"كانت تريد وطنا خاليا من إيران".. من قتل الشابة العراقية زهراء؟

آخر تحديث 2019-12-05 00:00:00 - المصدر: الحرة

نقلا عن "ارفع صوتك"/

سمعه الناس معاتبا نفسه نادما خلال مراسم تشييع ابنته على الطريق بين بغداد والمدافن في النجف، لأنه لم يستجب لتهدديد المسلحين الذين حذروه من الاستمرار في مساعدة المتظاهرين.

ولكن من كان يتصوّر هذا السيناريو الذي ظنّه العراقيون في هذه اللحظات التاريخية من وحدتهم وثورتهم سيصبح "نسياً منسياً"؟

وفي مقابلة مع قناة محلية من بيت العزاء للقتيلة، زهراء علي سلمان (19 عاماً)، يقول والدها علي القصاب، إنها اختطفت قرب منزل العائلة.

وبعد نحو 10 سعات على اختطافها، ألقى مجهولون بجثتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة امام إحدى المستشفيات، حسب ما يوضح الوالد المفجوع.

ويضيف، بأسى عميق، "أنا أتحمل ضريبة مقتلها، أنا كنت آخذها معي للمظاهرات. وكنا فقط ندعم المتظاهرين لا أكثر ولا أقل".

مصدر خاص لـ"ارفع صوتك"، أكد الرواية المتداولة في مواقع التواصل حول التعذيب الذي تعرضت له قبل موتها.

وقال الأب إن "أحد الأطباء أكد أن ما تعرضت له من ضرب بأدوات معدنية أدى لتكسير عظامها، دام نحو 7 ساعات، بالإضافة للصعقات الكهربائية".

ويضيف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن زهراء وُجدت ملقاة على رصيف في منطقة بمدينة الصدر، مشيرا "دفنت ويداها ملتصقتان، إذ لطول مدة تقييدها وموتها على هذا الحال بقيت يداها كما هما".

يذكر أن زهراء هي الابنة الكبرى، ولديها أخت وأخ أصغر منها، وهي من أقلية الأكراد الفيليين التي تسكن بغداد.

وكان موقع "ارفع صوتك" نشر تقاريرا عدة عن هذه الأقلية، وما تعرضت له من اضطهاد وتهجير قسري وإبادة واعتقالات على يد النظام البعثي بزعامة صدام حسين.

ويعاني الفيليون من"عدم الاعتراف بهم كمكون ديني أو قومي، فالأكراد يحسبونهم على العرب الشيعة والعرب يحسبونهم على الأكراد، ما يجعلهم يدفعون ثمن أي مشكلة أو خلاف بين العرب والأكراد أو الشيعة والسنة".

ووصف عشرات العراقيين هذه الجريمة بـ"البشعة" والعمل "الإرهابي" وهو نفسه ما كتب في لافتة العزاء.

من جهتها، أدانت اللجنة المنظمة لمظاهرات "ثورة تشرين" ما وصفته بـ"اغتيال" الطالبة الشابة زهراء علي سلمان.

وقالت، في بيان على مواقع التواصل، إن "ميليشيات طائفية اختطفت زهراء وقامت بتعذيبها بوحشية بالكهرباء والآلات الحادة.. ولم يكن لها ذنب سوى أنها كانت تريد وطنا خالياً من إيران وبعيدا عن المحاصصة الطائفية، يعكس الوجه الحقيقي لشعب العراق العظيم".

وكان عشرات النشطاء في مواقع التواصل، نقلوا خبر اختطاف ومقتل زهراء، والتعذيب الذي تعرضت له.

وأعرب العديد عن غضبهم إزاء ما وصفوه بالاستهانة بالدماء ووجهوا أصابع الاتهام نحو جهات مسلحة بعينها، فيما أكد البعض الآخر أن هذه الجرائم التي تبتغي في الأساس بث الخوف وإحباط المظاهرات، لن تزيدهم إلا إصرارا على مواصلة الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم كاملة.