تقرير: حسين النعمة
يعدُّ مشروع بحيرات الاسماك احد المشاريع الاستثمارية التابعة للتنمية الزراعية في العتبة الحسينية المقدسة بطاقة انتاجية تزيد على (500) طن سنويا، ويقع المشروع في مقاطعة (10) الكرطة، الارض الشهيرة بالملوحة العالية التي استطاعت ان تحولها الطاقات الزراعية في العتبة المقدسة الى مشروع خاص بتربية الاسماك وبالأنواع المرغوبة في السوق المحلية.
عن المشروع وآليات تطويره تحدث الى وكالة نون الخبرية الخبير الزراعي عدنان عوز قائلا: "استطعنا ان نحول الارض المالحة التي وصلت درجات الملوحة فيها الى (30) ملي موس، حسب التحليلات المختبرية، الى مشروع بحيرات لتربية الاسماك وهذا المقترح الذي تقدم به السيد قحطان عدنان الشمري رئيس قسم التنمية الزراعية تم مداولته مع جملة خبراء، وكانت البداية في 250 دونما تحويض في العام الماضي، وبتمويل من ايراداتِ قسم التنمية الزراعية".
وتابع عوز "كان انتاج العام الماضي محفزا لتوسعة العمل في هذا العام، وبالفعل كان حجم التوسع الى (500) دونما، وبعشرة احواض سمكية تصل مساحة كل الى من (40) الى (50) دونما، مع احواض ملحقة لتربية إصبعيات سمكية التي تخرج من بيوض الفقس، حيث يتم تربية تلك الاصبعيات لتصبح كفيات، وهذا مشروع اخر دخلناه بدل شراء الكفيات بمبالغ طائلة".
واضاف في معرض حديثه عن تربية الاسماك أن "بدل شراء الكفيات في هذا الموسم تم شراء الفقس بمبالغ زهيدة، وصل عددها اكثر من مليون فقسة، والآن هذه الاصبعيات يبلغ وزنها اكثر من (10) غرامات، وتتحول الى كفيات بعد أن يصل وزنها الى (50) غراما".
الفحص الدوري لزيادة الاوزان ونسب الاوكسجين المذاب اسهم بزيادة المنتج السمكي
وقال عوز ان لقسم التنمية الزراعية تطلعات نحو آفاق اوسع في مشروع بحيرات الاسماك مبينا ان "تربية الاسماك تعتمد بالأساس على محورين الاول نوعية الاعلاف والثاني الاوكسجين المذاب في الماء، حيث نستوردها من ايران من شركة (فردانه) التي تتميز بانها ذو بروتين عالي"، موضحا ان الاعلاف التي تتميز بنسب البروتين العالي تكون نسب تحويلها للحوم عالية"..
وتابع ان "الفحص الدوري لزيادة اوزان الاسماك كل عشرة ايام كان يبين لنا نوعية هذه الاعلاف ذات البروتين النباتي رديئة او جيدة".
وعاد عوز الى المحور الثاني من تربية الاسماك فقال: "تم شراء اجهزة فحص الاوكسجين لقياس نسبة الاوكسجين المذاب في الماء، وعليه كانت دوريات الفحص لكافة الاحواض بشكل يومي فترة الغروب، وفي الحالات الحرجة لهبوط الاوكسجين كانت تصل النسبة الى اقل من (4)، فكانت الفكرة بشراء نافورات غاطسة لتوليد الاوكسجين واستعادة نسبته الطبيعية، بعدد
دراسات مستفيضة يجتهد بها قسم التنمية الزراعية لإنتاج افضل الاسماك
ولأهمية المشروع والمحافظة على التوازن في زيادة اوزان الاسماك قال عوز "في العام الماضي خلال اوقات الصيد كانت الأوزان متفاوتة لذات الجيل فنجد سمكة بوزن (2) كيلو، واخرى اقل بوزن كيلو ونصف واخرى اقل من كيلو، وبعد دراسة الحالة بشكل علمي مستفيض للتفاوت ف هذه الاوزان، فتبين ان اوقات التغذية غير نظامي ونوعية الاعلاف العراقية في وقتها كانت غير جيدة، لذا تم جلب معالف اوتوماتيكية طائفة تساعد في المحافظة على الاعلاف لتبقى طائفة كل ما جاعت السمكة تصعد لتناوله، وبهذه الطرقة صار آمنا ان الاعلاف تبقى طائفة غير غاطسة وبالتالي يحافظ على الاعلاف من الهدر".
وذكر المشرف على قسم التنمية الزراعية "لا زال جيل الاسماك الذي يربى في العراق قديم، بالتشاور مع المشرف الفني على مشروع بحيرات الاسماك الاستاذ قحطان عدنان الشمري الذي يتابع المشروع ليلا ونهارا في هذا الموضوع، صارت دراسة عن أمهات بيوض الاسماك للأنواع الموجودة في العراق، فتبين ان عمر الجيل الذي يصل الى عشرين سنةً يكون غير مقاوم للأمراض، وتضعف مقاومته لأية اصابة بكتيرية او فطرية".
موضحا ان "نتيجة الدراسة كانت هي شراء مفقس، وعليه تم الكتابة الى رئاسة الوزراء لمنح اجازة المفقس بعد ذلك ينصب المفقس وبعد ذلك يكون الاتصال مع بعض الدول المنتجة لأمهات البيوض مثل (هنكاريا او تايلند)، كونها افضل الدول في تصدير امهات البيوض في المياه العذبة".
ويعتقد الخبير الزراعي عدنان عوز ان نسبة انتاج بحيرات الاسماك لهذا الموسم سيزيد على (500) طن، منوها أن منتج العتبة الحسينية السمكي ساهم بخفض قيمة الكيلو الواحد من (5000) الى (3000) دينار في سوق الجملة.
حسين النعمه /كربلاء