السيستاني يحث على تشكيل الحكومة... وتظاهرة للصدر ببغداد

آخر تحديث 2020-01-24 00:00:00 - المصدر: اندبندنت عربية

قبل ساعات من انطلاق تظاهرة، دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وأيدتها فصائل موالية لإيران، للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق، تعرض محتجون في العاصمة بغداد لاعتداءات من مسلحين، فجر الجمعة.

وفيما أشارت مصادر طبية إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى، تمكن المحتجون من قطع جسر محمد القاسم، الرئيسي في بغداد، وعدد من الطرقات المرتبطة به.

ومنذ انتهاء المهلة، التي منحها المحتجون للقوى السياسية في البلاد لتحقيق مطالبهم، بما في ذلك تكليف رئيس وزراء مستقل تشكيل الحكومة، شهدت مدن عراقية عديدة مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن ومسلحين مجهولين، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 متظاهراً.

وحث المرجع الشيعي علي السيستاني، اليوم الجمعة، الأحزاب السياسية على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم.

وقال السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء، "إن المرجعية الدينية تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة".

تظاهرة الصدر

شارك آلاف العراقيين في المسيرة التي دعا إليها الصدر، الجمعة. وقال شهود من وكالة "رويترز" إن المشاركين بدأوا يتجمعون في وقت مبكر في ساحة الحرية بوسط بغداد وبالقرب منها، حول الجامعة الرئيسية بالمدينة. وابتعد المحتجون عن ساحة التحرير، رمز الاحتجاجات الشعبية ضد النخبة الحاكمة في البلاد.

وارتدى بعض المشاركين أثواباً بيضاء في إشارة إلى رغبتهم في الموت دفاعاً عن بلدهم، وحمل آخرون لافتات كُتب عليها "كلا كلا أميركا، كلا كلا إسرائيل".

وقال شهود إن كتائب سرايا السلام التابعة للصدر وقوات الحشد الشعبي الشيعية كانت تحمي المحتجين.

 

وفي رسالة إلى مؤيديه، المشاركين في التظاهرة، قال الصدر إن الهدف هو جدولة خروج القوات الأميركية من العراق، معدداً خطوات تحقيق ذلك، بداية من إغلاق "القواعد العسكرية الأميركية كافة" و"مقرات الشركات الأمنية"، بالإضافة إلى إغلاق الأجواء العراقية "أمام الطيران الحربي والاستخباراتي المحتل" و"إلغاء الاتفاقات الأمنية كافة لغياب التوازن"، داعياً "دول الجوار كافة إلى عدم التدخل في تعاملنا مع المحتل في حال بقائه ورفضه إخراج قواته".

وكان ناشطون في الاحتجاجات أبدو قلقاً من دعوة الصدر، متخوفين من أن تكون قريبة من ساحة التحرير، المركز الرئيسي للاحتجاجات، وأن تؤدي إلى مواجهة.

لكن متحدثاً باسم الصدر، أوضح أن التظاهرة ستكون في مكان مختلف، وهي منطقة الجادرية القريبة من المجمع الرئاسي والمنطقة الخضراء.

وأشار صلاح العبيدي، في مقابلة أجراها مساء الأربعاء مع قناة "العراقية" الرسمية، إلى أن مسار التظاهرة غير معروف، متحدثاً عن سيناريوهات عدة. إذ من المحتمل أن ينجر المتظاهرون إلى السفارة الأميركية، وتكرار المسلسل نفسه الذي حصل الشهر الماضي وأطلق شرارة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات.

ولخص العبيد أهداف التظاهرة بمطلبين، هما خروج القوات الأجنبية من البلاد وضرب الفاسدين، موضحاً أن "الاثنين معاً هما سبب الخراب، ويحاول السيد (الصدر) أن يوائم بين الطرفين".

عنف ضد المحتجين

وشهدت حركة الاحتجاجات، التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تراجعاً، بعدما قتلت الولايات المتحدة بواسطة طائرة مسيّرة مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس قرب بغداد، ما أثار موجة غضب لدى فئات واسعة من العراقيين.

وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد، حيث تتمركز قوة أميركية في غرب العراق.

ولاستعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، بدأ المحتجون مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية، لكنهم ووجهوا بعنف متزايد أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عضو المفوضية العراقية لحقوق الإنسان علي البياتي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "العنف ضد المتظاهرين مستمر بشكل واضح".

وأضاف أن "الجماعات المسلحة المجهولة التي تستهدف المحتجين تظهر أن قوات الأمن غير قادرة على حماية المواطنين".

واتهم المتظاهرون السلطات بالازدواجية في التعاطي مع المسائل الأمنية، إذا إنها تعتقل على الفور أي شخص يقطع الطرقات بإطارات مشتعلة، ولكنها غير قادرة على اعتقال أولئك الذين خطفوا وقتلوا عشرات الناشطين.

وتجمع مئات الطلاب في البصرة صباح الخميس للاحتجاج على عمليات القتل، ورفعوا لافتات كتب عليها "أعطونا وطناً".

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 470 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية.