أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلسلة لقاءات على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس شملت رؤساء دول ومدراء شركات وأطلق تصريحات نارية أعلن من خلالها عن توسيع حظر السفر إلى الولايات المتحدة لمواطني عدد من الدول التي أضيفت على القائمة. كل ذلك بالتزامن مع انطلاق المحاكمة الهادفة إلى تقرير مصيره في الرئاسة في واشنطن، والتي كانت قد شهدت منذ بدايتها في مجلس الشيوخ سجالاً حاداً بين الجمهوريين المدافعين عنه والمدعين العامين الديمقراطيين.
وقال ترمب خلال تواجده في دافوس إن إدارته تحضر لإضافة "بضع دول" إلى اللائحة المثيرة للجدل للدول التي يمنع على مواطنيها السفر إلى الولايات المتحدة أو يخضعون لقيود صارمة.
وأعلن من منتدى دافوس الاقتصادي "سنضيف بضع دول إليها. علينا أن نضمن أمننا. يجب أن يكون بلدنا بأمان"، مضيفاً أن أسماء تلك الدول ستعلن "قريباً جداً". وذكرت تقارير إعلامية أميركية يوم الثلاثاء أن إدارة ترمب تعتزم إضافة سبع دول إلى قائمتها لحظر السفر هي روسيا البيضاء وإريتريا وقرغيزستان وميانمار ونيجيريا والسودان وتنزانيا.
وفي يناير (كانون الثاني) 2017 وبعد مرور أسبوع واحد فقط على تولي ترمب الرئاسة، أصدر قراراً حظر من خلاله دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأميركية بشكل دائم. وهي العراق والسودان وإيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن، وبرّر ذلك بضرورة حماية الأميركيين من الإرهاب.
وأيدت المحكمة العليا قرار الرئيس الأميركي بغالبية خمسة قضاة مقابل أربعة، ووصف ترمب قرارها بـ"النصر العظيم" للشعب الأميركي على المعارضة "الهستيرية" من الديمقراطيين والإعلام.
تهديد للاتحاد الأوروبي
وصعّد ترمب الضغط على الاتحاد الأوروبي مع تهديده من جديد بفرض رسوم جمركية على صادراته من السيارات، وقال في مقابلة مع قناة "سي أن بي سي" الأميركية على هامش المنتدى "إن التفاوض مع الاتحاد الأوروبي أصعب من التفاوض مع أي أحد آخر. لقد استفادوا من بلدنا على مدى سنوات عديدة".
وأضاف "إذا لم نتوصل إلى شيء ما (اتفاق تجاري)، سأتخذ إجراءات، وستكون عبارة عن ضرائب مرتفعة جداً على سياراتهم ومنتجاتهم الأخرى (المصدرة) إلى بلدنا".
وتابع ترمب "أريد الانتظار حتى أنتهي من الصين. لا أريد أن أنشغل بالصين وأوروبا في الوقت نفسه. والآن انتهينا من الصين"، في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرمته واشنطن وبكين في وقت سابق هذا الشهر.
وخلال مؤتمر صحافي في دافوس تقرر في اللحظات الأخيرة، ردّ ترامب عند سؤاله حول ما إذا كان يأمل بالحصول على اتفاق مماثل قبل الانتخابات، "أعتقد أننا سنحصل على اتفاق قبل" الانتخابات، لكنه خفض من حدة نبرته مع إعلانه أن الولايات المتحدة مستعدة لمناقشة إصلاح "واسع للغاية" في منظمة التجارة العالمية.
شراكة أمنية أميركية عراقية
وعلى هامش المنتدى أيضاً، اتفق ترمب ونظيره العراقي برهم صالح خلال اجتماعهما على ضرورة الحفاظ على دور عسكري أميركي في العراق، وفق ما أكد البيت الأبيض في بيان جاء فيه "اتفق الرئيسان على أهمية مواصلة الشراكة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والعراق، ومن ضمنها قتال تنظيم الدولة الإسلامية". وأفاد البيان أن "الرئيس ترمب أعاد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بعراق يتمتع بالسيادة والاستقرار والازدهار".
لقاء مع الرئيس الأفغاني
كما التقى ترمب على هامش المنتدى نظيره الأفغاني أشرف غني، وقال له إنّه يطالب بخفض "كبير" في أعمال العنف المنسوبة إلى حركة طالبان بغية إجراء محادثات "جادة" حول مستقبل البلاد، وفق بيان للبيت الأبيض.
ماسك "أحد عباقرتنا العظام"
واستغل ترامب وجوده في دافوس أيضاً للقاء عدد من مدراء الشركات الأميركيين والأجانب. وأعرب الرئيس الأميركي عن "خيبة أمله الكبيرة" من الانتكاسات التي تعرضت لها طائرة 737 ماكس التابعة لشركة بوينغ. كما كرر دعوته شركة "آبل" العملاقة إلى "المساعدة" في الوصول إلى بيانات الهواتف المشفرة خلال التحقيقات الجنائية.
وأشاد ترامب في المقابل بمدير شركة تيسلا إيلون ماسك، واصفاً إياه بـ"أحد عباقرتنا العظام".