"المالكي وكوثراني وآخرون".. تحذير من شخصيات ستكمل مخطط سليماني بالعراق

آخر تحديث 2020-01-12 00:00:00 - المصدر: الحرة

ملف تعيين رئيس وزراء في العراق، لا يزال التحدي الأكبر في نضال المتظاهرين ضد النفوذ الإيراني، فرغم مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني بضربة أميركية، تصر طهران عبر وكلائها على تعيين رجل يدين بالولاء لنظامها.

ويعتقد محللون سياسيون عراقيون أن الولايات المتحدة مطالبة بمساعدة العراق في الوقت الحالي عبر تبني مطالب المتظاهرين في الشارع، واستغلال فرصة مقتل رجل التدخلات الإيرانية في البلاد قاسم سليماني.

ويعتقد هؤلاء أن ما قامت به واشنطن من قتل لسليماني ليس كافيا من أجل ضمان عدم تدخل طهران في شؤون بغداد، وأن تأثيرات إيران في الداخل العراقي يجب إقصاؤها عبر دعم أميركي لمطالب المتظاهرين في الشوارع، إذ أن غياب سليماني لا يعني غياب التدخلات الإيرانية، حيث سيمارس هذا الدور عراقيون موالون لإيران مثل نور المالكي وهادي العامري وغيرهم لضمان تعيين رئيس وزراء موال لطهران.

مظاهرات في ذي قار بالعراق ضد الطبقة السياسية والتدخل الإيراني

ويحذر المحلل السياسي هيثم الهيتي في حديث لـ"موقع الحرة" من إن عددا من الشخصيات العراقية الموالية لإيران "ستسعى جاهدة إلى القيام بدور سليماني في الداخل العراقي مثل نور المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي ومحمد كوثراني مسؤول ملف العراق في حزب الله بلبنان".

وأضاف أن واشنطن يجب ألا تترك العراق من دون دعم، مشيرا إلى أن الدعم المطلوب هذه المرة يجب أن يكون بصورة مختلفة عما كانت تقوم به سابقا، ويجب أن تكون خارطة الدعم مرتبطة بمطالب المتظاهرين العراقيين.

ويؤكد الهيتي أن واشنطن أصبحت على خبرة ودراية بشكل كبير في شؤون الداخل العراقي بعد نحو 16 عاما من التعاون ووجودها في البلاد، ويجب أن تستغل هذه الخبرة في دعم تبني إيجاد "قادة جدد" للعراق يلبون مطالب المتظاهرين.

ويعتقد المحلل السياسي عبد الأمير المجر في حديث مع "موقع الحرة" أن أي مناورة من أذرع إيران داخل العراق لتعيين رئيس وزراء موال لها "محكوم عليها بالفشل".

وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك سريعا، وأن تدعم مطالب المتظاهرين وتضفي عليها طابعا شرعيا، وذلك من خلال ربط برامج الدعم والمساعدات بمطالب الشارع العراقي.

وأشارالمجر إلى أن مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس يشكل نقطة إيجابية تدفع نحو تثبيط قوى الشد العكسي الموالية لطهران وترسل لهم رسائل واضحة بأن التدخل الإيراني مرفوض شعبيا ودوليا.

قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني

وتعتقد الكاتبة في "موقع الحرة" نجاة السعيد أن حكام العراق اعتبروا أن الضربة الأميركية التي قتلت سليماني، ووقوف الولايات المتحدة مع المتظاهرين العراقيي، قرار أميركي بإنهاء حقبة نظام 2003، لذلك كانت ردة الفعل هستيرية ولا تختلف عن انفعالية وغضب الميليشيات مثل إلغاء اتفاقيات التعاون الأمنية والعسكرية، والدعوة لطرد القوات الأميركية.

"الفساد علامة تجارية لنظام خامنئي"

وكان تقرير أعده الدبلوماسي الأميركي السابق دينيس روس ودانا سترول من معهد واشنطن نشرته مجلة "فورين بوليسي" قد دعا الولايات المتحدة إلى التركيز على ما يمكن لواشنطن أن تقدمه لمنطقة الشرق الأوسط وبما يميزها عن الأطراف الأخرين بأن تتبنى مطالب الشارع.

وأشار إلى اسم إيران يرتبط بفساد الزعماء في العراق ولبنان بحيث أصبح الفساد كعلامة تجارية لنظام "خامنئي"، فحيثما حل الفساد في هذه الدول حلت إيران أيضا، فيما يشكل هذا الأمر فرصة للولايات المتحدة من أجل حشد جهودها في دعم مطالب المواطنين الذين يتظاهرون بالشوارع.

وذهب التقرير إلى أن الإدارة الأميركية مطالبة بحشد الدعم اللازم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لإتمام هذا الأمر وإجراء تحول أساسي في سياستها من أجل استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وذكر أنه يجب تعزيز الشراكات مع دول المنطقة من خلال اتفاقيات من خلال الكونغرس ترتبط بجداول زمنية، وذلك بهدف إرسال إشارة هامة للمنطقة بعيدا عن التقلبات الحادة والرسائل المختلطة من الإدارة الأميركية.

ودعت المقترحات إلى عدم إغفال المطالبات الشعبية في كلا البلدين، وربط الدعم والإصلاح بتحقيق هذه المطالبات، وتكثيف الدعم المخصص للوزارات المدنية، وما يمكن أن يعزز من هذا الأمر وجود خبرة كافية لدى الأجهزة الأميركية في التعامل مع مساعدات من هذا النوع وتقديم الخبرة الفنية فيها أيضا، وهو ما لا تستطيع إيران توفيره في لبنان أو العراق.

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة لديها فرصة سانحة لتقديم ما لا تستطيع إيران تقديمه، وذلك باستشعار الرغبة بالتغيير التي يقودها الشعبان في العراق ولبنان، والتي ربما لن تستقر الأوضاع في هذه الدول من دون أن يحصل تغيير حقيقي فيها.

ويطالب المتظاهرون في بغداد ومدن جنوبية منذ الأول من أكتوبر بـ "إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 16 عاما، ويتهمها المتظاهرون بالفساد والفشل في إدارة البلاد.

وقتل أكثر من مئات العراقيين وأصيب عشرات الآلاف بجروح جراء استخدام القوات الأمنية ومسلحون تابعون للميليشيات الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فيما استهدفت الميليشيات الموالية لإيران الناشطين بالقتل والخطف.