ألترا عراق ـ فريق التحرير
أكدت المرجعية الدينية، على ضرورة تخلي الأطراف السياسية عن مصالحها من أجل حلحلة الأزمة الراهنة، وتحقيق الاستقرار في العراق، وإبعاد النفوذ الأجنبي عن البلاد، منتقدة ضعف السلطات المعنية بمواجهة الانتهاكات للسيادة العراقية، فيما أشارت إلى أهمية أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته، بينما رفع متظاهرون شعارات ضد ما اسموها "حرب الغرباء" بعد خطاب السيستاني.
السيستاني: لا تضيّعوا فرصة التوصل إلى أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته
قال احمد الصافي، ممثل المرجعية، في خطبة الجمعة، التي تابعها "ألترا عراق"، إنه "في أوقات المحن والشدائد تمسّ الحاجة إلى التعاون والتكاتف، ولا يتحقق ذلك إلا مع استعداد جميع الأطراف للتخلي ولو عن جزء من مصالحهم الذاتية وترجيح المصالح العامة عليها".
اقرأ/ي أيضًا: "جهّز خوذتك".. ساحة التحرير تستعد لتصعيد مليوني "متعدّد الرسائل"
أضافت المرجعية أن "التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانبًا من القوة والنفوذ والإمكانات ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين سيؤدي إلى استحكام الأزمة واستعصائها على الحل, وبالتالي ربما يخرج الجميع منها خاسرين، وتكون الخسارة الأكبر من نصيب البلد وعامة الناس الذين ليس لهم دخل في الصراعات الداخلية والخارجية الجارية ولا يعنيهم أمرها بمقدار ما يهمهم أمن بلدهم واستقراره والمحافظة على استقلاله وسيادته وتوفير حياة حرة كريمة لهم ولأولادهم".
أوضحت المرجعية على لسان الصافي أن "ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية مع ضعف ظاهر للسلطات المعنية في حماية البلد وأهله من تلك الاعتداءات والانتهاكات هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة، والمطلوب من الجميع أن يفكروا مليًا فيما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا لم يتم وضع حد لها بسبب الإصرار على بعض المواقف ورفض التزحزح عنها، مبينةً أن "من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تفاقم المشاكل في مختلف جوانبها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يفسح المجال للآخرين بمزيد من التدخل في شؤون البلد وانتهاز الفرصة لتحقيق مطامعهم فيه".
أشارت إلى أن "شعور الجميع بالمسؤولية الوطنية وترجمة هذا الشعور إلى مواقف مؤثرة في وضع حل للازمة الحالية بالاستجابة لمتطلبات الإصلاح وفق الخارطة التي تكرر الحديث بشأنها يشكّل المخرج الصحيح من هذه الأزمة لو اريد انهاؤها بنتيجة مقبولة، بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء هذا البلد في مختلف الجبهات والساحات".
لفتت إلى أنه "كفى الشعب ما عاناه من حروب و محن وشدائد على مختلف الصعد طوال عقود من الزمن في ظل الأنظمة السابقة وحتى النظام الراهن، فلترتق الأطراف المعنية إلى مستوى المسؤولية الوطنية ولا يضيعوا فرصة التوصل إلى رؤية جامعة لمستقبل هذا الشعب يحظى فيه بما حلم به الآباء ولم يتحقق للأبناء إلى هذا اليوم، وهو أن يكون العراق سيد نفسه يحكمه ابناؤه ولا دور للغرباء في قراراته، يستند الحكم فيه إلى إرادة الشعب ويكون حكمًا رشيدًا يعمل لخدمة جميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية، ويوفر لهم العيش الكريم والحياة السعيدة في عزّ وأمان، متساءلة "وهل هذا كثير على هذا البلد العزيز مع ما يمتلكه من عقول نيرة وامكانات هائلة؟".
وبعد ساعات من خطبة المرجعية، شهدت مدينة النجف، تظاهرات حاشدة رفعت شعارات تطالب بإنجاز مطالب الاحتجاجات، رافضةً تحول البلاد إلى "مسرح حرب للغرباء".
رفض المتظاهرون في النجف أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات "بين الغرباء"
واحتشد المتظاهرون، ـ بحسب مراسل "ألترا عراق"ـ في ساحة الصدرين وسط المدينة، مطالبين بالإسراع باختيار حكومة انتقالية مهمتها الأساسية محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين والتمهيد لانتخابات مبكرة، فيما أعلن المتظاهرون رفضهم تحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات "بين الغرباء"، وذلك بعد ساعات من خطاب المرجعية الدينية في النجف.
اقرأ/ي أيضًا:
الحرس الثوري يبدأ عمليات "الانتقام" لسليماني من العراق.. وترامب "يراقب"
بعد تعليق خامنئي.. تقرير أمريكي يحلل هجمات الحرس الثوري: قد تكون "خديعة"