سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا مساء اليوم الاثنين في محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد، بحسب ما أفاد مصدر أمني وشهود وكالة الصحافة الفرنسية، من دون وقوع اصابات.
وسمع صحافيون من الوكالة صوت صافرات إنذار المنطقة الخضراء، في حلقة جديدة من مسلسل الهجمات على المصالح الأميركية في العراق.
في المقابل، قُتل أربعة محتجين عراقيين وأصيب العشرات في اشتباكات جديدة اليوم الاثنين بين متظاهرين مناهضين للحكومة وقوات الأمن، بينما كانوا يحاولون إغلاق الطرق الرئيسية داخل بغداد وحولها.
وقالت مصادر طبية وأمنية إن 3 محتجين قتلوا في بغداد، بينهم متظاهر أصيب برصاص حي وآخر بعبوة غاز مسيل للدموع أدت إلى وفاته. وقتل متظاهر رابع في مدينة كربلاء.
وأوردت مصادر أمنية أن اثنين من أفراد الشرطة قتلا إثر دهس سيارة مجهولة لهما خلال مصادمات في تقاطع شارعي الأندلس والتجاري بالقرب من ميناء البصرة الجنوبي. كما أكد مصدر في وزارة الصحة، أن "ستة متظاهرين نُقلوا إلى مستشفى الكندي وسط بغداد إثر إصابتهم بجروح متفاوتة نتيجة تعرضهم لقنابل دخان أطلقتها قوات الأمن باتجاههم.
ويخوض آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية، في محاولة لقطع الطرق في بغداد، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأفاد صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية بأن مئات المتظاهرين احتشدوا في ساحة الطيران وسط بغداد حيث اشتبكوا مع القوات الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم.
وأقدم شبان يرتدون خوذات وأقنعة لحماية أنفسهم من قنابل الغاز المسيل للدموع، على إقامة حواجز معدنية في الشارع في محاولة لإعاقة شرطة مكافحة الشغب.
وفي جنوب العراق أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقاً رئيسية في عدة مدن، من بينها الناصرية وكربلاء والعمارة.
وكانت قوات الأمن العراقية حاولت، فجر الاثنين، التوغل إلى ساحة التحرير، المركز الرئيسي للاحتجاجات في وسط العاصمة بغداد، لفض الاعتصام بالقوة، ما أدى إلى سقوط قتيل وأكثر من 30 جريحاً، وفق مصادر صحافية.
لكن المحتجين أعلنوا، بعد حوالى ساعة من إطلاقهم نداءات للمساندة والمواجهة في ساحة الطيران، أن قوات الأمن تراجعت بعد فشل محاولتها.
وقال نشطاء، عبر "تويتر"، إن قوات مكافحة الشغب، التي استخدمت في هجومها على المعتصمين الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، تمركزت بعد انسحابها بالقرب من محطة وقود الكيلاني القريبة من ساحة الاعتصام.
وفي محافظة الديوانية، أغلق محتجون، صباح الاثنين، المداخل المؤدية إلى المحافظة، بالتزامن مع إعلان الإضراب العام فيها.
أما في النجف فيستمر قطع الطرقات والجسور الرئيسية لليوم الثاني على التوالي.
اليوم الأخير
وكان المحتجون العراقيون استأنفوا الأحد، في بغداد ومدن جنوب العراق، حركتهم الاحتجاجية عبر قطع طرقات وجسور بالإطارات المشتعلة، لممارسة ضغوط على الحكومة والبرلمان لتنفيذ إصلاحات سياسية يطالبون بها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
واحتشد المئات في ساحتي الطيران والتحرير في قلب بغداد، بعدما تراجع الزخم خلال الأيام الماضية، تأثراً بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.
وقطع المتظاهرون بالإطارات المشتعلة طرقاً رئيسية تصل وسط المدينة بشرقها. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذي ردوا برشق القوات الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى إصابة عشرة أشخاص بينهم عدد من عناصر الأمن بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحد المتظاهرين في بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذا التصعيد هو البداية. نريد إيصال رسالة إلى الحكومة بأن المهلة ستنتهي غداً وتخرج الأمور عن السيطرة". وتابع مخاطباً الساسة "لا تماطلوا (لأن) الشعب واع".
وكان المتظاهرون منحوا الحكومة الأسبوع الماضي سبعة أيام لتنفيذ مطالبهم الإصلاحية، ملوحين بالتصعيد في حال التسويف.
مقتدى الصدر
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في بيان الأحد، إلى احترام إرادة المحتجين في العراق.
وحث الصدر، الذي يقود أكبر كتلة سياسية في البرلمان، المتظاهرين على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات لتجنب إلحاق الأذى "بأمن" الشعب العراقي، داعياً السياسيين العراقيين، في المقابل، إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة وتقديم مرشح "غير مثير للجدل" لمنصب رئيس الوزراء المؤقت.
وقال الصدر "توقفوا عن المماطلة والقتال على الغنائم، لأن العراق وشعبه في خطر".
وكانت حكومة عادل عبد المهدي أعلنت استقالتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على خلفية الاحتجاجات التي طالبت بإقالة مجلس الوزراء وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء مستوى الخدمات الأساسية.