آتيا من دمشق وفي طريقه إلى بغداد.. ما سر زيارة لاريجاني الى بيروت؟

آخر تحديث 2020-02-18 00:00:00 - المصدر: الحرة

عبيد أعبيد - الحرة

قادما من سوريا عقب لقاء جمعه مع بشار الأسد، ورئيس لجنة الأمن القومي السوري، حل رئيس مجلس الشورى (البرلمان) في إيران، علي لاريجاني، الاثنين، في بيروت، والتقى من المسؤولين الرسميين، كل من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيسي مجلسي النواب والوزراء، نبيه بري وحسان دياب.

لكن تقارير صحفية إيرانية، كشفت جدول أعمال لقاءات المسؤول الإيراني في دمشق ثم بيروت، حيث كانت أكثرها مع شخصيات أمنية وعسكرية.

في دمشق، التقى لاريجاني، إلى جانب بشار الأسد، اللواء فيصل الخوري، رئيس لجنة الأمن القومي في سوريا، إلى جانب مسؤولين عسكريين في قوات النظام، و"فيلق القدس" التابع لجيش بلاده.

وفي لبنان، كشفت تقارير إيرانية، انه إلى جانب عون، وبري ودياب، أجرى لاريجاني مباحثات مع الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، فضلا عن اجتماعه بمسؤولي الفصائل الفلسطينية وحشد من النخب العسكرية التابعة لحزب الله.

ولم يكشف المسؤول الإيراني، ضمن تصريحاته الرسمية في البلدين، عن هذه اللقاءات التي أخذت حصة الأسد في جدول أعماله.

لكنه قال في مؤتمر صحافي، عقده في مقر سفارة بلاده في بيروت انه "فهم من خلال اللقاءات التي أجراها مع الرؤساء في لبنان أنه يمر حاليا بمرحلة حساسة للغاية"، ولم يأت على ذكر أي من لقاءاته مع مسؤولي الفصائل المسلحة في لبنان.

وكشف بيان صادر عن خلية إعلام "حزب الله" أن زعيم الحزب حسن نصر الله إستقبل لاريجاني والوفد المرافق، وأكد تطرقه للأوضاع الأمنية وسبل مواجهتها.

وفي وقت تبحث فيه بيروت عن محاولات استقطاب اقتصادي غربي، تطرح زيارة المسؤول الإيراني الثالث في هرم السلطة الإيرانية، أسئلة حول توقيتها، وأسبابها؟

فهل تهدف الزيارة الى تنسيق رد أدرع إيران في المنطقة على مقتل قاسم سليماني؟ أم هي زيارة تعويمية للزائر نفسه؟ واحتمال ثالث يطرح في الشارع اللبناني عن كون لاريجاني أول زائر أجنبي لرئيس حكومة يسميها البعض حكومة حزب الله؟

وخصوصا أن لاريجاني وصل الى بيروت آتيا من دمشق وفي طريقه إلى بغداد، ما أعطى صورة أوضح عن "زيارة الحلفاء"، في وقت حساس من التوترات الإقليمية والعقوبات الدولية المفروضة على إيران وحلفائها على رأسهم حزب الله.

وصاية إيرانية

المحلل السياسي اللبناني، علي الأمين، قال لموقع "الحرة"، عن زيارة لاريجاني إلى المنطقة، إنها "تأتي عقب أنباء عن نيته الترشح لرئاسة إيران المقبلة.".

وحول معاني الزيارة وتوقيتها، لفت المحلل إلى ان لقاء لاريجاني برئيس الحكومة الجديدة (حسان دياب) غير المرحب بها شعبيا من قبل المتظاهرين اللبنانيين، هو تأكيد على تبعيتها العميقة لحزب الله أي لإيران.

وأشار إلى أن الزيارة التي رتبها المسؤول الإيراني إلى دمشق وبيروت ثم بغداد، تأتي في إطار ما ترغب إيران في إظهاره من رعاية ووصاية على مناطق نفوذها.

لكن في المقابل، أكد الأمين، ان لاريجاني، مسؤول سياسي وليس عسكري، وبالتالي فزيارته إلى المنطقة "لا تحمل شيئا استثنائيا، بقدر ما هي تقليدية وقتما تتغير الحكومة اللبنانية"، قائلا: "في أي تغيير سياسي أو حكومي بلبنان، تكون أزل زيارة رسمية إلى البلاد من إيران".

"وعود لفظية" بمساعدة لبنان

وغير مؤتمر صحفي مغلق في سفارة بلاده جدد فيه الدعم لـ"حزب الله"، كادت زيارة علي لاريجاني، إلى لبنان، أن تكون "صامتة"، إذ لم يدل خلال يوم ماراثوني من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين بأي تصريح، خلافاً لعادة الزوّار.