صحيفة..السلطات العراقية تحذو حذو السيسي في قمع المتظاهرين

آخر تحديث 2019-11-15 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس

كلكامش برس / بغداد

شبّهت صحيفة الإندبندنت البريطانية القمع الذي تمارسه السلطات الأمنية في العراق في وجه الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكتوبر الماضي، بـ”التكتيكات” التي استخدمها عبد الفتاح السيسي “لسحق المظاهرات المناهضة لانقلابه”. جاء ذلك في مقال تحليلي للكاتب المختص بأمور الشرق الأوسط في الصحيفة، باتريك كوبيرن، بعنوان: “كيف تسيطر المليشيات المدعومة إيرانياً على العراق: طهران لديها دوماً خطة”.

يقول كوبيرن إن المليشيات المدعومة من إيران تطلق الرصاص على المحتجين العراقيين لمحاولة إبعادهم عن قلب العاصمة بغداد، وإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أسابيع، وتشكل تحدياً غير مسبوق للنظام السياسي القائم في البلاد منذ انتهاء حقبة نظام صدام حسين في العام 2003. ويضيف كوبيرن أن المظاهرات هي أيضاً أكبر أزمة تواجهها النخبة السياسية في العراق منذ اجتياح تنظيم الدولة لأجزاء كبيرة من البلاد والسيطرة عليها (2014 – 2017).

ويوضح أن “التهديد للنظام السياسي القائم في العراق من المظاهرات أقوى من تهديد تنظيم الدولة؛ لأن التنظيم كان يشكل تهديداً خاصاً للشيعة الذين لم يجدوا مفراً من مساندة جهود النخبة السياسية الرامية للتصدي للتنظيم؛ بغض النظر عن مدى كفاءتهم أو نزاهتهم، أما هذه المرة فالمعادلة مختلفة”.

تشابه مع السيسي

ويرى كوبيرن أن “المذابح التي تجري في العراق للمتظاهرين مشابهة للتكتيكات التي استخدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2013 لسحق المظاهرات المناهضة لانقلابه العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة”.

ويقارن بين أسلوب التصدي للمتظاهرين العراقيين الآن والأسلوب المختلف لمواجهتهم عندما اجتاحوا المنطقة الخضراء عام 2016، أو مظاهرات البصرة عام 2018، التي لم تستخدم فيها الحكومة هذا القدر من القوة لفض المظاهرات.

ويعتبر كوبيرن أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ومنظر السياسة الإقليمية لإيران، على حد وصفه، هو من يقود جهود التصدي للمظاهرات هذه المرة عبر الاستخدام المفرط والممنهج للقوة.

ويخلص إلى أن النخبة السياسية في العراق قررت التصدي للمظاهرات بكل الطرق الممكنة؛ للحفاظ على مصالحها، مشيراً إلى أن استمرار المظاهرات في الشوارع العراقية حتى الآن يجعل كل شيء ممكناً في “ظل وجود هذا النظام السياسي الفاسد والحكومة الفاشلة”.

ويشهد العراق، للشهر الثاني على التوالي، مظاهرات واسعة؛ تطالب برحيل الحكومة والأحزاب المشكلة للسلطة؛ احتجاجاً على الفساد والبطالة ونقص الخدمات الأساسية. وتواجه القوات الأمنية المحتجين السلميين بالعنف من خلال استخدام الرصاص الحي وقنابل الغازات المسيلة للدموع، ما أدى إلى مقتل المئات وإصابة أكثر من 13 ألفاً.