محمد الفرماوى
تأتى الدعوة الكريمة التى وجهها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور قمة السبع (G7) تأكيدا على متانة العلاقات الفرنسية المصرية والاوربية بشكل عام ,وفى نفس الوقت كان توقيتها بالغ الأهمية ,حيث يشهد العالم جملة من القضايا والموضوعات الساخنة على مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية الدولية,والتحركات المصرية على النطاق العالمى والاقليميى تسعى الى تطوير العلاقات مع دول العالم وبخاصة الدول الصناعية الكبرى من أجل الاستفادة من خبرتها في تحقيق التنمية الوطنية وبخاصة في مجال الاستثمار وبخاصة أن الاستثمارات المباشرة من اقتصاديات الدول السبع فى مصر تمثل 65% من أجمالى الاستثمارت الاجنبية,وكذلك المجال الصناعي والسياحة وغيرها,فمصر برؤية القيادة الواعية والمؤسسات الوطنية تستعيد دورها الريادى الاقليميى ,حيث تعد من الدول المحورية الهامة فى منطقتها وفى القارة الافريقية,وباتت قضايا التنمية الافريقية تشغل حيزا كبيرا من إهتمامات الدوائر السياسية المصرية فى إطار التعاون المشترك بين دول القارة ونبذ الخلافات والنزاعات المسلحة وخاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشغل منصب رئيس الاتحاد الافريقى الحالى.
وقد إحتضنت فرنسا القمة منذا أنطلاقها عام 1975 سبع مرات , حيث إنطلقت فكرتها من البيت الابيض عام 1973 وتحققت بمبادرة من الرئيس الفرنسى السابق فاليرى جيسكار ديستان,وعقدت القمة حوالى 43 لقاء منذ نشأتها , ونجحت خلال العقود الماضية الى حد كبير فى تعزيز سياسة الأمن فى العالم من خلال برامج نزاع التسلح ومتابعة التغيرات المناخية, وتأتى الاهمية الاقتصادية للمجموعة التى تضم كل من “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وايطاليا واليابان والمانيا ,ثم أنضمت روسيا عام 1997 ثم خرجت منها عقب أزمة أوكرانيا وجزيرة القرم عام 2014 ,وتمتلك تلك الدول السبع ثلث الاقتصاد العالمى قياساً بالناتج القومى أى أكثر من 65% من صافى الثروة العالمية, وهى الدول الأكثر انفاقا على التسلح النووى ,ويمثل انفاقها العسكرى حوالى 71% من مجموع الانفاق العسكرى العالمى ,وتمتلك أربع دول منها 98% من الاسلحة النووية العالمية تتمثل فى الولايات المتحدة ورسيا وفرنسا وبريطانيا.
وتناقش القمة جملة من القضايا الهامة سواء الأمنية وما يتعلق منها بالأمن الدولى ومكافحة الارهاب والتطرف,والتحديات التى يفرضها الاستخدامات الارهابية للانترنت,والتحديات الأخرى الاقتصادية التى تلازم التحول الرقمى ومنها إطلاق العملات الرقمية وتأثيرها على أسواق المال العالمى,وبخاصة بعد قرار وزراء مالية فى شانتيى شمال العاصمة الفرنسية قبل اسابيع بشأن العملة “ليبرا المشفرة” التي يعتزم فيس بوك طرحها,حيث إتفق الوزراء على ضرورة بقاء اليورو العملة الوحيدة للمدفوعات في أوربا, كما أن هناك موضوعات هامة أخرى منها مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية , ومكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة التى أضحت من أولويات القضايا التي تأخذ فيها مصر وأفريقيا خطوات هامة على المستوى التشريعى والتنفيذى, وايضا قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجى , وتطورات النظام الاقتصادى والمالى العالمى.
إيضا أثيرت نقاشات حول عودة الدب الروسى الى الانضمام للقمة ,وبخاصة فى ظل الاوضاع العالمية ومحاولة الاستفادة من دورها فى تعزيز السلم والأمن الدوليين ,وتتمسك روسيا بعودتها دون شروط,فى حين أن دول أوربا لا زالت تربط الأمر بالسياسيات الروسية فى أوربا الشرقية وبخاصة فى أوركرانيا وجزر القرم.