قال المرجع السيستاني اليوم إن العراق أمامه معركة مصيرية ضد الفساد والفشل في إدارة الدولة سينتصر فيها برغم أنها أشد من المعركة ضد الإرهاب، وطالب ببناء الجيش على أسس مهنية وطنية، وحصر كل السلاح في يد الدولة. وأكد أن سلمية الاحتجاجات اساس نجاحها برغم كل الدماء الغالية التي اريقت فيها ظلماً وعدواناً.
دعوة الى جيش مهني ولاؤه للوطن
تلى السيد أحمد الصافي خطيب جمعة كربلاء معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في المدينة العراقية الجنوبية وتابعتها "إيلاف" بيانا للمرجع عن التطورات الجارية في البلاد اكد فيه على ضرورة أن يكون بناء الجيش وسائر القوات المسلحة العراقية وفق اسس مهنية رصينة بحيث يكون ولاؤها للوطن وتنهض بالدفاع عنه ضد أي عدوان خارجي وتحمي نظامه السياسي المنبعث من ارادة الشعب وفق الأطر الدستورية والقانونية.
ودعا الى العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة واعادة اعمارها وتمكين اهلها النازحين من العودة اليها بعز وكرامة.
انهاء حقبة من الفساد والفشل
اضاف السيستاني ان أمام العراقيين اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) والعمل على انهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في ادارة البلد، حيث ان هذه المعركة ـ التي تأخرت طويلًا - لا تقلّ ضراوة عن المعركة ضد الارهاب إن لم تكن أشد وأقسى والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الارهاب قادرون على خوض غمار هذه المعركة والانتصار فيها أيضاً إن أحسنوا ادارتها.
إخضاع كل السلاح لسلطة الدولة
واشار السيستاني الى إن ما تكرر خلال الايام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف يؤكد مرة أخرى ضرورة أن يخضع السلاح ـ كل السلاح ـ لسلطة الدولة وعدم السماح بوجود أي مجموعة مسلحة خارج نطاقها تحت أي اسم أو عنوان.. لافتا الى ان استقرار البلد والمحافظة على السلم الاهلي فيه رهن بتحقيق هذا الامر "وهو ما نأمل أن يتم في نهاية المطاف نتيجة للحركة الإصلاحية الجارية".
سلمية الاحتجاجات شرط لناجحها
وشدد السيستاني على انه من المؤكّد أن إتّباع الاساليب السلمية هو الشرط الاساس للانتصار في معركة الاصلاح. واوضح ان ما يدعو الى التفاؤل هو أن معظم المشاركين في التظاهرات والاعتصامات الجارية يدركون مدى أهمية سلميّتها وخلوها من العنف والفوضى والإضرار بمصالح المواطنين بالرغم من كل الدماء الغالية التي اريقت فيها ظلماً وعدواناً، وكان من آخرها ما وقع في بداية هذا الاسبوع من اعتداء آثم على الأحبة المتظاهرين في منطقة السنك في بغداد، حيث ذهب ضحيته العشرات منهم بين شهيد وجريح في اشارة الى مهاجمة مسلحين ينتمون إلى ميليشيات موالية لايران للمتظاهرين في هذه المنطقة في وسط بغداد.
نص بيان السيستاني عن آخر التطورات الحاصلة في العراق:
جاء في نص بيان المرجع السيستاني حول التطورات الحاصلة في البلاد والذي حصل عليه "إيلاف" مايلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
مرّت قبل أيام الذكرى السنوية الثانية لإعلان النصر على داعش في المنازلة التاريخية الكبرى التي خاضها العراقيون وابلوا فيها بلاءً حسناً لتحرير اجزاء غالية من وطنهم سبق أن استولى عليها التنظيم الارهابي، وقد قدّموا في هذا الطريق طوال ما يزيد على ثلاثة اعوام عشرات الآلاف من الشهداء واضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، وسطّروا صفحات مشرقة من تاريخ العراق بأحرف من عزّ وإباء، ورسموا خلالها أجمل صور البطولة والفداء، دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين جميعاً نستذكر بإجلال واكبار الشهداء الابرار الذين سقوا تراب الوطن بدمائهم الزكية فارتقوا الى أعلى درجات المجد والكرامة، ونتوجّه بأسمى آيات الاحترام والتقدير الى الاحبة من أسرهم وعوائلهم، والى الاعزة الجرحى والمعوقين، والى المقاتلين الابطال الذين لا يزال الكثير منهم يواصلون الذود عن الحمى ويواجهون بقايا الارهابيين بكل بسالة، ويتعقبون خلاياهم المستترة في مختلف المناطق من غير كلل أو ملل، فلهم جميعاً بالغ الشكر وخالص الدعاء.
