لا يحسن التنفيذ فالمشكلة به وليس بالمرجعية.
والمعلوم لدى الجميع ان صوت المرجعية هو عبر بيانات مكتبها او وكيليها في كربلاء فقط واما المواقع والفضائيات وبقية وسائل الاعلام باكملها لا تعبر عن راي المرجعية وغير مخولة بالحديث باسم المرجعية، فاذا ما ظهر شخص ما سياسي او ديني او اجتماعي ليتحدث عن راي المرجعية في حدث سياسي فهذا يمثل نفسه ولا يمثل المرجعية ولربما رأى او سمع موقف معين وقام بتفسيره تفسيرا خاطئا، نعم قد تكون هنالك اتصالات من قبل بعض الاحزاب او السياسيين بخصوص محنة او ازمة فالمرجعية لا تقل لهم انتخبوا فلان او نصبوا فلان بل تذكرهم بالثوابت المطلوب تحقيقها من اجل الشعب فاذا اتخذوا قرارا معينا فهذا يعود لهم ولا يعني اطلاقا انه قرار المرجعية.
والانتقاء في تنفيذ وصايا المرجعية لهو امر عجيب ينفذ ما يحلو له ويتكلم باسم المرجعية، ويترك ما لا يحلو له وتبدا الانتقادات والمزاجية المقيتة، والبعض من المواطنين يرون ان المرجعية لديها عصا سحرية في تغيير الوضع من خلال اصدار بيان او حكم شرعي اقول لهم هل نفذت الجهات المعنية كل ما صدر عن المرجعية بامانة ؟ كلا والنتيجة انهم ساروا وفق مصلحة الحزب او الكتلة او الاجندة الخارجية، وهذا امر مؤلم بالنسبة للمرجعية ولكن واجبها الشرعي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحدود التنفيذ ودرء الخطر وبخلاف ذلك فالمتصدي للقرار السياسي هو المسؤول امام الله عز وجل قبل الشعب العراقي وعلى الشعب العراقي تصويب نقدهم لسوء الادارة