صالح من دافوس: العراق قلب الشرق الأوسط ويمر بأوقات عصيبة تتطلب مساعدتكم

آخر تحديث 2020-01-22 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس

كلكامش برس/متابعة

أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، مساء اليوم الأربعاء، أن العراق في قلب الشرق الأوسط المضطرب، وهو يمر بأوقات عصيبة تستوجب مساعدة جميع الدول وليس خلافاتها، مشددا على ضرورة ان تمد الدول يدها لإعادة إعمار العراق.

وقال صالح في كلمته بمنتدى دافوس، وتابعتها "كلكامش برس"، إنه "لن يفاجأ أحد في هذه الغرفة عندما أقول بصراحة: هذه أوقات عصيبة بالنسبة للعراق".

وأوصح "لقد ظل المتظاهرون ومعظمهم من الشباب العراقي، يتظاهرون في الشوارع منذ ما يقرب من أربعة أشهر، ووضعوا حياتهم على المحك للمطالبة بالتغيير. لديهم رغبات عميقة ومطالب بالفرص الاقتصادية العادلة ووطن، وأن يسمعوا أصواتهم وتتم الإجابة عليها".، مستدركاً "وفي الوقت نفسه، يهدد تصاعد الصراع الإقليمي سيادتنا. نحن في عين العاصفة".

وتابع صالح "لدي ثقة في أن العراق يمكن أن يرتقي إلى مستوى هذه التحديات، بدلاً من أن يقع فريسة لها. لا يزال بإمكاننا الخروج نحو بلد أفضل وأقوى وأكثر تماسكًا وازدهاراً".

وبشأن الوضع في المنطقة اكد صالح "ذكّرتنا التوترات المتصاعدة بين إيران ودول الخليج والولايات المتحدة خلال الشهر الماضي بأن طموحاتنا تظل عرضة للنزاعات السياسية الخارجة عن سيطرتنا والتدخل الأجنبي غير المرحب به".

وحذّر الرئيس صالح "لكن لا ينبغي لأي دولة أن تسعى إلى إملاء العراق على من يجب أن تكون لنا علاقات معه وكيف. يجب أن تكون سياساتنا، وروابطنا الدبلوماسية والاقتصادية، مدفوعة بمصالحنا الوطنية، وليس مصالح الآخرين، بل وحتى مصالح حلفائنا. إن سيادة العراق واستقراره يجب أن تكون المصلحة المشتركة لجيراننا وشركائنا الدوليين. ويجب ألا نعاقب على حماية مصالحنا السيادية أو السعي لتعزيز استقلالنا العسكري".

وأوضح "دعوة البرلمان العراقي الأخيرة لسحب القوات الأمريكية من بلادنا ليست علامة على الغموض أو العداوة. إنه رد فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكات لسيادة بلادهم. سيتم حل هذه القضية من خلال الحوار الذي في صميمه يجب أن تكون سيادة العراق واستقراره".

وحول العنف ضد المتظاهرين قال "إنه لأمر مدمّر ومؤلم أن أعمال العنف التي يرتكبها الخارجون عن القانون أدت إلى مقتل أكثر من 600 من المتظاهرين الأبرياء المسالمين  معظمهم من الشباب الذين ولدوا في التسعينيات وما بعدها  وكذلك العديد من رجال الأمن. أدين هذه الجرائم بأقوى العبارات، وسيتم التعامل مع مرتكبيها وفقًا للقانون. العدالة والأمن أساس الدولة والمجتمع والأمة، والاحتجاج السلمي هو حق أساسي”.

وشدد "الشباب العراقي يحتج من أجل الحصول على حياة أفضل، ووطن، والمزيد من الوظائف، وتحسين الخدمات، ووضع حد للفساد الذي أصاب بلدنا بالشلل منذ فترة طويلة. نفس الشيء أريده معهم. إنهم يريدون أن تكون الوطنية العراقية شاملة، ولا تنقسم وفقًا للهوية المجتمعية. إنهم يريدون نظاما سياسيا ديمقراطيا يعكس هويتهم الجماعية ويستعيد كرامتهم. إنهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة".

واستدرك الرئيس صالح "لن تكون هذه عملية سهل. ولا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها. نحتاج إلى استعادة ثقة العراقيين في حكومتهم وإعادة النظر في قوانيننا ودستورنا لنرى كيف يمكن إجراؤها لتجديد وتعزيز الروابط بين القادة العراقيين وشعبنا، مما يسمح للأول مرة بتمثيل الأخير بشكل كامل. نحتاج أيضًا إلى تهيئة الظروف للنمو الاقتصادي المستدام ولخلق فرص العمل لسكاننا الشباب الذين يتزايد عددهم بسرعة. إن بطالة الشباب متفشية بالفعل، وسوف تزداد سوءًا إذا لم نوفر لشبابنا التعليم والمهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح".

وختم الرئيس صالح "نحن العراقيين نعلم أن المستقبل يكمن بين أيدينا. لكننا ممتنون أيضًا لمساعدة شركائنا، من الشرق والغرب، ونعلم أن التزامهم تجاهنا أمر حيوي لنجاحنا".