في خضم المواقف المتلاحقة جراء العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية في العراق، ونتج عنها مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً، يوم الجمعة، من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بحثا فيه التطورات في العراق.
واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر في المنطقة، كما بحثا ما يمكن عمله للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط في هذه الفترة المضطربة.
وقال بومبيو، إنه ناقش في الاتصال الهاتفي مع ولي العهد السعودي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لحماية الأميركيين".
وذكر بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، أن بومبيو شكر الأمير محمد بن سلمان على "دعم السعودية الراسخ وإدراكها للتهديدات العدوانية الإيرانية".
وكان مصدر سعودي مسؤول أكد "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة".
وأضاف المصدر، "السعودية تتابع الأحداث التي تجري في العراق، التي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي سبق أن شجبتها وحذرت الرياض من تداعياتها في وقت سابق".
ويشير المصدر إلى "حالة اللا استقرار التي تعيشها المنطقة وضرورة إيقافها"، التي عززت من وجود الجماعات الإرهابية "ومع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل الميليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها".
ودعت الرياض إلى أهمية ضبط النفس لاحتواء الأزمة من التفاقم والخروج عن السيطرة، قائلة "السعودية وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه".
الموقف الرسمي للطرفين
وأثار الحادث ردود أفعال من مختلف دول العالم، وقف بعضها إلى جانب الإجراء العسكري المُتخذ من قبل إدارة ترمب، في حين استنكر البعض العملية، وهم القريبون من طهران، وحث آخرون على أهمية ضبط النفس واحتواء الأزمة من التطور.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء الرد الفعل الأولي من إيران متطابقاً بين قيادته، إذ اتفق روحاني في تعليقه مع المرشد الأعلى الذي "توعد بالانتقام".
وقال روحاني، "الانتقام لن يقتصر على الجمهورية الإسلامية"، بل سيشمل من وصفهم بـ"الدول الحرة" التي ستشاركهم "الانتقام من واشنطن".
ووصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف العملية بـ"العمل الإرهابي الدولي"، قائلاً "إن ما قامت به الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني (القوة الأكثر فعالية في محاربة داعش، وجبهة النصرة، وتنظيم القاعدة وسواها)، هو تصعيد خطير للغاية وطائش".
في حين جاءت ردود فعل واشنطن منقسمة على أساسٍ حزبي، فما أن رحب السناتور الجمهوري ليندسي جراهام المقرب من الرئيس، واصفاً إياه بـ"العمل الشجاع ضد العدوان الإيراني"، إلا وأبدى الديموقراطي جو بايدن تحفظه على العملية، واصفاً إياها بـ"إلقاء إصبع ديناميت في برميل"، محذراً من "تصعيد هائل" في المنطقة جراء العملية.
في حين بارك السناتور الجمهوري توم كوتون العملية، قائلاً "الجنرال سليماني نال ما يستحقه"، في الوقت الذي أخذت فيه رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي موقفاً "ديموقراطياً" تقليدياً حين وصفت الضربة ضد سليماني بأنها "تصعيد خطير للعنف".