إخلاص داود
عقب فرض الحصار على العراق بداية التسعينات من القرن الماضي ولجوء النظام السابق لطبع العملات داخل البلاد انتشرت حالات تزوير العملة وعدم مطابقتها للمقاييس والمواصفات العالمية في الطباعة، وبعد 2003، استبدلت بطبعة جديدة تمت بمطابع ديلارو في بريطانيا بمواصفات رصينة يصعب تزويرها.
وأتاحت الازمات السياسية وضعف الرقابة الحكومية على العملات المتداولة انتشار التزوير وترويج العملة المزورة والتحايل على المواطنين بحسب ما تشير اليه التقارير المحلية والدولية، اذ نشر البنك المركزي العراقي بيان على موقعه الإلكتروني في 2018، حمل عنوان "اعرف نقودك"، تضمن صوراً للعملات العراقية والعلامات الأمنية التي يمكن من خلالها التمييز بين العملة الحقيقية والأخرى المزيفة. وشملت العملات من فئة 250 دينارا حتى فئة 50 ألف دينار، مرفقة بأسهم تشير إلى العلامات الأمنية التي تشمل خيط الأمان والعلامات المائية والحبر المتغير بصرياً والنافذة الشفافة.
واشار مدير دائرة الإصدار والخزائن في البنك المركزي جعفر غلام، الى أن المصارف العراقية تكتشف كل شهر مبالغ لا تقل قيمتها عن 200 مليون دينار، وذلك أثناء استلامها لمبالغ إيداعات من المواطنين، موضحًا أن اكتشاف تلك المبالغ يكون بشكل فردي لعراقيين وقعوا ضحية استلامهم عملات مزيفة، إضافة إلى ما تعلن عنه وزارة الداخلية من ضبط عملات مزيفة.
ويضيف غلام أن "الفئات النقدية المزورة غالبًا ما تكون لفئة الخمسين ألف دينار وفئة الـ25 ألف دينار وبصورة أقل لفئة الـ10 آلاف دينار، لافتًا إلى أن العاملين في النقد يستطيعون كشف العملات المزيفة بسهولة، إذ إن العملة العراقية فيها ما لا يقل عن 20 ختمًا وطابعًا وعلامة مستحيلة التقليد، وهي تعد وسائل حماية للعملة من التزوير".
مؤكدا أن "الطبعات الجديدة من العملة العراقية باتت تضم إضافات أمنية جديدة كالورق الشفاف المقوى واللماع والمختوم، والتي يصعب على أمهر المزورين تقليدها، وإن الأشهر القادمة ستشهد استبدال غالبية الفئات النقدية الكبيرة كفئة الـ10 آلاف والـ25 ألف والـ50 ألف بطبعات جديدة.
فيما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، إن "الأعوام الثلاثة الماضية شهدت اعتقال ما لا يقل عن 240 عملية ضبط واعتقال لعصابات وأفراد كانوا يروجون العملة المزيفة في البلاد، والملقى القبض عليهم وبعد التحقيق معهم كشفوا عن عشرات المطابع التي كانت تزور العملة في بغداد والمحافظات.
موضحا، إن "هناك عددًا من نماذج العملات المزيفة ما بين بدائية يسهل التعرف عليها بسبب طبعها من قبل هواة لا خبرة لهم في هذا المجال، وإن بعض مزوري العملات يستخدمون طابعات خاصة بطباعة العملة، وقد تم إدخالها إلى البلاد بطرق غير شرعية وتم الكشف عنها، إذ إن وزارة الداخلية كانت قد قبضت على بعض هؤلاء في منطقة الميدان ومنطقة البياع في العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات.
وفي المؤتمر الصحفي لأهم نشاطات الوزارة الذي أقيم في كانون الثاني 2019، أعلن معن عن انخفاض مستوى الجريمة بكل أشكالها في العاصمة بغداد بنسبة ٤٢ % خلال عام ٢٠١٨ عن نسبة العام ٢٠١٧، حيث انخفضت نسبة جريمة لتزوير والتزييف ٥٣ % وجريمة النصب والاحتيال انخفضت بنسبة ٤٥ %.
يذكر، إن لوزارة أعلنت، يوم الاثنين الماضي، ضبط متهم يقوم بتزوير العملات الأجنبية في كربلاء.
وقال معن في بيان، إن "مفارز استخبارات الجريمة المنظمة في كربلاء العاملة ضمن وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية ألقت القبض على احد المتهمين في محافظة كربلاء".
وأضاف، أن "المتهم يعمل بتزوير العملة اذ ضبط بحوزته ورقا خاصا يستخدم في تزوير العملة ومن خلال التحقيق مع المتهم اعترف بجلبه من احدى دول الجوار، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه وإحالته للقضاء".