بقلم: سعاد حسن الجوهري
اغرورقت عيناي بالدموع وانا اتابع مقطع تناولته العديد من الصفحات على الفيسبوك يظهر مواطنا احترقت سيارته على جانب الرصيف وهو ينظر الى حطامها وركامها فيما انهمك عدد من الشبان بحمل اكياس لجمع التبرعات له من السيارات والسابلة على بعد امتار عنه.
انا على يقين ان ما يتم جمعه لهذا المواطن المسكين الذي فقد سيارة كانت تؤمّن قوت اسرته لا يمكن ان يكفي لتعويض ما خسر لكن نصف القدح المملوء يقول ان هؤلاء الشبان ما كانوا يبادرون هذه المبادرة الانساتية الكبيرة وتحت اشعة شمس آب اللهاب الا لانهم استشعروا حيرة والم وحسرة ولوعة انسان.
القضية يا سادة ليست سهلة كي تمر مرور الكرام او تنتهي بتعليق او اشادة او تبريك على صفحات الفيسبوك.
وانما هي دليل على انسانيتنا التي يجب ان نفتخر بها. وهي اخلاق كريمة تؤكد ان ما توارثناه من اجدادنا وابائنا ما زالت مترسخة في ضمائرنا ونفوسنا التي انهكتها سنوات السياسة والامن والعربدة المحاصصاتية ونقص الخدمات الاساسية.
ان هذه المبادرة الخيرة الرائعة من هؤلاء الشباب ما هي الا لافتة كبيرة خط عليها عبارة نرفعها بفخر واعتزاز وشموخ كشموخ جبالنا وباسقات نخيلنا عاليا ليراها العالم باسره (العراق لا زال بخير).