ندد آية الله العظمي علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، اليوم الجمعة بقتل وخطف المحتجين في الآونة الأخيرة وحث الدولة على السيطرة على استخدام الأسلحة.
ودعا السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء اليوم الجمعة القوات المسلحة إلى أن تظل مهنية وموالية للدولة وبعيدة عن النفوذ الأجنبي.
وتجتاح احتجاجات مناهضة للحكومة العراق منذ أكثر من شهرين. وقُتل أكثر من 440 شخصا منذ الأول من أكتوبر تشرين الأول وفقا لإحصاء أجرته رويترز.
وللسيستاني، الذي نادرا ما يتدخل في أمور السياسة باستثناء في أوقات الأزمات، تأثير كبير على الرأي العام في العراق ذي الأغلبية الشيعية.
وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته الشهر الماضي بعدما سحب السيستاني دعمه للحكومة.
ومن جهتها أكدت المرجعية الشيعية العليا في العراق اليوم الجمعة أن على المتظاهرين اتباع الاساليب السلمية كونها الشرط الاساس للانتصار في معركة الاصلاح ومما يدعو إلى التفاؤل أن المشاركين في المظاهرات والاعتصامات يدركون اهميتها.
وقال أحمد الصافي معتمد المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الأمام الحسين وسط مدينة كربلاء أمام آلاف من المصلين “إن أمام المتظاهرين اليوم معركة مصيرية وهي معركة الاصلاح والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد وأن العراقيين قادرون على خوض معركة الاصلاح”.
وأضاف “أن يكون بناء الجيش وسائر القوات المسلحة العراقية وفق أسس مهنية رصينة، بحيث يكون ولاؤها للوطن وتنهض بالدفاع عنه ضد أي عدوان خارجي، وتحمي نظامه السياسي المنبعث عن إرادة الشعب وفق الأطر الدستورية والقانونية”.
وأكد أنه أمام العراقيين ” اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي معركة الإصلاح والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد، وقد سبق أن أكّدت المرجعية الدينية في خطبة النصر قبل عامين (ان هذه المعركة ـ التي تأخرت طويلا لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب إن لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الارهاب قادرون على خوض غمار هذه المعركة والانتصار فيها أيضاً إن أحسنوا ادارتها”.
وقال “من المؤكّد أن إتّباع الأساليب السلمية هو الشرط الأساس للانتصار فيها، ومما يدعو الى التفاؤل هو إن معظم المشاركين في التظاهرات والاعتصامات الجارية يدركون مدى أهمية سلميّتها وخلوها من العنف والفوضى والإضرار بمصالح المواطنين، بالرغم من كل الدماء الغالية التي اريقت فيها ظلماً وعدواناً، وكان من آخرها ما وقع في بداية هذا الاسبوع من اعتداء آثم على الأحبة المتظاهرين في منطقة السنك ببغداد حيث ذهب ضحيته العشرات منهم بين شهيد وجريح”.
يشار إلى أن العراق يشهد مظاهرات منذ بداية شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، مطالبة بإجراء إصلاحات دستورية ووزارية وتوفير فرص عمل وإلغاء المحاصصة وبمكافحة الفساد ،تخللتها مصادمات مع قوات الأمن.
وأسفرت هذه المصادمات عن مقتل 460متظاهرا وإصابة 20الف آخرين.