تظاهرات العراق.. عشرات الإصابات في بابل وشلل يعم مدن الجنوب

آخر تحديث 2019-11-27 00:00:00 - المصدر: الحرة

قطعت الأربعاء أغلب الطرق وأغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في جنوب العراق غداة يوم دموي في هذا البلد الذي يشهد منذ شهرين اضطرابات تعد الاسوأ في تاريخه الحديث.

ففي هذا البلد الذي يعد واحدا من أكثر دول العالم ثراء بالنفط وأيضا من أكثر الدول فسادا، يطالب المتظاهرون منذ الأول من أكتوبر ، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. وكانت هذه الاحتجاجات الأولى التي تخرج عفويا منذ عقود وشهدت أعمال عنف أوقعت أكثر من 350 قتيلا منذ بدئها.

ليل الثلاثاء الأربعاء وبعد ساعات من وقوع أعمال عنف للمرة الأولى خلال النهار في مدينة كربلاء واستخدم خلالها الرصاص الحي ما أدى إلى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية، أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية عن إغلاق جميع مدارس الأطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف المقدستين بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة إلى الشرق من كربلاء.

وتواصل الأربعاء تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم.

وواصل متظاهرون قطع عدد كبير من الطرق في وسط المدينة وعلى مداخلها، ما أدى الى قطع طريق رئيسي يؤدي الى محافظة بابل حيث شهدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف خلفت حوالى مئة جريح أغلبهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الأمن، وفقا لمصادر طبية.

وشهدت مدينة الديوانية التي تصدرت موجة الاحتجاجات وتقع إلى الجنوب من كربلاء الوضع نفسه حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس فيما قطع متظاهرون أغلب الطرق باطارات سيارة مشتعلة لمنع الموظفين للوصول إلى مقر عملهم فيما انسحبت قوات الأمن لتجنب وقوع مواجهات معهم، وفقا لمراسل فرانس برس.

كما أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في مدن الكوت والبصرة والحلة والنجف واستمرت الاعتصامات بدون وقوع أعمال عنف.

وتواصلت الاحتجاجات في البصرة والناصرية حيث تقع حقول رئيسية للذهب الأسود الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية، لكن العمل تواصل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

على ذات الصعيد، استمرت التظاهرات في بغداد التي تعد المركز الرئيسي لاحتجاجات في البلاد، وانتشر متظاهرون يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة لتجنب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الامن التي تتستر خلف جدران أسمنتية.

وتأتي احتجاجات بغداد، غداة ليلة صاخبة شهدتها ساحة التحرير الرمزية في وسط العاصمة لاحتفالات شارك فيها آلاف العراقيين بفوز منتخبهم الكروي على منتخب قطر في إطار تصفيات دورة الخليج.

وقتل ستة أشخاص جراء ثلاثة انفجارات شبه متزامنة وقعت الثلاثاء في مناطق متفرقة في بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

إصابات في بابل

وأصيب أكثر من 130 متظاهرا الأربعاء بحالات اختناق في محافظة بابل، بعد أن استخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين.

وتجددت الاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين بعد ليلة حافلة بالمواجهات، حيث يستمر المحتجون في قطع الطرق والجسور. ففي النجف أشعل المحتجون إطارات السيارات في بعض الشوارع التي أغلقوها.

وكانت قوات مكافحة الشغب وقوات أمنية أخرى في محافظة بابل، قد هاجمت الثلاثاء ساحة الاعتصام وسط مدينة الحلة جنوبي بغداد، لتفريق المتظاهرين بالقوة، ما أسفر عن إصابات وحالات اختناق لأكثر من 60 متظاهرا.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب في الحلة جنوب بغداد أيضا لفض الاعتصام أمام مبنى مجلس المحافظة المستمر بشكل يومي. وتستمر المدارس في الحلة إغلاق أبوابها.