"جهّز خوذتك".. ساحة التحرير تستعد لتصعيد مليوني "متعدّد الرسائل"

آخر تحديث 2020-01-09 00:00:00 - المصدر: الترا عراق

أكثر من 100 يوم على انطلاق الاحتجاجات التي استخدم فيها المتظاهرون عدة أوراق للضغط وإدامة زخم الساحات، خاصة في حالات الفتور والتباين في الحضور الذي مرت به. ومنذ اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، تصدر الصراع بين أمريكا وإيران الواجهة، فيما يحاول المتظاهرون إعادة حضور الاحتجاج كما كان في أيامه الأولى.

نشطاء أطلقوا دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهرة مليونية في يوم الجمعة المصادف 10 كانون الثاني للتأكيد على المطالب السابقة

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة إلى تنظيم تظاهرة مليونية يوم الجمعة المصادف 10 كانون الثاني/يناير في ساحة التحرير، وساحات الاحتجاج الأخرى، فيما تهدف التظاهرة إلى التأكيد على موقف الساحة من الأزمة بين واشنطن وطهران، والتذكير بالمطالب، بحسب ناشطين، بالوقت الذي رفع فيه محتجون، لافتات دعت إلى تحضير لوازم الاحتجاج في حال استخدمت السلطات وسائل القمع، مثل مشروب "الببسي" و"الخوذ" التي تحمي الرؤوس من القنابل المسيلة للدموع. 

جمعة الرسائل

يتفق المحتجون على تراجع الأعداد خلال الأيام الماضية في ساحات التظاهر، بالإضافة إلى غياب العوائل بشكل لافت عنها، حيث أدت الأحداث المتسارعة إلى شعور بالحاجة لتظاهرة مليونية بأقرب وقت ممكن تعيد الزخم للساحات وتعطي رسائل عديدة، بحسب الناشط محمود حميد. 

اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات الرد الإيراني.. هل تجنب الاحتجاجات العراق حربًا بالوكالة؟

 يقول محمود لـ"ألترا عراق"، إن "الفتور الذي أصاب الساحة، دفعنا إلى الدعوة والتحشيد إلى التظاهرة، بالإضافة إلى التركيز على موقفنا بالنأي بالاحتجاج وإبعاده عن المحاور المتصارعة، وتفعيل الاحتجاجات من خلال جعلها الحدث الأبرز في الواجهة الإعلامية بعد هيمنة الصراع الأمريكي الإيراني على أذهان الناس، بالإضافة إلى إعادة العوائل إلى ساحات الاحتجاج بوصفها دليلًا على التضامن الاجتماعي مع الثورة ومطالبها".

وحول توقيت التظاهرة، أوضح محمود في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "العرف الاحتجاجي جعل يوم الجمعة موعدًا لكثير من الدعوات، وعلى ضوء ذلك حُدد 1 كانون الثاني/يناير موعدًا للتظاهرة، مبينًا أنه "لاحقًا لاحظنا أن التوقيت يعطي انطباعًا بأنه لا يختلف عن الدعوة الأولى في مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2019، وهذا ساعد بالانتشار والتحشيد، خاصة وإن الكثير من المحتجين ركزوا على جزئية إن لم تشارك في الاحتجاجات في جولتها الأولى نصرةً للوطن ولحقوقك، فشارك في هذه التظاهرة من أجل دماء الشباب والجرحى والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمخطوفين".

البرلمان هدفنا.. لسنا مع أحد!

لم يكن الحراك الاحتجاجي بعيدًا عن الصراع الأمريكي الإيراني، حيث تحاول أطراف عديدة لتوظيفه بوصفه جزءًا من الأزمة، وأحد الأدوات واشنطن ضد طهران ووكلائها في العراق، بحسب جمال حسن.

يعتقد حسن، وهو متظاهر في ساحة التحرير، أن "أطرافًا عديدة تحاول حساب الاحتجاج على المحور الأمريكي من خلال ماكيناتها الإعلامية، وهي محاولة لإحداث شرخ اجتماعي والتثقيف ضده من خلال العزف على وتر عقائدي" مؤكدًا أن "معظم من في ساحة التحرير يتفقون أن أمريكا هي أس الخراب الذي حل في البلاد، وهي من أسّست شكل النظام الحالي وساعدت على نشوء وتمتين المحاصصة التي نشهد اليوم تحكمها بمصيرنا".

متظاهر لـ"ألترا عراق": بعض الأطراف تحاول حساب الاحتجاج على المحور الأمريكي، وهي محاولة للتثقيف ضد التظاهرات من خلال العزف على وتر عقائدي

عزا حسن خلال حديث لـ"ألترا عراق"، إصدار مجموعة من خيام الاعتصام بيان هاجم البرلمان على خلفية تصويته على قرار إخراج القوات الأجنبية من العراق إلى أن "المتظاهرين يعتبرون البرلمان هو المشكلة الأساسية في الأزمة، حيث تتعامل ساحات الاحتجاج منذ اليوم الأول مع البرلمان على أنه المسؤول الأول على تنفيذ مطالبه، فضلًا عن صمته على مقتل وإصابة أكثر 22 ألف محتج، بالإضافة إلى الخطف والتغييب الذي تعرض له ناشطون بمختلف المحافظات".

اقرأ/ي أيضًا: 

"فيتو" المتظاهرين يواجه "العصي".. العگيلي منتحرًا بأمر الشعب

الصدر "يرث" سليماني والمهندس.. هل تتسع العباءة لـ "الميليشيات" والتحرير؟!