تستمر القوى السياسية بالحوارات المتعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة، فيما عقدت القوى الشيعية اجتماعاً موسعاً لتحديد الكتلة الأكبر، غابت عنه كتلة سائرون، التي عبرت عن رفضها العودة إلى تلك القضية.
وأعلن ناشطون في ساحة التحرير ببغداد عن نيتهم التصعيد في ما لو رُشّح رئيس وزراء غير خاضع لمعاييرهم. وفي حين دعوا إلى مليونية يوم الأحد الذي يتزامن مع انتهاء المهلة الدستورية الخاصة بتكليف رئيس وزراء جديد، أكدوا أن كل وسائل التصعيد السلمية متاحة لهم، إذا لم تلتزم السلطة بما طرحوه من مواصفات لرئيس الوزراء المقبل.
ضغوط مستمرة
وأكدت مصادر سياسية أن اجتماعاً عُقد اليوم السبت 21 ديسمبر (كانون الأول)، جمع نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي مع رئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود، للضغط عليه لاعتبار تحالف البناء الكتلة الأكبر.
وبلغ عدد المرشحين لمنصب رئيس الوزراء نحو 48 مرشحاً، ما اعتبره خبراء تأكيداً من القوى السياسية على استمرار صراعها من أجل المنصب.
ومنذ موافقة مجلس النواب على استقالة حكومة عادل عبد المهدي، بدأت القوى السياسية بطرح خياراتها، ما رأى فيه المحتجون تحدياً لإرادة الشارع العراقي.
ومن أبرز الأسماء التي طُرحت، اسم وزير التعليم العالي قصي السهيل، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق محمد شياع السوداني.
وأوضحت مصادر سياسية أن كل تلك الأسماء، مدعومة من طهران، التي لا تريد خسارة حلفائها لهذا المنصب، مشيرةً إلى دخول وزير الشباب والرياضة السابق عبد الحسين عبطان، بورصة الأسماء المحتملة والمدعومة من طهران.
ليلة الحسم
في غضون ذلك، يترقب المحتجون ما ستخرج به الكتل السياسية من اتفاقات حول منصب رئيس الوزراء المقبل، محذرين من أن أي مخرجات لا ترضيهم ستدفعهم إلى تصعيد كبير وإعلان القطيعة مع السلطة.
ويقول الناشط علاء الربيعي، إن "المحتجين بانتظار ليلة الحسم لاتخاذ خطواتهم المقبلة". وأضاف لـ"اندبندنت عربية" "على السلطة الرضوخ لمطالبنا وإلاّ جرتنا إلى تصعيد أكبر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يستبعد المحتجون اتخاذ كل خطوات التصعيد السلمية، بما في ذلك اقتحام المنطقة الحكومية المعروفة بـ "المنطقة الخضراء"، مشيرين إلى أن هناك تنسيقاً يجري مع زملائهم في المحافظات الأخرى، كالنجف والبصرة، التي تمتلك أوراق ضغط كبيرة.
من جانبه، يقول الناشط محمد النائلي، إن "المحتجين يتحركون ضمن المنطقة السلمية في فرز أوراقهم التصعيدية، وتبدأ من التمدد الأفقي من ساحة التحرير وقطع الجسور ولا تنتهي بدخول الخضراء، خصوصاً في حالة تكليف أحد صقور العملية السياسية مثل السهيل أو عبطان".
تصعيد خطير
ويرى خبراء أن الدعم الذي يحظى به المحتجون من المرجعية الدينية يشكل دافعاً كبيراً لهم للاستمرار والتصعيد، محذرين من تعنت الطبقة السياسية الذي سيؤدي إلى تدهور أمني في ظل السلاح المنفلت.
ويقول المحلل السياسي واثق الهاشمي، إنه "إذا لم يتم اختيار رئيس وزراء جديد وفق مواصفات المحتجين، فإن تصعيد الاحتجاجات سيكون كبيراً"، كاشفاً لـ"اندبندنت عربية" عن أن "هناك دعماً من رئيس الجمهورية لاختيار شخصية مستقلة بعيدة من الأحزاب على الرغم من إصرار كتلة البناء على تقديم مرشحها".
48 مرشحاً
ولمنصب رئيس الوزراء أهمية سياسية كبيرة في العراق، حيث يوضح خبراء أن كثرة عدد الترشيحات تؤكد رغبة الأحزاب في الاستحواذ عليه مرة أخرى.
ويقول الباحث السياسي هشام الموزاني، إن "القوى السياسية ستحاول فرض رؤيتها بصورة مخففة، لكن فرض رؤيتها هو الهدف الأهم لديها"، مبيناً أن "فرض رئيس الوزراء من قبل الجماهير سيعد سابقة ترى القوى السياسية أنها ستسبب لها مشكلات مستقبلية".
ويوضح أن "لدى المتظاهرين وسائل عدة للتصعيد بإمكانها إلحاق خلل كبير في المنظومة السياسية".