ولا بد من أن نعيد اليوم التأكيد على ما سبق ذكره من ضرورة أن يكون بناء الجيش وسائر القوات المسلحة العراقية وفق اسس مهنية رصينة، بحيث يكون ولاؤها للوطن وتنهض بالدفاع عنه ضد أي عدوان خارجي، وتحمي نظامه السياسي المنبعث من ارادة الشعب وفق الأطر الدستورية والقانونية.
كما نعيد التأكيد على ضرورة العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة واعادة اعمارها وتمكين اهلها النازحين من العودة اليها بعز وكرامة.
ايها العراقيون الكرام
ان أمامكم اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) والعمل على انهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في ادارة البلد، وقد سبق أن أكدت المرجعية الدينية في خطبة النصر قبل عامين (ان هذه المعركة ـ التي تأخرت طويلا - لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب إن لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الارهاب قادرون ـ بعون الله تعالى ـ على خوض غمار هذه المعركة والانتصار فيها أيضاً إن أحسنوا ادارتها) ومن المؤكّد أن إتّباع الاساليب السلمية هو الشرط الاساس للانتصار فيها، ومما يدعو الى التفاؤل هو أن معظم المشاركين في التظاهرات والاعتصامات الجارية يدركون مدى أهمية سلميّتها وخلوها من العنف والفوضى والإضرار بمصالح المواطنين، بالرغم من كل الدماء الغالية التي اريقت فيها ظلماً وعدواناً، وكان من آخرها ما وقع في بداية هذا الاسبوع من اعتداء آثم على الأحبة المتظاهرين في منطقة السنك ببغداد حيث ذهب ضحيته العشرات منهم بين شهيد وجريح.
إن هذا الحادث المؤلم وما تكرر خلال الايام الماضية من حوادث الاغتيال والاختطاف يؤكد مرة أخرى أهمية ما دعت اليه المرجعية الدينية مراراً من ضرورة أن يخضع السلاح ـ كل السلاح ـ لسلطة الدولة وعدم السماح بوجود أي مجموعة مسلحة خارج نطاقها تحت أي اسم أو عنوان. ان استقرار البلد والمحافظة على السلم الاهلي فيه رهن بتحقيق هذا الامر، وهو ما نأمل أن يتم في نهاية المطاف نتيجة للحركة الإصلاحية الجارية.
اننا إذ نشجب بشدة ما جرى من عمليات القتل والخطف والاعتداء بكل اشكاله ـ ومنها الجريمة البشعة والمروعة التي وقعت يوم أمس في منطقة الوثبة ـ ندعو الجهات المعنية الى أن تكون على مستوى المسؤولية وتكشف عمن اقترفوا هذه الجرائم الموبقة وتحاسبهم عليها، ونحذّر من تبعات تكرّرها على أمن واستقرار البلد وتأثيره المباشر على سلمية الاحتجاجات التي لا بد من أن يحرص عليها الجميع، كما نشدّد على ضرورة أن يكون القضاء العادل هو المرجع في كل ما يقع من جرائم ومخالفات، وعدم جواز ايقاع العقوبة حتى على مستحقيها الا بالسبل القانونية، وأما السحل والتمثيل والتعليق فهي بحد ذاتها جرائم تجب محاسبة فاعليها، ومن المحزن ما لوحظ من اجتماع عدد كبير من الاشخاص لمتابعة مشاهدها الفظيعة يوم أمس، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.