إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر توقفه عن دعم التظاهرات المناهضة للحكومة العراقية، وانسحاب جمهوره من الساحات، مساء السبت، قابله المحتجون بتحركات غاضبة في عدد من المدن العراقية، فجر الأحد، بعد وصفهم موقف الصدر بـ "الغدر والخيانة".
والصدر، الذي وصفته هتافات المحتجين في العاصمة بغداد بـ "ذيل" إيران، كان نظم تظاهرة، الجمعة، تطالب بخروج القوات الأميركية من البلاد، لاقت تأييداً واسعاً من الأحزاب الموالية لإيران، ما أعتبر تقارباً سياسياً بين الزعيم الشيعي وطهران.
شكوك حول تواطؤ
على أن غضب المحتجين العراقيين من انسحاب الصدر من الاحتجاجات، التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واتهامه بـ "الخيانة"، يعود إلى تزامن خروج أنصاره مع مداهمة قوات الأمن مخيمات المعتصمين في بغداد والبصرة والناصرية، في ما بدا للناشطين أنه دليل تواطؤ بين الطرفين.
وصباح الأحد، استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي مجدداً لتفريق متظاهرين في ساحتي الخلاني والوثبة بالعاصمة.
وقال مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن 17 متظاهراً على الأقل أصيبوا بجروح، بينهم ستة بأعيرة نارية.
في المقابل، رشق المتظاهرون قوات مكافحة الشغب بالحجارة وألقوا زجاجات المولوتوف عليها.
وفي الناصرية جنوباً، استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي أيضاً، لكن لم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات.
وكان أنصار الصدر غادروا مخيمات الاعتصام خلال ساعات الليل.
ومنذ انطلاقها، دعم مؤيدوه الاحتجاجات. وفي بعض الأحيان، لعبوا دوراً في حماية المعتصمين من هجمات قوات الأمن ومسلحين مجهولين.
رصاص وغاز
قالت مصادر في الشرطة وأخرى طبية إن قوات الأمن العراقية أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع، السبت، أثناء مداهمتها ساحات الاحتجاج في العاصمة ومدينتي البصرة والناصرية، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرات.
وقال صحافيون من وكالة "رويترز" إن اشتباكات وقعت بعدما شرعت السلطات في إزالة حواجز خرسانية قرب ساحة التحرير، حيث يعتصم المحتجون المناهضون للحكومة منذ أشهر، وعلى جسر رئيسي واحد على الأقل على نهر دجلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مدينة البصرة، جنوب البلاد، قالت مصادر أمنية إن متظاهرين عادوا إلى مقر الاعتصام الرئيسي، الذي داهمته قوات الأمن مساء الجمعة، وأشعلوا إطارات وأغلقوا أحد الطرق الرئيسية. واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 16 متظاهراً.
وذكرت مصادر أمنية وطبية أن شخصاً واحداً قُتل وأصيب ما لا يقل عن 30 شخصاً في الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين قرب ساحة التحرير في بغداد.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاثة آخرين قتلوا وأصيب 14 في مدينة الناصرية، بجنوب البلاد، بعدما سيطرت قوات الأمن على جسر كان يحتله المتظاهرون منذ أيام.