نــــــــــــزار حيدر
١/ مجلس النوَّاب هو المؤَسَّسة المسؤُولة عن إِعادة النَّظر في إِتِّفاقات العراق مع دُول العالَم بعد تشريعها بقَوانين، ومنها إِتِّفاقيَّة الإِطار الإِستراتيجي مع الولايات المتَّحدة والتي كان قد شرَّعها المجلس بقانون.
وهي ليست إِتِّفاقيَّة عسكريَّة أَو أَمنيَّة، كما يروِّج لذلكَ البعض، أَبداً وإِنَّما هي إِتِّفاقيَّة شاملة، ولذلك فإِذا أَراد البرلمان أَن يُعيد النَّظر فيها أَو يُلغيها، مثلاً، ليُطالب واشنطن، بعد ذلك، بسحبِ كامل قوَّاتها من الأَراضي العراقيَّة، فإِنَّ عليهِ أَن يأخذ بنظرِ الإِعتبار المصالح الإِستراتيجيَّة للبلاد فلا يتهوَّر أَو يتعامل معها بالعواطف أَو تحت تأثير وضغطِ هَذِهِ الدَّولة أَو تلك.
ينبغي على مجلس النوَّاب أَن يتحلَّى بالرُّوح الوطنيَّة العالية عندما يُرِيدُ أَن يُناقش هذا الموضُوع لخطورتهِ وحساسيَّتهِ، وهو، بصراحةٍ أَقول، يُحدِّدُ مصير البلاد بشَكلٍ مُباشر.
إِنَّ التَّهريج الذي تمارسهُ بعض القِوى السياسيَّة، وكذلك بعض الميليشيات، لفرضِ الأَمر الواقع، أَمرٌ مرفوضٌ لا يصبُّ في مصلحةِ العراق، فالشِّعارات الفارغة والعنتريَّات [الوطنيَّة] والتَّهريج الإِعلامي والتَّجاوز على سيادة الدَّولة بالمواقف اللَّامسؤُولة دليلٌ على غَياب الحسِّ الوطني عند هؤُلاء، ولذلك ينبغي أَن يحذرهُم العراقيُّون فلا ينقادُوا خلفهُم ولا ينخدِعُوا بشعاراتهِم لأَنَّهم يريدُون تدمير البلاد ثمَّ يتهرَّبون من المسؤُوليَّة كما فعلَ من قَبْلُ القائد العام الأَسبق للقوَّات المسلَّحة والذي تسبَّب، بسببِ فسادهِ وفشلهِ، باحتلالِ الإرهابيِّين لنصفِ الأَراضي العراقيَّة وفِي نِهاية المطاف يَقُولُ في تصريحاتٍ لـِ [بي بي سي] بأَنَّ الأَميركان خدعُوهُ!.
٢/ [المُقاومة] الوطنيَّة لا تتجاوز على سيادة الدَّولة، فلقد رأَيناها كيف تعاملت في لبنان مع خبر إِطلاقِها النَّار على الطَّائرة المُسيَّرة [المجهولة] ولكنَّها لم تُعلن عن ذَلِكَ وتركت للجيش الإِعلان عن الخبر بشَكلٍ رسميٍّ وذلك لحمايةِ سيادة الدَّولة، أَمَّا عندنا في العراق ففي كلِّ يومٍ تتجاوز [المُقاومة] المزعُومة على سيادة الدَّولة بالتَّصريحات والبيانات غَير المسؤُولة.
٣/ أَكرِّر القَول بأَنَّ مُتبنَّيات [الترامبيَّة] و [الوهابيَّة] العُنصريَّة المُحرِّضة على الكراهيَّة وجهان لعملةٍ واحدةٍ هي الإِرهاب الذي يستلهِم منهجهُ ويتغذَّى على عقيدةٍ فاسدةٍ تحرِّض على التَّمييز والكراهيَّة، تارةً بإِسم [تفوُّق الأَبيض] على بقيَّة الأَجناس وتارةً بإِسم [تفوُّق التَّكفيري] على الآخرين.
وإِنَّ ما شهدتهُ ولاية تِكساس الْيَوْم من عمليَّاتٍ إِرهابيَّةٍ إِرتكبها شابَّان أَبيضان عنصريَّان على الأَقلِّ ينتمِيان إِلى اليمين المُتطِّرف، كما وصفتهُما السُّلطات المحليَّة، دليلٌ واضحٌ على أَنَّ الإِرهاب العُنصري بَدأَ ينتشرُ بشَكلٍ مُتسارعٍ في الولايات المتَّحدة وذلكَ بسببِ خطاب العُنصريَّة والكراهيَّة الذي يتبنَّاهُ الرَّئيس ترامب سواء ضدَّ العرب والمُسلمين أَو ضدَّ المُهاجرين والمُلوَّنين.
وبرأيي فإِنَّنا مُقبلونَ على تصاعُد وتيرة هذا الإِرهاب إِذا لم يواجهُ الرَّأي العام الأَميركي، تحديداً، هذا الخطاب العُنصري البغيض.
٣١ آب ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com