ما هي عواقب "التمرد" على الصدر.. انقسامات بعد تغريدات المليونية والانسحاب

آخر تحديث 2020-01-26 00:00:00 - المصدر: كلكامش برس

كلكامش برس/ بغداد

بالامكان ان يوصف على انه "تمرد" لما يحمله تاريخ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من قدسية بين اتباعه، فعدم الالتزام بتوجيهاته او الابتعاد عنها، قد يكون أقسى من "التمرد" سيما مع معادلة الصدر الشهيرة وقت اصدار "الكصكوصة" او ما يعرف بالاوامر المباشرة في تحييد احد افراد التيار وصولا الى محاسبته خارج اطار الدولة.
التمرد على الصدر ليس وليد اليوم، لكنه اخذ بعدا اخر هذه المرة، فالتاريخ السياسي الذي عاشه بعد 2003 شهد تقلبات كثيرة، دفعت بقيادات وقواعد للابتعاد عن نهجه، حتى ان البعض يصفه بـ"مفقس" الفصائل المسلحة التي تنشط اليوم، فضلا عن تيارات سياسية خرجت من رحم تياره، وصولا الى تركه من قبل مقلدين لوالده والالتحاق بألد خصومه.

فاصل التظاهرة المليونية
مسيرة الرجل الحافلة بالانشقاقات، لم تؤثر كثيرا على قاعدته الشعبية، فهو يمتلك جمهوره العقائدي الذي يستطيع توجيهه، لاسيما في الانتخابات، اذ امتلك رصيدا مستمرا داخل مجلس النواب والحكومات والدرجات الخاصة، بحسب مقربين منه، فضلا عن مشاركته في الحراك الاحتجاجي منذ عام 2015، حتى انه اعتصم بنفسه داخل المنطقة الخضراء.
في تظاهرات تشرين 2019 والمستمرة، الى اليوم، دعا الصدر اتباعه للالتحاق بالتظاهرات، ونشر عشرات التغريدات لدعم المتظاهرين، لغاية التظاهرة المليونية التي دعا اليها لاخراج القوات الامريكية، بعد اجتماعه مع قادة من فصائل مسلحة في قم بايران، والتي مثلت للعديدين مفترق طرق في ساحات التظاهر، فالصدر كان الى وقت قريب يصف العديد منها بـ"الميليشيات الوقحة" وسياسيا يتعامل مع ممثليها بنوع من السلبية، وهذا ما زعزع الثقة بمواقفه.

رغبة الصدر!
تصاعدت في الايام الاخيرة، لغة التشكيك والتخوين، بين اتباع الصدر وجمهور واسع من المتظاهرين، لاسيما بعد ان امر انصاره بالانسحاب من التظاهرات، في مسعى اعاد الى الذاكرة امر فض اعتصام 2015 الذي استمر 12 يوما امام المنطقة الخضراء، ويقول العديد من المتظاهرين وقتذاك، ان الصدر انهى الاحتجاجات دون ان تحقق مطالبها، على الرغم من الحراك الحكومي والبرلماني واقالة مسؤولين كبار، والذي تم التراجع عنه في وقت لاحق، والذي زاد من خذلان غير الصدريين بمواقف الصدر.
متظاهرو اليوم، يتحدثون عن رغبة لدى الصدر باعادة رسم احداث 2015، وانه الوحيد القادر على انهاء التظاهرات، وهذا الأمر لم يتحقق للزعيم الصدري، اذا ان التظاهرات اتسعت على الرغم من انسحاب انصاره، وهذا الشيء احرجه على ما يبدو، وبدأ بايصال رسائل يراها المحتجون "سلبية" لاسيما تغريدته الاخيرة، التي تزامنت مع خروج الطلبة باعداد غفيرة لساحات التظاهرات، حين قال: "وان لم يعودوا فسيكون لنا موقف اخر لمساندة القوات الامنية البطلة والتي لابد لها من بسط الامن"، في اشارة الى المتظاهرين.

تغريدة جديدة
وبنظرة شاملة للأحداث، يتحدث مراقبون، عن خوف الصدر من "تمرد" بطابع آخر هذه المرة، حيث يتعامل مع كتلة جماهيرية قد تندفع اجتماعيا عن اتباعه، وهذا أمر خطير بالنسبة اليه، حتى ان توقيته يكشل حراجة كبيرة، فخصومه من داخل البيت الواحد، هم الاكثر فرحا بهذا الامر، كونه كان يقابلهم بهذا الرصيد، الذين يعجزون عن مواجهته بسببه، وحين يفقده يفقد أقوى اوراقه في منازلة التاريخ والحاضر والمستقبل، فهل يتراجع عن دعم التظاهرات؟ أم ان مزاجه سينقلب عليه ويعود للساحات بتغريدة جديدة؟.