صدم الشارع الألماني انتشار أنباء عن مقتل ضابط سابق من جورجيا بعد أن صوب سائق دراجة مجهول الرصاص عليه حين كان في حديقة عامة في برلين. وسريعا وجهت الاتهامات لموسكو التي بشدة أي ضلوع لها في عملية الاغتيال.
وأوقفت الشّرطة الألمانية شخصا (49 عاما) من جمهورية الشيشان حيث شنّت روسيا حربين دمويتين حتى العام 2009، للاشتباه بدوره في عملية الاغتيال. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ “هذه القضية ليس لها علاقة بالدولة الروسية أو الوكالات الرسمية”. وتابع مساء أمس الأربعاء (28 أغسطس/ آب) “أنفي بشكل قاطع أي رابط بين عملية القتل والمسؤولين الروس”، مشيرا إلى أن وزارة خارجية بلاده معنية أكثر بالتعليق على توقيف شخص روسي على صلة بالقضية.
وأشارت وسائل إعلام ألمانية إلى اعتقاد سائد بأنّ حادثة القتل مرتبطة بالماضي العسكري للضحية. بينما ذكر الموقع الالكتروني لمجلة “دير شبيغل” الألمانية أنّ برلين تحقق في القضية عن كثب بحثا عن أدلة قد تشير إلى أنّ وكالات مخابرات أجنبية متورطة في حادث الاغتيال.
وأبلغ مسؤول أمني المجلة أنّهم “متأكدين 100 بالمئة” أن روسيا تقف خلف الحادث. وتابع “إذا تبيّن أن دولة مثل روسيا تقف وراء العمل، سنكون بصدد قضية سكريبال ثانية بكل عواقبها”.
واتهم الغرب روسيا مرارا بتدبير عمليات قتل واغتيال في الخارج شملت الجاسوسين السابقين الكسندر ليتفنينكو وسيرغي سكريبال في بريطانيا.
وذكرت تقارير أنّ الضحية كان من المحاربين القدامي في حرب الشيشان الثانية بين عامي 1999 و2009، حيث شغل منصب قائد ميداني من العام 2001 إلى 2005 قبل أن ينضم لوحدة مكافحة الإرهاب الجورجية.
وفي العام 2012، شاركت وحدته لمكافحة الإرهاب في عملية ضد مسلحين احتجزوا رهائن في منطقة لوبوتا غورغي على الحدود مع جمهورية داغستان الروسية.
وكتبت مجلة “دير شبيغل” نقلا عن مصادر جورجية وأوكرانية أنّ الضحية اخترق تنظيمات إسلامية ومرّر معلومات للسلطات. لكنّ السلطات الروسية صنّفته عضوا في تنظيم “غمارة القوقاز” الجهادي، على ما قالت المجلة.